غوركوف في أول خرجة إعلامية بعد فسخ عقده مع الفاف: غادرت الجزائر من أجل العودة إلى العمل اليومي

• الجزائر قادرة على إحداث المفاجأة في مونديال روسيا
لم ينتظر المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف كثيرا، ليكشف عن الأسباب  الحقيقية التي جعلته يقرر فسخ عقده بالتراضي مع الفاف، مشيرا إلى أنه لم يعد يملك الوقت ليضيعه في الجزائر، كما أضاف بأنه لم يستقل بسبب الضغط، وأنه اتخذ القرار المناسب بالمغادرة، خاصة وأنه لم يعد يملك الرغبة في الانتظار إلى غاية مونديال روسيا.
واعتبر غوركوف غياب التكوين داخل الأندية، النقطة السلبية الأبرز في الجزائر.
كما لم يستثن رجال الإعلام والصحافة الذين اتهمهم بالانحراف، ولم يكن كلامه انتقادات فقط، حيث استغل الفرصة للإشادة بلاعبي الخضر الذين وجه لهم عبارات الشكر بعد مساندتهم له، مشيرا إلى أنه يتنبأ بمستقبل مشرق للمنتخب الوطني الجزائري.
واستهل مدرب الخضر السابق تصريحاته بالحديث عن أولى خطواته مع المنتخب الوطني، مضيفا بأن الأمور سارت معه بشكل جيد، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب بعد خيبة «الكان»: «عندما قدمت للإشراف على الخضر، كان هدفي المساعدة على تطوير الكرة الجزائرية. لقد استقريت بالجزائر العاصمة خلال الموسم الأول، أين سارت الأمور معي بشكل جيد، ما عدا خلال مشاركتنا في كأس أمم إفريقيا 2015، حيث أخفقنا في التتويج، وهناك كانت خيبة الأمل».
وتابع غوركوف كلامه: «أشرفت على الخضر بمشروع طموح بعد اتفاقي مع «الفاف». لقد قمت ببرمجة اجتماعات مع مدربي الرابطتين الأولى والثانية، ولكنها ألغيت بعد أن صار غالبيتهم بطالين. الجانب التكويني في الجزائر لم يكن في المستوى، وعلى مستوى الأندية تسير الأمور بشكل معقد جدا. لقد اكتشفت محيطا صعبا في الملاعب».
وأشار غوركوف في حديثه لجريدة «ليكيب» أمس، بأنه غادر الجزائر من أجل العودة للعمل اليومي مع الأندية بعيدا عن العمل مع المنتخبات: «لأول مرة أجد نفسي حرا من أي التزام، وغادرت الجزائر من أجل العودة للعمل اليومي. في الحقيقة مستعد للعمل مع فريق في الدرجة الثانية، إذا كان يملك مشروعا طموحا».
ورفض التقني الفرنسي ربط رحيله عن الجزائر بسبب الضغط الذي كان مفروضا عليه، لكنه أشار إلى أن دور الإعلام كان سلبيا، بالإضافة إلى محيط المنتخب: «في الحقيقة محيط المنتخب الجزائري لم يكن جيدا، وأنا لم أقدم استقالتي بسبب الضغط ،رغم أن دور الإعلام كان سلبيا. لم أكن أبحث عن المجد أو المال، ولم أكن أسمح لنفسي بالوقوع في الأخطاء. لقد كانت هنالك أمور غير عادية تماما على المستوى الإعلامي.  لقد كان هناك نوع من القطيعة معهم الخريف الماضي، ولم أعد التحق بالجزائر العاصمة سوى وقت التربصات».
لاعبو الخضر تأثروا برحيلي
من جهة أخرى أشار غوركوف إلى أن زملاء سفيان فغولي تأثروا كثيرا لرحيله، لأن علاقته بهم- كما قال- كانت جيدة، مرشحا إياهم لإحداث المفاجأة في مونديال روسيا: «علاقتي مع اللاعبين كانت جيدة جدا، وقد تأثروا كثيرا بعد أن علموا برحيلي. أعتقد أن المنتخب الجزائري قادر على إحداث المفاجأة في كأس العالم المقبلة بروسيا».
وأضاف التقني الفرنسي: «المنتخب تطور مؤخرا، فهو يمتلك الموهبة ومنسجم جدا في الجانب الإنساني، واللاعبون يطبقون كل الأوامر في التدريبات، لقد كان ذلك أمرا رائعا، ولكن للأسف لم أكن قادرا على تدريبهم أكثر من 3 حصص خلال التربصات، وأنا الذي اعتدت على التدريب كل يوم طيلة 25 عاما. هدفنا كان التأهل إلى كأس العالم 2018، وهذا ما سيكون بعد سنتين، حينئذ سأبلغ من العمر 63 عاما، ما سيشكل لي ضغطا كبيرا، لأن الموعد صار بعيدا جدا، ورغم أن العلاقات الإنسانية كانت مميزة، إلا أن الناس حساسون جدا في موضوع كرة القدم بهذا البلد».
وختم غوركوف قائلا: «لقد تركت الجزائر لأنني أرغب أن أكون بنسبة 100 % مع الفريق وليس 30 % فقط. لا أضع حدودا في عملي. أنا أبحث فقط على محيط يناسبني. أظن أنه لكي تكون جيدا يجب أن تكون سعيدا. لقد كنت محظوظا طيلة مسيرتي، بدليل أنه يتم تسريحي كلما رغبت في ذلك. قد يكون ذلك ضد مصالحي لأن المنتخب الجزائري قادر على تحقيق شيء ما في المونديال بعد عامين، لكن بالنسبة لي يبقى الأهم أن أحس نفسي جيدا يوميا وهو
 الأهم».                           
مروان. ب