أستاذ الرياضيات "العصبي" الذي يثير الجدل في الجزائر و فرنسا
غادر كريستيان غوركوف أمس، بعد علاقة مع الفاف دامت 609 يوما، تحصل خلالها التقني الفرنسي على مرتب 20 شهرا كمدرب للمنتخب الأول ومنتخب للمحليين، دون تجسيد المشروع المتفق عليه مع الفاف، والمتمثل في تأهل الخضر إلى مونديال روسيا 2018.
غوركوف الذي عين رسميا يوم 01 أوت 2014 كخليفة للبوسني وحيد حليلوزيتش، يعد من أصغر المدربين الذين تعاقبوا على قيادة التشكيلة الوطنية، لأنه سيطفأ غدا الثلاثاء الشمعة 61، وشاءت الصدف أن يتزامن الاحتفال بعيد ميلاده هذه السنة مع فسخ عقده، بعد تجربة هي الأولى له كمدرب لمنتخب وطني، لتكون مغامرته مع الكرة الجزائرية أكبر وأهم محطة في «بطاقة الزيارة» الشخصية.
وقد كانت الخرجة الرسمية الأولى لغوركوف مع الخضر يوم 05 سبتمبر 2014 بأديس أبيبا، أين نجحت النخبة الوطنية في تدشين مشوارها في تصفيات «كان 2016» بفوز على حساب المنتخب الإثيوبي، لتحرز النخبة الوطنية 5 انتصارات مكنتها من التأهل المبكر إلى العرس القاري، رغم أن خاتمة التصفيات كانت بهزيمة في باماكو ضد مالي.
غوركوف، أستاذ الرياضيات كان رهان روراوة لإحراز اللقب القاري في دورة 2015 ، لكن نقل هذه التظاهرة الإفريقية إلى غينيا الإستوائية بعد تنازل المغرب أسقط حسابات رئيس الفاف في الماء، لأن عاملي المناخ و الملاعب كانت الحجج الرئيسية التي بنيت عليها مبررات الإخفاق، حيث ودع الخضر المنافسة من الدور ربع النهائي.
ورغم المطالبة بتنحية غوركوف بعد نكسة «كان 2015»، إلا أن روراوة أصر على التمسك بخدماته إلى غاية إنتهاء عقده، لتكون دورة الدوحة الودية في مارس 2015 من بين المحطات الساخنة في مشوار غوركوف مع «الخضر»، خاصة وأن الهزيمة أمام المنتخب القطري فجرت أزمة داخلية، سارع غوركوف إلى احتوائها بسرعة.
و لئن كان المنتخب الجزائري قد دشن تصفيات «كان 2017» بإنتصارين عريضين على حساب منتخبي السيشل و اللوزوطو، فإن علاقة غوركوف مع الكرة الجزائرية بلغت أعلى درجات البرودة في نوفمبر الماضي، لما أبدى في مؤتمر صحفي رغبته في الرحيل، بحجة تصرفات الأنصار تجاهه، وحتى تجاه اللاعبين في وديتي غينيا والسنغال، لكن جلسة الصلح مع روراوة أذابت الجليد، ليحقق بعدها «الخضر» انتصارا تاريخيا بسباعية على حساب تانزانيا، في الدور الثاني من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا.
وأعاد غوركوف «أسطوانة» الإستقالة قبيل مباراتي إثيوبيا أواخر شهر مارس الماضي، بعدما كان قد صرح خلال زيارته إلى مدينة بسكرة بأنه مرتاح في الجزائر.
ص / فرطـــاس
