ملعب 04 مارس، طقس مشمس، أرضية صالحة، جمهور غفير جداـ تنظيم محكم، تحكيم للسيد نسيب بمساعدة بن ناصر و مغلوط... الحكم الرابع: شويني
الإنذارات: عطية ـ بوعلي (تبسة) ـ بلحوة ـ العيفاوي (البليدة)
الأهداف: دوادي العلمي (د 18) إتحاد تبسة ـ صامدة (د 20) لإتحاد البليدة
التشكيلتان:
إتحاد تبسة: دوادي – بوحمدة – نطور – عطية – بحوش (بن عرفة) – بوعلي – رضا كريم – بورزام (راشدين) – دوادي ـ عنتري – موايعية
المدرب: بلعرج محمد
إتحاد البليدة: ليتيم – صامدة – بلحوة – بدران – هريات (عيسى الباي) – العيفاوي – بودينة ـ بن ضياف (وناس) – عميري ـ مليكة – قصاير(شريف محمد)
المدرب: باشا محمد
حقق إتحاد تبسة تأهلا تاريخيا إلى الدور ثمن النهائي، على حساب إتحاد البليدة من الرابطة المحترفة الأولى، في مقابلة لم ترق إلى المستوى المطلوب، خاصة من جانب الزوار، الذين لم يظهروا بوجه يعكس البطولة التي ينشطون فيها، مما كلفهم الإقصاء على يد خصم من وطني الهواة، و لو أن "الكناري" غاب عن ثمن النهائي لمدة 45 سنة، و المرة الوحيدة التي بلغ فيها هذا الدور كانت في 1971، و أقصي على يد إتحاد بلعباس.
اللقاء كانت بدايته متكافئة و انحصر فيها الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية من دون تسجيل فرص سانحة للتهديف من الجانبين، رغم أن عميري كاد بعمل فردي أن يفتتح باب التسجيل للزوار في الدقيقة 12 بقذفة صاروخية اصطدمت من خلالها الكرة بالعارضة الأفقية.
رغبة أهل الديار في تفجير مفاجأة مدوية جعلتهم يناورون في الهجوم، عن طريق الثنائي عنتري و بورزام، لكن خبرة العلمي دوادي كانت كافية لتجسيد هذا الطرح، لأنه استغل المخالفة التي تحصل عليها فريقه في الدقيقة 18 على مشارف منطقة العمليات ليسكن الكرة بذكاء كبير في الركن الأيمن من مرمى الحارس ليتيم، الذي اكتفى بمتابعة الكرة و هي تستقر في شباكه.
فرحة "التبسية" بهذا الهدف لم تدم طويلا، لأن رد فعل الضيوف كان قويا و سريعا، و قد كانت الكرات الثابتة المفتاح الوحيد للتسجيل، إذ نفذ مليكة ركنية على الجهة اليسرى(د20)، استغل على إثرها المدافع صامدة سوء تموقع دفاع "الكناري" ليسكن الكرة برأسية محكمة في مرمى الحارس دوادي.
هذا "السيناريو" دفع بكل مدرب إلى توخي الحيطة، الأمر الذي جعل الصراع على الكرة ينحصر في حدود الدائرة المركزية، و لو أن إتحاد البليدة كان أحسن تنظيما فوق أرضية الميدان، إلا أن الافتقار للجرأة الهجومية حال دون صنع فرص سانحة، بينما اعتمد التبسية على بعض الحملات الهجومية، التي كاد على إثر إحداها عنتري يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 28، لما انفرد بالحارس ليتيم، غير أن قذفته اصطدمت بالعارضة الأفقية.
مستوى المقابلة انخفض كثيرا مع بداية الشوط الثاني، لأن الزوار تراجعوا بشكل ملفت للانتباه، مما فسح المجال أمام "الكناري" لإحكام سيطرته، مع كسب عناصره الثقة في النفس، أمام خصم كان بعيدا عن مستواه، و قد حاول المدرب بلعرج تفعيل خط الهجوم والتوجه نحو الأمام، بإقحام راشدين ، إلا أن الافتقار للتركيز حال دون النيل من مرمى ليتيم، خاصة وأن عنتري بادر إلى صنع فرص من مجهود فردي، لكن تجمع دفاع الضيف قطع أمامه الطريق لتسجيل الهدف الذي انتظره الأنصار، لتنتهي المواجهة في وقتها الرسمي بالتعادل.
خلال الحصتين الإضافيتين لم يبادر أي مدرب إلى التغيير من إستراتيجية اللعب، و ذلك بالتزام الحيطة في الدفاع، وكأن الفريقين كانا يبحثان عن ضربات الترجيح، التي سارت على وقع "سيناريو" هيتشكوكي، بتواصل "السيسبانس"، على اعتبار أن مدافع تبسة رضا كريم أضاع الضربة الخامسة، مما منح الأفضلية للزوار من أجل التأهل، لكن الحارس دوادي نجح في إنقاذ الموقف بصده ضربة العيفاوي، الأمر الذي أبقى الإثارة متواصلة إلى غاية السلسلة الثانية، و التي كانت ركلتها الثامنة حاسمة، كون الحارس دوادي نصب نفسه رجل اللقاء بتصديه لركلة عميري، مانحا "الكناري" تأهلا تاريخيا، فجر فرحة عارمة في أوساط آلاف الأنصار، بينما تجرع إتحاد البليدة مرارة الإقصاء المبكر على يد منافس من الهواة.
ص / فرطاس
