طلب رئيس الفاف محمد روراوة أمس الأربعاء من رئيس رابطة باتنة الجهوية لكرة القدم محمد بغورة الإعلان عن إستقالته من منصبه، على خلفية فضائح الفساد و الرشوة التي طفت مؤخرا على السطح، بخصوص تسيير هذه الهيئة، و إشترط عليه عقد إجتماع طارئ للمكتب التنفيذي للرابطة مطلع الأسبوع القادم يخصص للإعلان الرسمي عن الإنسحاب.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر جد موثوق من المكتب الفيدرالي، و الذي أوضح في معرض حديثه بأن روراوة إستغل فرصة الجمعية العامة الإستثنائية للفاف لعقد جلسة عمل مصغرة ظهيرة أمس مع بغورة و رؤساء الرابطات الولائية المنضوية تحت لواء رابطة باتنة الجهوية، و هي بسكرة، باتنة، خنشلة، المسيلة و برج بوعريريج، حيث أن رئيس الفاف أبدى الكثير من التذمر و الإستياء مما حدث في الرابطة، و إعتبر الحديث عن تفشي الرشوة و الفساد بتواطؤ من عضوين من الهيئة التنفيذية للرابطة، مع إستخدام مجموعة معينة من الحكام كآداة لتنفيذ المخططات مساسا بسمعة كرة القدم الجزائرية، الأمر الذي دفعه إلى مطالبة بغورة بضرورة تحمل المسؤولية في كل ما وقع، بصفته رئيس الرابطة، و كان من الأجدر به إتخاذ إجراءات ميدانية إستعجالية كفيلة بإستئصال رؤوس الفساد، قبل تفاقم الأوضاع، لأن التحريات الأولية ـ يضيف مصدرنا ـ أظهرت بأن قضايا الفساد و الرشوة و التي وجهت فيها أصابع الإتهام للمدير الإداري و المالي السابق مبروك جبايلي الذي يشتهر بتسمية «بوزو»، و كذا الرئيس السابق للجنة التحكيم مسعود بن عمار لم تكن تقتصر على ترتيب نتائج المقابلات فقط، بل شملت أيضا الكثير من القرارات الإدارية التي كان بغورة بإعتباره رئيسا للرابطة على دراية بها.
مصدر «النصر» أضاف في سياق متصل بأن روراوة ألح على ضرورة إعلان بغورة عن إستقالته مطلع الأسبوع القادم، و إعتبر هذه الخطوة حتمية، على أن تمنحه الفاف الوقت الكافي لإعداد الحصيلتين المالية و الأدبية، من أجل عرضهما يوم 15 جانفي 2016، و هو الموعد الذي سيتم فيه تشكيل لجنة الترشيحات تحسبا لجمعية عامة إنتخابية ستعقد قبل نهاية جانفي من السنة القادمة.
و خلص ذات المصدر إلى التأكيد على أن قرار روراوة كان تجسيدا لمطلب رؤساء النوادي خلال الجمعية العامة الإستثنائية لرابطة باتنة الجهوية المنعقدة يوم الإثنين الماضي، حيث ألحوا على رحيل بغورة و طاقمه، على أمل إحداث تغيير شامل، و طي صفحة الفساد و الرشوة، و هو المطلب الذي كان العديد من رؤساء الفرق قد تقدموا به للفاف في الشكاوى التي قدموها في الأشهر المنصرمة، و التي كانت سببا في تفجير القضية و طفو الملف على السطح، رغم أن بغورة كان قد إلتمس العفو، و صرح بأنه لم يكن على دراية بما يحدث في محيطه، لكن روراوة تمسك بموقفه و طالبه بالرحيل الفوري، مع قطع الطريق أمامه للترشح في العهدة الجديدة، و هو نفس الإجراء الذي إتخذه مع رابطة سعيدة الجهوية، بإرغام رئيسها السعيد عمارة على الإستقالة في جانفي القادم، بسبب ملفات ساخنة تخص تسيير هذه الهيئة.
ص / فرطــاس
