يسعى شباب جيجل إلى حجز مكانة تحت شمس الاحتراف، والعودة بنمور الكورنيش إلى حظيرة الكبار التي غادرها منذ سبعينيات القرن الماضي، أين كتب نخبة من الأسماء الكروية صفحات ناصعة في سجلات الكرة الجزائرية. ورغم أن النمرة ضيعت تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية في آخر جولتين من الموسم الفارط، ما ترك غصة في حلق الأنصار الأوفياء للشباب، إلا أن الحلم لم يتبخر والنمرة تبقى تؤمن بحظوظها، وقدرتها على إسعاد الآلاف من محبيها المنتشرين عبر كامل بلديات الولاية 18 وخارجها، سيما وأن الإدارة الحالية بقيادة اللاعب السابق والمحب زعيمر بوجمعة المعروف باسم حسني قد ذللت جميع الصعاب ووفرت عديد الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق هدف الصعود، هذا الموسم إن سارت الأمور وفق ما تم التخطيط له في الأسابيع الأخيرة، أو الموسم المقبل بجعل الحالي محطة تحضيرية لإحداث القفزة النوعية.
روبورتاج: نورالدين – ت / تصوير: الشريف قليب
رهان على يسعد ونخبة من اللاعبين الموهوبين
إستراتيجية الإدارة الجيجلية تمتد حسب رئيسها «المؤقت» وأعضائها على المدى البعيد، لأن الجميع يراهن على كفاءة وخبرة ربان سفينة الشباب يسعد لطفي الذي تم الاستنجاد به بعد نهاية مرحلة الذهاب، في محاولة لإعطاء دفع جديد للفريق و تحقيق الصعود بتكرار ذات السيناريو الذي خول للشباب مغادرة حظيرة ما بين الرابطات قبل موسمين، لكن التقني المحنك يسعد وبمجرد وقوفه على مكمن الخلل فضل الحديث بلغة الواقعية، حيث اعترف لنا بأن ضمان البقاء بأريحية يبقى الهدف الأقرب للتحقيق في الظرف الحالي، بالنظر لمعاناة الشباب من هاجس الإصابات الذي حرمه في سابق المواجهات من عديد الركائز، قبل أن يضرب موعدا للجولة السادسة من مرحلة الإياب التي يراها منعرج السباق نحو الصعود، الذي يظل ممكنا ما دامت الإدارة قد وفرت ظروف تحقيقه بتركيبة بشرية جديدة قوامها لاعبين تم انتدابهم من داخل وخارج الولاية، في محاولة لاستعادة أمجاد الفريق والعودة به إلى مكانته الحقيقية، علاوة على الأنصار الذين يعتبرهم يسعد الأفضل عبر جميع النوادي التي أشرف عليها في مشواره التدريبي.
عزم على العودة إلى الأضواء واستعادة أمجاد السبعينات
ويعتبر هدف الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية مشروعا، على اعتبار أن شباب جيجل يعد من أعرق الأندية الجزائرية، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى مطلع ثلاثينيات القرن الماضي (1936)، ويتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، حيث أن الولاية التي تشتهر بشريط ساحلي خلاب يمتد على مسافة 120 كلم تتنفس كرة القدم، ولا تزال تحتفظ بسنوات مجد النمرة مطلع السبعينات، وبأسماء نجوم صنعوا أمجاد الكرة الجيجلية في صورة الحارس البرتغالي العملاق كارلوس غوميز واللاعبين لحتيحت و بوبزاري و حاجي و جغري وشعبان وغيرهم، والذين حققوا صعود شباب جيجل إلى القسم الأول في موسم 70-71 أين لم تلعب النمرة سوى موسما واحدا لتغادر حظيرة الأضواء التي عادت إليها مجددا خلال الموسم 72-73، قبل أن يأفل نجمها وتتراجع نتائجها بسقوطها إلى غياهب الأقسام الدنيا، التي عقد العزم أبناء النمرة على عدم العودة إليها، شعارهم «الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت».
رئيس الفريق زعيمر بوجمعة "حسني": كـل الـظروف مـواتيـة للـعب الصـعود في مـجمـوعـة الوسـط
بداية كيف تمت عملية تقلدك رئاسة شباب جيجل؟
أنا لاعب سابق ومناصر، ومن منطلق حبي للنمرة اقتربت قبل نحو شهرين من الإدارة لمد يد العون، فوجدت الفريق في وضعية صعبة، ونتيجة الضغط الكبير الذي تعرض له الرئيس نيمور، تعذر عليه مواصلة مهامه فقام بمنحي وكالة لتولي منصب الرئيس، والحمد لله الأمور تسير نحو الأفضل، حيث أقمنا تربصا في شلغوم العيد، و فزنا بأول مباراة في مرحلة الإياب خارج الديار، ومع ذلك أؤكد بأن هدف الفريق يتمثل في ضمان البقاء بأريحية، وهو ما أكدته للأنصار، كما طالبتهم بالصبر على الفريق والوقوف إلى جانبه، لكن إذا تحسنت النتائج ولاحت بوادر الصعود فلن نفرط في التذكرة، أعلم أن الأنصار يحبون شباب جيجل ويتنقلون معه ويؤازرونه في جميع المباريات، لكنني أنشادهم بأن لا يفرضوا ضغطا على اللاعبين، من خلال مطالبتهم بتحقيق الصعود هذا الموسم.
على ذكر النتائج هل ترى أن اللعب في المجموعة الوسطى أسهل منه في المجموعة الشرقية ؟
نعم الآمر أسهل في مجموعة الوسط و لولا الظروف الصعبة التي مررنا بها، وخاصة مشكل الإصابات، الذي كلفنا 12 نقطة في ملعبنا، لكنا الآن في المراتب الأولى.
سبق لشباب جيجل اللعب في المجموعة الشرقية و كان مصيره السقوط، و بتحوله إلى مجموعة الوسط حقق الصعود، فما هو الفرق بين المجموعتين ؟
في مجموعة الوسط لا وجود للضغط الجماهيري، والفرق تلعب كرة نظيفة، علاوة على أن عمل الكواليس غير متفش، ما يجعل الصعود حليف الفريق الذي يملك إمكانات فنية ومالية.
و بالنسبة للتنقلات الطويلة نوعا ما؟
من هذا الجانب الحمد لله، هناك بعض المحبين يقدمون لنا يد المساعدة، كما أننا نعمل كأسرة مسيرة على وضع الفريق في ظروف أفضل.
كلاعب سابق ألا ترى بأن تواجد النمرة و شباب حي موسى في مجموعتين حرم المدينة من الديربي؟
هذا العامل السلبي، و أنا شخصيا أسعى ليكون الفريقان جنبا إلى جنب، ورغم تواجدي على رأس النمرة أكن حبا واحتراما لفريق شباب حي موسى، و أتمنى أن نتواجد في نفس المجموعة، ونعمل على أن يكون الصعود لمن يستحقه.
لكن تواجد الفريقين في مجموعتين قد يسمح بتحقيق الصعود في نفس الموسم
نعم وقد تحقق ذلك في الموسم ما قبل الماضي، أين انتزعنا تذكرة الصعود إلى قسم الهواة و عمت المدينة احتفالات عارمة في معاقل النمرة والفيلاج .
و هذا الموسم من الصعب تحقيق هذه الأمنية؟
للأسف الفريقان في وضعية متشابهة ما يجعل الحلم مؤجلا، وبالمناسبة أود تقديم الشكر للسيد الوالي و مدير الشباب و الرياضة وحتى مدير الملعب الذي يساعدنا كثيرا.
على ذكر الملعب عانى فريقكم من عقوبة «الويكلو» في الموسم الماضي فما السبب؟
كان الضغط كبيرا على فريقنا، كونه نافس على تذكرة الصعود، لكن الوضع اختلف هذا الموسم، حيث استوعب الأنصار الدرس، سيما وأنهم أدركوا بأن الضغط ينعكس بالسلب على نتائج الفريق.
ما هي أهم المشاكل التي يعانيها فريقكم هذا الموسم؟
مشكل الإصابات الذي أعاق فريقنا كثيرا، فالمشكل المالي في طريقه إلى الانفراج، حيث ننتظر دخول الإعانات في القريب العاجل، وبعد معاناة الرئيس في بداية الموسم، اختلفت الأمور معي شخصيا، نتيجة وفائي بالوعود التي قدمتها للاعبين، الذين لم يعودوا يدينون بمبالغ كبيرة.
كمسؤول أول كيف ترى تعداد الشباب ؟
لولا لعنة الإصابات لكان فريقنا في وضع أفضل، و للأسف لم نتمكن لحد الآن من خوض مقابلتين متتاليتين بنفس التشكيلة، لأننا نفتقد في كل مباراة لاعبين في مناصب حساسة.
كلمة أخيرة
هي نداء أوجهه للأنصار، داعيا إياهم لمساعدتنا والوقوف إلى جانب الفريق، وأن نضع اليد في اليد لإنقاذه، كما أناشد محبي شباب جيجل من صناعيين و مقاولين بتقديم المساعدة، وفي حال تكاثف جميع أبناء الولاية سيذهب الشباب بعيدا ويحقق الصعود بأريحية.
الناطق الرسمي ونائب الرئيس الأول صالح بن حبيلس: تــربـص الـصائـفة جـعلـنا نـراهـن علـى الـبقـاء
كيف تقيم نتائج الفريق مع بداية مرحلة الإياب؟
لم تكن إيجابية، لأن انطلاقتنا لم تكن وفق الأهداف المسطرة نتيجة المشاكل التي اعترضت النمرة، حيث عانى التعداد من عديد الغيابات، كما أن تربص العاصمة الذي سبق الموسم لم يكن مفيدا، سيما وأن ما لا يقل عن عشرة لاعبين عانوا من إصابات متباينة.
إذن الغيابات أثرت سلبا على نتائج الفريق؟
بالطبع فمع نهاية كل أسبوع نجد أنفسنا محرومين من خدمات ما لا يقل عن خمسة لاعبين أساسيين، وفي كل مرة يجد المدرب نفسه عاجزا عن الاعتماد على التشكيلة الأساسية لمباراتين على التوالي، وعليه تعتبر الإصابات العائق الأكبر للنمرة.
كما لم تعرف العارضة الفنية الاستقرار المطلوب
حقيقة لقد أشرف على الفريق في مرحلة الذهاب ثلاثة مدربين، ويتعلق الأمر بكل من لشقر و نشمة ثم لشقر قبل أن يتم الاستنجاد بالمدرب لطفي يسعد.
وكيف ترى بقية المشوار، مقارنة بالموسم الماضي، أين لعبتم ورقة الصعود؟
هدفنا هذا الموسم يتمثل في ضمان البقاء، عكس الموسم الماضي أين حققنا نتائج إيجابية خولت لنا التنافس على الصعود، رغم غياب الإمكانات المادية، وقد كان للاستقرار دورا بارزا، سيما وأن التعداد تشكل من أبناء الفريق، عكس هذا الموسم أين هبت رياح التغيير بانتداب لاعبين جدد، علاوة على هاجس الإصابات الذي أضعف التشكيلة، فمباراة الشراقة خضناها بثمانية لاعبين من فئة الأواسط.
كلمة أخيرة
أود الإشادة بدور السلطات المحلية التي قدمت يد العون للفريق هذا الموسم، خاصة السيد الوالي الذي حث الصناعيين وأصحاب المؤسسات على مساعدة النمرة، في مبادرة انعكست إيجابا على نتائج الفريق.
المدير المالي عبد الحميد بامور: زعيمر حسني منقذ النمرة من الاندثار
فريقنا عانى في بداية الموسم من وضعية مالية جد صعبة، والفضل في تجاوزها وتفادي شباب جيجل حالة الإفلاس يعود لثلاثة أشخاص يستحقون الشكر والإشادة، بداية بوالي الولاية فمدير الشباب والرياضة وأخيرا السيد زعيمر بوجمعة، دون أن ننسى رئيس الجمعية محمد نيمور الذي قام بتقديم صكوكه الشخصية كضمان لجميع اللاعبين والمتعاملين مع الفريق. وبعد أن عرفت الوضعية انسدادا قام السيد الوالي بمبادرة تستحق الإشادة ، من خلال التقائه الصناعيين ورجال المال وممثل شركة قطر في منطقة بلارة، ومطالبتهم بتقديم يد المساعدة لشباب جيجل وحي موسى المهددين بالزوال، وهي المساعدات التي منحت جرعة أوكسجين للفريق، ومن جهته رافقنا مدير الشباب والرياضة في عدة تنقلات ومكن الفريق من الاستفادة من الإيواء والإطعام، بمنحه ضمانات للفنادق التي أقمنا بها، وأخيرا السيد زعيمر المدعو حسني الذي أنقذ النمرة من وضعية كارثية، حيث استرجع صكوك الضمان التي منحها الرئيس واستغلها البعض لتهديده، وإذ أشكر السيد زعيمر على شجاعته أؤكد أنه سدد المستحقات من أمواله الخاصة، فكان بمثابة منقذ النمرة من الاندثار.
وعن ضعف المساعدات يرى محدثنا بأن ولاية جيجل ضعيفة من الناحية المالية، حيث أن عائداتها تقتطع من مداخيل ثلاث بلديات، على اعتبار أن باقي البلديات بحاجة إلى الدعم، مضيفا أن المقرات الاجتماعية لمؤسسات الدولة تتواجد خارج جيجل، و تقدم عقود سبونسور لفرق الرابطة الأولى.وعما إذا كان لعب النمرة في مجموعة الوسط يضاعف من مصاريفها، رد بامور بالسلب لأن محبي النمرة في العاصمة يقدمون لها الدعم، كما أن محبا من العاصمة رفض الكشف عن هويته تكفل في الموسم الماضي بجميع التنقلات. وختم بامور حديثه بالتأكيد على أن الوضعية المالية للشباب بدأت تتحسن، مشيرا إلى أن الإدارة في انتظار دخول إعانة المجلس الشعبي البلدي ومساعدة مديرية الشباب والرياضة في شهر مارس المقبل.
العضو المسير ناصر رولة: سـوء الـتحضـيـر سـبـب إصـابـات الـلاعبيـن
شخصيا أرى أن سوء التحضير خلال التربص الذي أجراه الفريق قبل بداية الموسم، وراء الإصابات المتكررة التي يعانيها الفريق وتحرمه في نهاية كل أسبوع من خدمات عديد اللاعبين، فرغم نقص الإمكانيات حرص فريقنا على إقامة تربص بمركب 05 جويلية بالعاصمة، ليتأكد مع بداية المنافسة أن التربص أعطى نتائج سلبية، بسبب رفع المدرب السابق لشقر حمولة العمل، ما حال دون ظهور اللاعبين بمستواهم الحقيقي، لمعاناتهم من إصابات عضلية. فمنذ المباراة الأولى ونحن نفتقد في كل مباراة أربعة إلى خمسة لاعبين، ولعلمكم أننا لا زلنا ندفع ضريبة تربص الصائفة الماضية حتى الآن، حيث خضنا اللقاء الماضي أمام الرائد نادي الرغاية بتشكيلة ضمت ثلاثة لاعبين من صنف الأواسط، بسب غياب سبعة لاعبين بداعي الإصابة.
المدرب لطفي يسعد: أحـمـل مـشـروعــا طـمـوحـا يـمـتد عـلى ثـلاثـة مـواسـم
سبق لك قيادة النمرة إلى تحقيق الصعود قبل موسمين، فما سبب مغادرتك؟
مغادرتي لم تكن بمحض إرادتي، على اعتبار أنني اقترحت على الإدارة مواصلة المشوار لمدة ثلاثة مواسم أخرى لتطبيق مشروع رياضي على المستوى البعيد، والعمل على تحقيق ثاني صعود للفريق، وهو الأمر الذي كان في المتناول، بالنظر لمستوى فرق الحظيرة.
عدت هذا الموسم في مرحلة حساسة، فكيف تم ذلك؟
الاتصالات تمت مباشرة بعد مباراة كأس الجزائر، من طرف محيط الفريق غير أن الظروف لم تكن مواتية لعودتي، لكن بعد نهاية مرحلة الذهاب كانت لي اتصالات مع عنصرين فاعلين في الإدارة، خاصة السيد حسني الذي أقنعني فكانت العودة من أجل الأنصار أولا.
فكيف وجدت الفريق؟
من الناحية التقنية كل اللاعبين يملكون إمكانات ورصيد من التجربة، لكن الإشكال أنني وجدت سبعة لاعبين يعانون من إصابات بليغة، أرغمتهم على الركون إلى راحة دامت ستة أسابيع، علاوة على تواجد ثلاثة لاعبين تحت طائلة العقوبة، وفي ظل هذه الظروف حاولت ربح الوقت بالاعتماد على ستة لاعبين من صنف الأواسط.
وهل كنت حاضرا في تربص التلاغمة؟
لا وفي آخر يوم من التربص عاينت الفريق في اللقاء الودي الذي جمعه بنجم التلاغمة، علما وأنني تابعت 20 دقيقة من لقاء الكأس أمام مولودية بجاية، وقبلها لقاء مولودية قسنطينة، وعلى ضوء تلك المقابلات قمت بحوصلة عامة عن كل لاعب، والنتيجة التي توصلت إليها أنني مطالب بالعمل مع اللاعبين الجاهزين والمتواجدين تحت تصرفي، لكنني تفاجأت بمطالبة الأنصار بضرورة لعب ورقة الصعود، في الوقت الذي تسعى الإدارة بقيادة حسني للعب ورقة البقاء وهو هدف معقول.
فما هو الهدف المتفق عليه مع الإدارة؟
تم الاتفاق على ضمان البقاء بأريحية، بمعنى أننا سنلعب المقابلات القادمة بنفس عزيمة وإرادة الباحث عن الصعود، حتى نتفادى حسابات آخر الموسم، ونتمكن من تحقيق هدفنا في منتصف مشوار مرحلة العودة.
من خلال تجربتك في الملاعب الشرقية ما الفرق بين المجموعتين الوسطى والشرقية؟
الفرق كبير بين المجموعتين، في الشرق يتم الاعتماد على الجانب البدني وكل الفرق طموحة للعب الأدوار الأولى، وفي الوسط تأثير الأنصار ليس كبيرا كما أربعة إلى خمسة فرق تلعب مبارياتها في غياب الأنصار، وباستثناء فرق بني ثور و المخادمة و الرغاية و خميس الخشنة، فإن مواجهة باقي الفرق تتم دون ضغط، وعليه فإن الفرق يكمن في الضغط، كما أن المجموعة الوسطى تتميز بمستوى فني جيد.
أرجع المسيرون الإصابات لسوء التحضر في بداية الموسم.
هذا رأيهم و شخصيا لا يمكنني الحديث عن مرحلة لم أكن حاضرا فيها، ومع ذلك أقول أن من نتائج سوء التحضير كثرة الإصابات، على اعتبار أن هذه الإصابات لم تأت صدفة.
بعد إشرافك على الفريق كيف وجدت التعداد؟
وقفت على معاناته من نقص بدني صارخ، ومرد ذلك أن اللاعبين الذين غادروا الشباب لمدة 21 يوما وبقوا في حالة توقف تام عن العمل، كما يفتقد اللاعبون لحسن تسيير المباريات.
وبماذا تفسر ضعف الفريق داخل الديار؟
انطلاقا من اللقاء الأخير أمام نادي الرغاية اكتشفت معاناة الشباب من ضغط كبير يمارسه الأنصار، ومن تجربتي في هذا الفريق اعرف أن مناصري النمرة يحبون النتائج وضغطهم إيجابي كونهم يناصرون الفريق طيلة المقابلة، أما التجاوزات بعد اللقاء فأفسرها ببحث المناصر على النتائج الجيدة.
على ضوء هذا هل يمكن القول بأن هدف الصعود قد ضاع؟
لا يمكنني الحديث عن الصعود في ظل الفارق الشاسع عن الرائد، لو فزنا أمام الرغاية لأختلف الأمر لأن الفارق حينها يتقلص، سيما و أنني اتفقت مع الإدارة على تسيير المشوار ثلاث مقابلات بثلاث مقابلات، وفي ظل ست مقابلات تتضح الأمور.
في هذه الحظيرة ما الذي يصنع الفارق؟
التحضير البدني الجيد والإعداد الذهني، حيث يتحتم على اللاعبين التجاوب مع الأنصار و تحمل الضغط مع مرور الجولات.
هل ترى أن تواجد النمرة والفيلاج في مجموعتين يخدم المدينة؟
ما دام الإدارتان والأنصار راضين عن ذلك، فشخصيا أرى الأمر عاد وربما إيجابيا، ولو أن تواجد الفريقين في نفس المجموعة ممكن جدا ولا سلبية فيه.
الإيجابية أنه يمكن تحقيق الصعود في نفس الموسم كما حدث قبل موسمين، والسلبية حرمان المدينة من ديربي الولاية.
من هذه الناحية أوافقك الطرح، حيث أحبذ أن لا يكون فريقا الولاية معا تفاديا لأمور غير رياضية، ولو أنني لم أقف على هذه الظاهرة وقد سبق لي أن عشت تجربة رائعة عند صعود الشباب و الفيلاج معا قبل موسمين.
بحكم قيادتك الشباب لتحقيق الصعود، ما هي الأمور الواجب توفرها لتكرار السيناريو؟
أن يتم تحضير الفريق بكيفية جيدة قبل انطلاق الموسم الكروي، وذلك بنحو شهرين، حيث أرى أن بداية الموسم الجديد تكون في شهر مارس، وبالمناسبة اقترح على إدارة النمرة بداية تحضيرها للموسم القادم وفق هذا التصور ولبرنامج عمل يمتد على ثلاثة مواسم. وبعد أن فشلت الفكرة في نهاية موسم 2013-2014 الإدارة الحالية تملك فكرة عن الاقتراح في حال الموافقة ستكون آخر خمس مباريات تحضيرية للموسم المقبل.
كلمة أخيرة
كلمتي للأنصار حيث أن تحضير فريق جيد للموسم القادم يبدأ من الآن، كما أطلب من الإدارة أن تعمل على تحقيق ذلك معي أو مع غيري، لأن المدن الساحلية عادة ما تتناسى فرقها وكرة القدم في فصل الصيف، وعليه اقترح تشكيل خلية انتدابات قبل حلول شهر رمضان.
اللاعب عمار بوتريعة: عدت لتقديم المساعدة والاقتراب من العائلة
أرجع اللاعب المخضرم عمار بوتريعة عودته إلى أحضان النمرة قادما من أمل بوسعادة الناشط في الرابطة المحترفة الثانية، إلى التعب الذي نال منه نتيجة كثرة التنقلات، و رغبته في الاقتراب من العائلة بحثا عن الاستقرار.
ويرى بوتريعة أن أول ظاهرة وقف عليها منذ التحاقه بصفوف النمرة في الميركاتو الشتوي الماضي، تتمثل في كثرة الغيابات، حيث أن المجموعة تتدرب في كل مرة بعدد يتراوح ما بين 12 و13 لاعبا وذلك بسبب كثرة الإصابات، وما يزيد الأمر تعقيدا أن الغيابات تمس الركائز في صورة بولقرون و بوطابونة وهو ما أثر سلبا على نتائج الفريق، مضيفا:” لا أدري كيف جرت التحضيرات في بداية الموسم، لكنني صراحة لأول مرة أقف على مثل هذه الظاهرة في جميع الفرق التي لعبت لها”.كما اعترف بوتريعة بعد خوضه مقابلتين بألوان النمرة في مجموعة الوسط بأنها تختلف كلية عن نظيرتها الشرقية خاصة من الناحية الفنية، وفيما أشاد بارتفاع مستوى الرائد نادي الرغاية الذي واجهه قبل أسبوع أوضح بأن شباب جيجل يدفع ضريبة الغيابات الكثيرة والنوعية.
اللاعب محروق باديس: الإصابات وغياب الاستقرار هاجسنا
أكد اللاعب محروق بأن انطلاقة شباب جيجل في بطولة الموسم الجاري لم تكن موفقة، ولا تتماشى والتطلعات والأهداف المسطرة، مرجعا السبب إلى ثلاثة عوامل رئيسية، بداية ببروز بعض المشاكل التي عانى منها اللاعبون، مرورا بهاجس الإصابات الذي لم يرحم الفريق، وصولا إلى غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية التي تداول عليها ثلاثة مدربين لحد الآن.
وفيما اعتبر المستوى الفني متقاربا بين منشطي البطولة، أردف بأن الفارق يصنعه اللاعبون فوق الميدان، مبديا تفاؤلا كبيرا بقدرة الشباب على العودة إلى الواجهة بعد استعادته اللاعبين المصابين، وناشد الأنصار بضرورة الوقوف إلى جانب الفريق في مرحلة العودة لدفعه نحو تحسين نتائج وترتيب النمرة . و بخصوص لقاء الكأس أمام حامل اللقب مولودية بجاية أكد بأن اللاعبين استفادوا كثيرا من تلك المواجهة التي خولت لهم الاحتكاك بلاعبين ينشطون في الرابطة المحترفة الأولى، ليختم بأن تلك المغامرة كشفت بأن المستوى متقارب بين جميع الفرق مهما كانت الحظيرة التي تنشط فيها والفارق تصنعه الإمكانات.