طوت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم سريعا صفحة انجاز المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بإعادته الكرة الجزائرية إلى الأولمبياد بعد 36 سنة من الغياب، من خلال خوضها سباقا ضد الساعة، في محاولة لضخ دماء جديدة في كتيبة الناخب الوطني أندري بيار شورمان الساعي إلى ضمان مشاركة مميزة، تواكب التطور الحاصل في المنظومة الكروية الوطنية، ومن ثمة تفادي شعار « المشاركة من أجل المشاركة» في دورة ري ودي جانيرو المرتقبة في شهر أوت 2016.ورغم أن المنتخب الوطني الذي نشط دورة السنغال بتعداد كله من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية، أبان عن إمكانات وقدرات تبشر بمستقبل واعد، إلا أن القائمين على شؤون كرتنا لا يريدون الاكتفاء بالعودة إلى الأولمبياد، 
ويسعون إلى رفع سقف الطموحات إلى أعلى مستوى ممكن، في ظل توفر الخيارات والعوامل المساعدة على أداء دورة ناجحة، في ذات الملاعب التي شهدت إحداث المنتخب الأول طفرة في مونديال البرازيل 2014، ببلوغه الدور ثمن النهائي والخروج مرفوع الرأس أمام البطل منتخب ألمانيا، ولذلك يسعى رئيس الفاف محمد روراوة وجميع مساعديه إلى تمكين التقني السويسري بيار أندري شورمان من جميع الأوراق الرابحة، بداية بالبحث عن منافسين من العيار الثقيل لمواجهتهم وديا في الربيع القادم، بغرض تمكين المنتخب الوطني من التحضير بشكل جيد لموعد ريو دي جانيرو، مرورا بالتفكير في ثلاثي من المنتخب الأول من أصحاب الخبرة والإمكانات في صورة محرز و براهيمي و فغولي و سليماني و بن طالب، وصولا إلى التفكير في توجيه الدعوة للاعبين موهوبين من خريجي المدرسة الفرنسية، في صورة متوسط ميدان نادي كليرمون فوت فريد بولاية، والنجم الصاعد في فريق تولوز زين الدين مشاش، و كذا قلب دفاع نادي بوردو الياس حساني الذي عاينه مناجير الخضر يزيد منصوري مطلع الشهر الجاري، مع حديث عن توجيه الفاف الدعوة لناديه بغرض السماح له بحضور تربص المنتخب القادم، والحال ذاته مع الموهبة الصاعدة في نادي بوردو آدم وناس ( 18 سنة)، الذي يعيش ضغطا رهيبا يمارسه عليه مدربه ويلي سانيول ومحيط النادي في محاولة لدفعه لاختيار اللعب لمنتخب فرنسا، في سيناريو مشابه لما مر به نجم نادي ليون نبيل فقير، عند إعلانه عن اختيار اللعب للجزائر، قبل أن يتراجع بسرعة تحت الضغط، وهو الدرس الذي استوعبته الفاف الساعية إلى معالجة ملف وناس في صمت وبعيدا عن الأضواء، سيما وآدم وناس يعد اكتشاف الموسم الحالي في الليغ1، 
ما جعل عديد المتتبعين والمختصين في فرنسا يسارعون إلى إثارة «فضية» جنسيته الرياضية، رغم أن اللاعب صاحب 19 ربيعا ينشط في منتخب فرنسا لأقل من 20 سنة منذ شهر نوفمبر الفارط، و لاشك أن تغريدة للاعب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والتي شجع من خلالها الخضر في مونديال 2014، قد أثارت مخاوف الفرنسيين من سير وناس على خطى فغولي وبراهيمي وبن طالب وغلام و محرز وغيرهم من المواهب التي لا تزال فرنسا تتحسر على ضياعهم.
نورالدين - ت
