نجح إتحاد تبسة في كتابة صفحة جديدة في سجله، بتأهله التاريخي إلى ربع نهائي كأس الجزائر، وهو مرشح لمواصلة المسيرة نحو المربع الذهبي، كونه سيستضيف أمل مغنية، في إنجاز يعتبر خطوة عملاقة في رحلة بحث الكناري عن أمجاده الضائعة، سيما وأنه استعاد الشعبية التي فقدها لسنوات، بدليل أن لقاء ثمن النهائي ضد الحراش جرى بحضور نحو 25 ألف مناصر، والمدينة تكتسي حلة باللونين الأصفر والأسود.
روبورتاج: صالح فرطـــاس
هذا الإنجاز كان كاف لكسر الركود الكروي الذي شهدته الولاية على مدار قرابة عشريتين من الزمن، لأن سقوط الإتحاد من الوطني الأول كان قد أعقب بنكسات عديدة، بلغ من خلالها الفريق الجهوي الثاني، لكن عودته النسبية إلى الواجهة، وضعته في بطولة وطني الهواة، من دون أن يستعيد أنصاره الذين هجروا المدرجات، فكانت منافسة الكأس محطة مناسبة لكتابة عهد جديد، بالتأهل لأول مرة إلى ربع النهائي، و هذا منذ تأسيس النادي قبل 80 سنة، فضلا عن العودة القوية للمناصرين إلى الملعب. إلى ذلك فإن أحلام «التبسية» كبرت في لمح البصر، فأصبح تنشيط نصف النهائي بمثابة الأمر الذي لا نقاش فيه بالنسبة لغالبيتهم، من منطلق أن الكناري استعاد عافيته، بإقصائه كل من إتحاد البليدة و إتحاد الحراش من الرابطة المحترفة الأولى، وسيواجه أمل مغنية الناشط في وطني الهواة، و فرصة اللعب داخل القواعد تعطيه الأفضلية لكسب الرهان مرة أخرى، و بلوغ المربع الذهبي، و لو أن الرجل الأول في النادي العمري خليف لم يتردد في الكشف عن تفاؤله بالقدرة على تكرار الإنجاز الذي حققه شباب بني ثور منذ سنوات خلت، خاصة و أن «السيدة المدللة» يبدو أنها فتحت ذراعيها مبكرا لإحتضان «الكناري» في صدرها، على اعتبار أن الحظ في عملية القرعة كان دوما إلى جانب الإتحاد، الذي خاض جميع مبارياته التصفوية في عقر الديار بمدينة تبسة.
العمري خليف (رئيس النادي): مـن حـقـنـا أن نحلـم بـتكـرار الـملـحمـة الـتي صنـعـها بـني ثـور قـبل 16 سنة
*في البداية ما هو شعوركم بعد النجاح في تحقيق تأهل تاريخي إلى ربع النهائي؟
الحقيقة أن تأهل الفريق إلى هذا الدور المتقدم لم يكن « هدية « تلقتها الكرة التبسية، بل كان ثمرة تضحيات جسام قدمتها كل الأطراف، من لاعبين، طاقم فني، مسيرين و أنصار، لأن الأجواء التي تعيشها الولاية بكاملها دليل قاطع على تعطش المناصرين الأوفياء لرؤية «الكناري» يستعيد مكانته ضمن الكبار على الصعيد الوطني، و ما هز مشاعري أكثر أن فرحة التأهل كانت كافية للم الشمل، على إعتبار أن هناك من المناصرين و حتى اللاعبين القدامى من غاب عن الملعب لسنوات طويلة، لكن العودة كانت بمناسبة تاريخية، و التواجد في ربع النهائي يتحقق لأول مرة في تاريخ النادي.
*لكن و عند إجراء قرعة ثمن النهائي تحدثتم بتفاؤل كبير، رغم أن المنافس هو إتحاد الحراش من الرابطة المحترفة الأولى، فما السر في ذلك ؟
ليس هناك أي سر، لأن عامل الحظ وقف إلى جانبنا منذ إنطلاق المنافسة هذا الموسم، و لعب كل المباريات في تبسة جعلنا نحول إهتمامنا أكثر إلى الكأس، بحثا عن مشوار إستثنائي، و لعل لقاء البليدة كان بمثابة المنعرج الحاسم في هذه المسيرة، حيث أظهر اللاعبون إرادة كبيرة في تلك المواجهة، و النجاح في كسب الرهان و التأهل على حساب خصم من الرابطة المحترفة الأولى أعطى التشكيلة الكثير من الثقة في النفس و الإمكانيات، و زاد من تفاؤل الأنصار بخصوص قدرة الفريق على الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة، و هي المعطيات التي دفعتني إلى الحديث بكثير من الثقة و التفاؤل، كوني على دراية بأن اللعب في تبسة ضد أي منافس سيزيد من حظوظنا في مواصلة المشوار.
*و هذا الإنجاز تحقق على حساب منافسين من الرابطة المحترفة الأولى؟
كما سبق و أن قلت فإن لقاء الدور 16 ضد إتحاد البليدة كان المنعرج، لأننا كنا نراهن على تأدية مباراة تشرف الولاية، و حتى في حال الإقصاء فإن ذلك سيكون برأس مرفوعة، على إعتبار أن إتحاد تبسة لم يسبق له و أن بلغ ثمن النهائي منذ تأسيسه، و قد إستفسرت في هذا الأمر مع لاعبين سابقين أمثال بلعقيدة، كواشي و معلم، و كان الإجماع على أن الدور الثاني من التصفيات الوطنية هو آخر محطة وصلها الإتحاد في سابق المواسم، لكن الأجواء الإستثنائية التي عاشتها المدينة في مقابلة البليدة جعلتنا نتفاءل أكثر، لأن اللاعبين كانوا في مستوى الحدث، و كتبوا صفحة تاريخية في سجل النادي، بتحقيق التأهل إلى ثمن النهائي، بفضل سلاح الإرادة، و إطلاعي على خبايا البيت كان سر تفاؤلي الكبير عند سحب القرعة، رغم أن الأغلبية كانت تعتبر ذلك أمرا مبالغا فيه، لتخفيف الضغط على اللاعبين، كون المنافس هو إتحاد الحراش، و يختلف عن إتحاد البليدة، إلا أنني كنت شبه متيقن بأن لاعبينا كسبوا ثقة كبيرة في النفس، وإرادتهم في مواصلة المشوار بتبسة قادرة على صنع المفاجأة.
*لكن مقابلة الحراش كانت تاريخية وإقبال الأنصار كان قياسيا، فما تعليقكم على ذلك ؟
هذا هو أهم مكسب حققناه، لأن الإتحاد و منذ قرابة عشرية من الزمن أصبح يلعب مبارياته أمام مدرجات شبه فارغة، و ذلك بسبب السقوط إلى بطولات الأقسام السفلى، حيث بلغ حتى الجهوي الثاني، و كان على مشارف الإنسحاب النهائي، كما أننا لعبنا الموسم المنصرم ورقة الصعود في بطولة ما بين الرابطات، و نجحنا في تحقيق الهدف المسطر، غير أن الإقبال الجماهيري لم يكن في مستوى تطلعاتنا، لأن الجميع في تبسة مقتنع بأن مكانة «الكناري» ليست في بطولات الهواة، بعدما قضى سنوات طويلة في الوطني الثاني، و العزوف لا يعني كرههم للفريق، و إنما عدم إقتناعهم بالمستوى الذي ينشط فيه، فكانت مغامرتنا في الكأس هذا الموسم البوابة التي عاد عبرها آلاف المناصرين إلى المدرجات، كما أن المدينة إستعادت الحيوية الكروية التي إفتقدتها لفترة طويلة، لتكون ثمار ذلك عرس كبير في تبسة، بعد النجاح في التأهل
إلى ربع النهائي، لأن كل السكان خرجوا على الشوارع للتعبير عن فرحتهم الكبيرة بالإنجاز المحقق، و الولاية أصبحت في الأسابيع الأخيرة تتنفس برئة كرة القدم، و لا حديث في كل شبر منها سوى عن «الكناري» و لقاءات الكأس.
*مقبلون على موعد تاريخي آخر بمواجهة إتحاد مغنية، و الكل متفائل بمواصلة المشوار و بلوغ المربع الذهبي ؟
يبدو أن الحظ وقف إلى جانبنا في منافسة الكأس هذه السنة، لأننا و منذ إنطلاق التصفيات لم نخرج من إقليم الولاية، حتى لقائي الأدوار الجهوية أجريناهما بالونزة، و مباراة السبت القادم ضد إتحاد مغنية هي الرابعة لنا بتبسة في رابع محطة من التصفيات الوطنية، لكن المعطيات تختلف من دور لآخر، و مواجهة مغنية من وطني الهواة جعلت أنصارنا يحلمون مسبقا بالتأهل إلى نصف النهائي، إلا أن اللاعبين و الطاقم الفني مطالبون بأخذ الأمور بجدية، و تفادي السقوط في فخ الغرور، لأن التأهل على حساب الحراش و البليدة لا يعني بأننا نتواجد في طريق مفتوح أمام خصم من الهواة، و العامل الذي سنسعى إلى إستغلاله يكمن في ورقتي الأرض و الجمهور، فضلا عن التخلص من مشكل الإرهاق جراء السفر .
*نلمس من كلامكم نوعا من التخوف، فما السبب ؟
كلا.... فأنا أكبر المتفائلين بالقدرة على تحقيق التأهل، و بلوغ المربع الذهبي، لكنني حذرت اللاعبين من الإفراط في الثقة في النفس و الإمكانيات، و إستصغار المنافس، لأن الأجواء التي يصنعها الأنصار في الشارع قد تنعكس بالسلب على المجموعة، خاصة و أن التفكير في قرعة نصف النهائي بدأ من الآن، و كأن مقابلة مغنية شكلية، و تبقى مجرد محطة لترسيم التأهل، و هو السبب الوحيد الذي يدفعني إلى إبداء نوع من التخوف أمام اللاعبين، على إعتبار أن المنافس سيقصد تبسة من دون أن يخسر أي شيء، كونه حقق بدوره إنجازا تاريخيا، و سيلعب المباراة متحررا من جميع الضغوطات، على العكس من فريقنا الذي سيعاني من ضغط الأنصار، لأن إقصاء البليدة و الحراش جعلهم يستصغرون إتحاد مغنية.
*و ما هي نظرتكم لما تبقى من مشوار في هذه المنافسة ؟
الكأس تحتفظ بكامل خصوصياتها، و لايمكننا أن نتكهن مسبقا بالفرق التي ستتأهل إلى نصف النهائي، لكننا سنعمل على إستغلال هذه الفرصة لتدوين صفحة جديدة في تاريخ الكرة التبسية، مادام المربع الذهبي على الأبواب، و شخصيا فإنني دوما أتخذ من شباب بني ثور المثال الحي في هذه المنافسة، و ما فعله قبل 16 سنة، لأنه و بعدما بلغ أدوارا متقدمة أصبح كبيرا، و لاعبوه كسبوا ثقة في النفس و الإمكانيات، فكانت ثمار ذلك تتويج تاريخي، و عليه فإننا من حقنا أن نحلم بتكرار نفس «السيناريو»، لأن تنشيط المباراة النهائية سيجعل كل الفوارق تزول، و في مثل هذه المواعيد تبقى إرادة اللاعبين هي التي تصنع الفارق.
*بودنا أن نعرج على انعكاسات هذا الإنجاز على الوضعية المالية للفريق، خاصة و أن ورقة التحفيزات كانت من الأسلحة التي راهنتم عليها ؟
لا يمكن أن نربط رد فعل اللاعبين فوق الميدان بالوعود التي تلقوها بخصوص المستحقات المالية، لأن الحقيقة أن هذا الإنجاز تحقق بإرادة كبيرة، و نحن كطاقم مسير لم نضخم سلم العلاوات سواء ضد الحراش أو البليدة، حيث تم رصد مكافأة بقيمة 5 ملايين سنتيم لكل لاعب من النادي، في حين بادر بعض المسيرين السابقين و الحاليين و كذا رجال الأعمال إلى تخصيص منح إضافية للاعبين في لقاء الحراش، بينما كان الوالي قد وعد بمفاجأة في حال التأهل على البليدة، فكانت مكافأته لكل لاعب التكفل بمصاريف مناسك العمرة، إضافة إلى وعود تقضي بضخ إعانات مالية من السلطات المحلية في أواخر شهر مارس الجاري، لأن الكل يعلم بأننا كمسيرين نبقى نصطدم بمشكل الديون السابقة، و قد بادرنا إلى ضبط رزنامة مع كل الدائنين، و الذين هم من أبناء الفريق، لتسوية الوضعية على دفعات.
*بماذا تودون أن نختم هذا الحوار ؟
ما يمكن أن أقوله أن فرحة التأهل على حساب الحراش أعادت إلى ذاكرتي ما عشته سنة 1998، عند صعودنا إلى الوطني الأول، إثر إعتماد الفاف بطولة بفوجين، كما أنني تذكرت أيضا الفقيدين أحمد جفالي و محمد بوعلي و وفاتهما في حادث مرور، لما كنا سويا في طريق العودة من الجزائر العاصمة، مباشرة بعد الإعلان عن قرار الصعود يوم 23 جويلية 1998، من دون أن ننسى المناصر الوفي بكاي حفناوي المقيم بقالمة، الذي توفي من دون أن يرى الحلم الذي راوده طيلة حياته يتحقق، و عليه فإنني أطلب من كل الأنصار الوقوف إلى جانب الفريق في هذا الموعد، بحثا عن تأهل تاريخي، لأن مشوارنا في البطولة هذا الموسم لم يكن ناجحا، بعدما إرتكبنا بعض الهفوات في الإستقدامات، لكن المسيرة الذهبية في الكأس فسحت لنا المجال لدخول التاريخي، و طموحنا لن يتوقف عند ربع النهائي، بل نحلم بتنشيط المباراة النهائية.
محمد بلعرج ( مدرب الفريق): تلاحم المجموعة سر التألق و التأهل على الحراش يبقى تاريخيا
أبدى المدرب محمد بلعرج الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على مواصلة المغامرة، و التأهل إلى نصف النهائي، حيث أكد بأن اللعب في عقر الديار ضد إتحاد مغنية يبقى بمثابة محفز إضافي لعناصره من أجل تحقيق التأهل، و معايشة أجواء تاريخية مرة أخرى بمدينة تبسة. بلعرج أشار في هذا السياق إلى أن سر هذا التفاؤل يكمن في الأجواء السائدة وسط المجموعة، لأن التلاحم الكبير بين اللاعبين ساهم في تشكيل أسرة أصبح إنشغالها منصبا على منافسة الكأس، بعد ضمان البقاء بكل أريحية في بطولة وطني الهواة، و لو أن محدثنا سارع إلى التحذير من السقوط في فخ السهولة، و صرح قائلا: « الجميع في تبسة يعتقد بأن مهمتنا ستكون سهلة أمام منافس ينتمي إلى نفس القسم الذي ننشط فيه، خاصة بعد نجاحنا في التأهل على حساب كل من البليدة و الحراش من الرابطة المحترفة الأولى، لكن هذه المعطيات لن يكون لها أي إنعكاس فوق الميدان، لأن الإنتماء ليس المعيار الرئيسي للوقوف على إمكانيات أي فريق، لكن أفضلية الأرض و الجمهور تبقى الورقة الرابحة التي يجب أن نستغلها، على أمل النجاح في مواصلة المشوار».
إلى ذلك أوضح بلعرج بأن التأهل على إتحاد الحراش في ثمن النهائي يبقى تاريخيا، لأن الأجواء التي عاشتها المدينة لا يمكن أن تنسى، و ستظل راسخة في أذهان اللاعبين، و ذلك تحقق بفضل الإرادة، لأن الكل ـ كما إستطرد ـ « كان قد صنف تأهلنا على البليدة في خانة المفاجأة الناتجة عن الإستثمار في الوضعية الصعبة التي يمر بها الخصم، إلا أن الإطاحة بالحراش كانت عن جدارة و إستحقاق، بعدما قدمنا مقابلة بطولية، و لا يمكن لأحد أن ينكر بأن المنافس يعد واحدا من أحسن الفرق في الجزائر في هذه المرحلة».
و خلص بلعرج إلى القول بأن محافظة لاعبيه على التركيز و التوازن كفيل بإلحاق إتحاد مغنية بقائمة الضحايا، لأن الإصرار على دخول التاريخ زاد من عزيمة اللاعبين، الأمر الذي جعله يركز بالأساس على الجانب البسيكولوجي، لتخليص التشكيلة من الضغط النفسي الناتج عن الأجواء التي يصنعها المناصرون في الشارع، فضلا عن التخوف من الإقصاء.
العلمي دوادي (قائد الفريق): فرحة التأهل في تبسة لا يضاهيها أي إنجاز
*هل كنتم تتوقعون النجاح في بلوغ ربع النهائي على حساب الحراش ؟
الحقيقة أن منافسة الكأس لم تكن من أولوياتنا، لأن التركيز في البداية كان منصبا على البطولة، بحثا عن تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، لكن الأمور الميدانية لم تسر وفق الحسابات التي كانت مضبوطة على الورق، لأن نتائجنا كانت متذبذبة، فدخلنا تصفيات كاس الجزائر بهدف تأدية مشوار مشرف، و السعي لبلوغ أبعد محطة ممكنة، فكان لقاء الدور 16 ضد إتحاد البليدة نقطة التحول في هذه المسيرة، حيث أننا تأهلنا عن جدارة و إستحقاق، مما فتح باب التفاؤل على مصراعيه، لتكون النتيجة مقابلة تاريخية أمام إتحاد الحراش.
*لكن و بحكم تجربتك الطويلة في الميادين، سبق لك و أن عشت مثل هذه الأجواء مع فرق أخرى؟
أحسن مشوار لي في منافسة الكأس كان قبل 3 مواسم مع شباب عين فكرون، لما بلغنا نصف النهائي، و إنهزمنا أمام شبيبة القبائل بهدف في الوقت الإضافي سجله المرحوم إيبوسي، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن فرحة التأهل التي عايشتها في تبسة لا يضاهيها أي إنجاز آخر، على إعتبار أنني لعبت في عديد الفرق، مثل جمعية الخروب، مولودية الجزائر، شباب عين فكرون و مولودية سعيدة، و كلها محطات في الرابطة المحترفة، لكن ما عشته في مدينتي وسط أهلي و أصدقائي بعد التأهل على الحراش كان بمثابة الحلم الذي تحقق، و كأنني ولدت من جديد، و هي ذكريات تاريخية بالنسبة لي، لأني أعتز بمساهمتي في صنع الفرحة لكل الولاية، و قد تزامن ذلك مع إقتراب إنهاء مشواري الكروي، و بالتالي فإن هذه الذكريات الغالية ستمكنني من توديع الملاعب عبر أوسع الأبواب.
*و كيف ترى لقاء ربع النهائي أمام إتحاد مغنية ؟
هذه المقابلة ستكون أصعب من سابقاتها، لأن المنافس ليس لديه ما يخسره، و سيلعب بأريحية كبيرة، بينما سنعيش نحن تحت تأثير ضغط نفسي، خوفا من الإقصاء داخل الديار، و هي جوانب ركزنا عليها في تحضيراتنا لهذا الموعد، حيث سنأخذ الأمور بجدية، و تفادي إستصغار الخصم، و مسعانا هو بلوغ المربع الذهبي، لأن إقصاء البليدة و الحراش زادنا ثقة في النفس و الإمكانيات.
سليم مانع (عضو في المكتب المسير): جنينا ثمار عمل جماعي
« الأكيد أن التأهل إلى ربع النهائي يبقى أغلى إنجاز في مسيرة الإتحاد منذ تأسيسه، لأن هذا الفريق العريق لم يسبق له و أن كتب صفحة تاريخية في سجله في منافسة الكأس، الأمر الذي جعلنا نفتخر بما تحقق، و التأهل على حساب إتحاد الحراش سيبقى راسخا في أذهان الأجيال، كون القليلون هم من كانوا متفائلين بقدرة «الكناري» على صنع الحدث، لكن الإرادة صنعت المعجزات، و دخل هذا الجيل التاريخ عبر أوسع الأبواب، فكان هذا الإنجاز ثمرة مجهود عمل جماعي، إنطلاقا من السلطات المحلية التي ما فتئت تقدم الدعم المادي و المعنوي، مرورا بالطاقم المسير الذي يسهر على توفير كافة الظروف الكفيلة بالعمل، وصولا إلى اللاعبين الذين يعتبرون الحلقة الأقوى في هذه المنظومة، من دون تجاهل الدور الكبير الذي يلعبه الأنصار، لأن تبسة و بفضل مباريات الكأس شهدت نهضة كروية، و الدليل على ذلك أن الأشبال تأهلوا بدورهم إلى ثمن النهائي و سيواجهون مشعل بشار».
الدكتور بوسعد نايت يحيى ( لاعب و رئيس سابق): ما تحقق ليس وليد الصدفة
« الحقيقة أن التواجد في ربع النهائي وإن لم يكن منتظرا بالنسبة لجميع المتتبعين فإنه تحقق ميدانيا عن جدارة و إستحقاق، لأن التأهل على حساب منافس بحجم إتحاد الحراش كان بفضل سلاح الإرادة الفولاذية التي أظهرها اللاعبون، و هو إنجاز ليس وليد الصدفة، بل ثمرة تضحيات كبيرة قدمتها كل الأطراف، و الأجواء التي تعيشها الولاية بعد المشوار المميز في الكأس تجعلنا نفتخر بالفريق، لأن فرحة التأهل كانت كبيرة و لا يمكن وصفها، و شخصيا لم أكن أحلم بأن الإتحاد سيتأهل، لكن الحلم تجسد».
سليم معلم ( رئيس سابق للنادي): لم أتوقع ما حدث
« شخصيا لم أكن أتوقع بأن يأتي اليوم الذي ينجح فيه الإتحاد في بلوغ ربع نهائي الكأس، لأنني متتبع لشؤون الفريق منذ الصغر، سواء كلاعب، مناصر أو مسير، لكن ما كان في نظري معجزة أصبح بين عشية و ضحاها حقيقة، و حلم التواجد مع الكبار تجسد، الأمر الذي يجعلنا نفتخر بما تحقق، و نطمح لمواصلة المشوار، مادام الحظ قد وقف إلى جانبنا، و نتمنى أن تنصفنا القرعة مرة أخرى إذا تأهلنا إلى المربع الذهبي، و ذلك بالإستقبال في تبسة، لنجد أنفسنا في طريق مفتوح نحو النهائي «.
عبد اللطيف براهيمي (حارس المرمى): معجزة وتحققت
« لا أخفي عليكم بأن حلم التأهل إلى ربع النهائي كان بالنسبة لي بمثابة المعجزة التي تحققت، لأن اللعب ضد الحراش ليست أمرا سهلا، لكن سلاح الإرادة مكننا من صنع الفارق، كوننا نعمل كمجموعة منسجمة من أجل هدف واحد، و هو مصلحة الفريق، و لا يهم من سيلعب أساسيا، كما أن تأهلنا على حساب إتحاد البليدة في الدور 16 أعطانا الكثير من الثقة في النفس، و ساعدنا على التخلص من الضغط النفسي في لقاء ثمن النهائي، بدليل أننا دوما نسجل في الدقائق الأولى، و هذا التأهل جعلنا نعيش لحظات تاريخية، رغم أنني كنت قد لعبت مقابلة واحدة في مشواري أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، و كانت قبل 5 مواسم، في مباراة أولمبي المدية و شباب قسنطينة بالمدية، و كان عمري آنذاك 19 سنة، و لو أن فرحة التأهل تبقى تاريخية، و هدفنا يكمن في مواصلة المشوار إلى المربع الذهبي «.
محمد بن جدة (مناصر): التأهل ميلادي الجديد
« صدقوني إذا قلت لكم بأن التأهل على الحراش كان بمثابة ميلادي من جديد، لأنني عشت مع الفريق المواسم التي سقط فيها إلى الجهوي الثاني و لعب ضد مداشر و قرى مثل الحريشة، الشيحاني و جوانوفيل، و الآن وجدت نفسي مع نفس الفريق نواجه إتحاد الحراش و نتأهل عليه، كما أن فرحة التأهل لم أعايشها سوى في مباريات المنتخب الوطني، لأن كل تبسة إرتدت حلة باللونين الأصفر و الأسود، و هناك مناصرون قدموا من مدينتي تالة و القصرين بتونس لمساندتنا في هذه الملحمة الكروية، و لو أنني متفائل بمواصلة المشوار، لأن التأهل على مغنية يبقى إحتمالا واردا، و هذه السنة ستظل محطة تاريخية في مشوار النادي، و يجب أن نشيد بالتضحيات التي قدمها كل من ساهم في تجسيد هذا الحلم من لاعبين و مسيرين و حتى أنصار».