عجز شباب باتنة عن اجتياز عقبة ضيفه اتحاد بلعباس مكتفيا بنقطة واحدة لم تكن كافية للظفر باللقب الشتوي وذلك في مباراة مملة وخالية من جماليات اللعبة، لكنها شدت الأنفاس إلى غاية انقضاء وقتها القانوني بالنظر لأهميتها، حيث تميزت بالاندفاع البدني واللعب العشوائي وقلة التركيز ونقص الفعالية، ولو أن أصحاب الأرض كانوا السباقين لأخذ زمام المبادرة أمام منافس اعتمد منذ الانطلاقة على الكثافة العددية في وسط الميدان، والضغط على حامل الكرة، وهو ما حرم رفقاء بعبوش من بسط نفوذهم وكسب الصراعات الثنائية وإيجاد الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس غالم في ظل الفرص المتاحة لهم أبرزها مقصية قريش(د17) والقذفات القوية لبهلول في عديد المناسبات. الباتنيون الذين ظهروا بوجه غير مقنع وأبدوا الكثير من الارتباك في غمرة تلاشي خطي الوسط والهجوم حتى وإن أبانوا عن رغبة أكيدة في صنع الفارق إلا أنهم فشلوا في إبراز قدراتهم وفرض منطقهم، بفعل إستراتيجية المنافس المبنية على تجميد اللعب والمقاومة وغلق كل المنافذ والممرات المؤدية إلى شباك غالم، مع الاعتماد على المرتدات ما صعب من مهمة أصحاب الأرض الذين سقطوا في العشوائية والتسرع، تزامنا مع غياب النجاعة الهجومية وتنظيف الصفوف رغم محاولاتهم لهز شباك الحارس الزائر.
أبناء المكرة الذين أبدوا مقاومة كبيرة تنقلوا من أجل العودة بأخف الأضرار، حيث لم يغامروا كثيرا في الهجوم، بعد أن أفصحوا ومنذ الانطلاقة عن نواياهم في الحفاظ على نظافة شباكهم من خلال تحصين مواقعهم الخلفية بشكل جيد والهيمنة على وسط الميدان في محاولة لفك الخناق المضروب على منطقتهم. وهو ما مكنهم مع مرور الوقت من امتصاص حرارة منافسهم الذي عجز عن تجسيد سيطرته الميدانية واستغلال الكرات الثابتة لبهلول (د49 و 54 و 63)، والمحاولات الفردية لقريش(د43 و57) وكذا بوحربيط(د78).
خيبة أمل المحليين الذين دشنوا عودتهم إلى سفوحي بإخفاق، قابلتها حسرة كبيرة لدى الجماهير الرياضية التي وإن صنعت طقوسا احتفالية بالمدرجات، إلا أنها اصطدمت بواقع مغاير جسده الأداء المتواضع للاعبين والمردود الجماعي الباهت في غياب الروح القتالية والسرعة في اللعب إلى جانب الانضباط التكتيكي، ما استغله أشبال بوعكاز وبأقل جهد لحصد نقطة كانت كافية لاستكمال ديكور فرحة التتويج بلقب رحلة الشتاء بحضور قرابة 200 مناصر تحملوا مشقة السفر وقطع 2000 كلم ذهابا وإيابا لمؤازرة فريقهم.
م ـ مداني
قالوا قالوا قالوا قالوا قالوا قالوا
سليم عريبي (مساعد مدرب الشباب): خطة المنافس صعبت من مهمتنا
« المقابلة كانت صعبة والمنافس رفض اللعب من خلال عودته الكلية إلى الخلف لخطف نقطة واحدة. وقد فشلنا في اختراق دفاعه بفعل خطته وكذا الضغط البسيكولوجي للمباراة. علينا تقبل النتيجة ومواصلة العمل بأكثر جدية لأن المشوار ما زال طويلا».
معز بوعكاز(مدرب الاتحاد): حققنا ما كنا نصبو إليه
« لقد نجحنا في مهمتنا وحققنا هدفنا من خلال الظفر باللقب الشتوي رغم صعوبة اللقاء أمام منافس قوي. لذلك أعتبر هذا التعادل بطعم الفوز وعلينا من الآن التحضير لمرحلة العودة. وبخصوص مستقبلي، فإنه لا يمكن لي تحديده في الوقت الراهن ولو أن الاجتماع المرتقب مع الإدارة سيفصل في بقائي من عدمه».
رصدها: م ـ مداني