انضم سهرة أول أمس المنتخب الفرنسي إلى قائمة المنتخبات التي استغلت النسخة الخامسة عشر من اليورو لفك العقد التاريخية، فواصل المهاجم انطوان غريزمان تألقه بتوقيعه ثنائية في شباك المنتخب الألماني، ليمكن منتخب الديكة من إنهاء عقدة لاحقته منذ العام 1958، ومد خطوة عملاقة نحو التتويج باللقب القاري على أرضه و هو الذي أبقى في داره ذات اللقب قبل 32 سنة و كأس العالم في العام 1998.
وستقابل فرنسا منتخب البرتغال في النهائي سهرة الغد في باريس، في نهائي غير مسبوق لم يتوقع إقامته أكبر المتفائلين والمشجعين للديكة وبرازيليي أوروبا، سيما بعد دخولهما اليورو على استحياء، فظل الكثير من المتتبعين يعلقون انتصارات فرنسا على تواضع إمكانات منافسيها السابقين، ويتوقعون خروج زملاء كريستيانو رونالدو في كل منعرج، وهم الذين تأهلوا إلى ثمن النهائي برصيد خال من الانتصارات، واكتفوا بفوزين منذ دخول اليورو.
الديكة تعطل الآلات الألمانية وترغمها على التغيير
أمام أكثر من 64 ألف متفرج في ملعب الفيلودروم بمدينة مرسيليا، تألق أنطوان غرايزمان في هزم العملاق مانويل نوير بثنائية منحت الديوك بطاقة التأهل للنهائي، في كلاسيكو ثأري، عرفت كتيبة الناخب ديدييه ديشان بكثير من الإيمان بالقدرات والانضباط التكتيكي كيف تنجو من كيمن الألمان الذين استحوذوا على الكرة، فارضين سيطرة عقيمة خاصة خلال المرحلة الأولى، التي أكدت للمرة نون أن السيطرة لا تعني الفوز، بدليل أن نجاح غريزمان في تجسيد ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، سمح بترجيح كفة الأكثر فعالية وتجسيدا للفرص، وأرغم الألمان على العودة إلى غرف حفظ الملابس مطأطئي الرؤوس وبمعنويات مهتزة، وهي الوضعية التي منحت الثقة والنفس الثاني لأصحاب الأرض، ومكنت عريس السهرة غريزمان من الاستثمار فيها لمضاعفة الغلة ودق آخر مسمار في نعش الجيرمان، في يوم لن ينسوه بسرعة وسيرغمهم على التفكير من الآن في تغيير الكثير من الأمور، قبل دخولهم رحلة الدفاع عن لقبهم العالمي على الأراضي الروسية.
البرتغال يستثمر في سهولة المسلك و نجاعة رونالدو و ناني
وقبله بيوم فاز المنتخب البرتغالي على نظيره الويلزي بذات النتيجة، ليصل رونالدو و رفاقه إلى نهائي اليورو لثاني مرة بعد 12 سنة، وكما صاحب الأرض انتهج الناخب البرتغالي فرناندو سانتوس بأداء تغلب عليه النزعة الدفاعية، واللعب على أخطاء المنافسين باستغلال الكرات العرضية باتجاه الورقتين الرابحتين رونالدو و ناني، في غياب مهاجم صريح.
وعلى النقيض من الديكة التي تخطت عقبة أبطال العالم، وصف مسلك البرتغال بالسهل من المباراة الأولى إلى النهائية، ولو أن التقني البرتغالي نجح في ضبط منهجية تكتيكية عمادها اللعب الجماعي، ولا تعتمد على النجومية رغم وجود رونالدو ضمن المجموعة، التي تحسن انتظار المنافسين في مناطقها، قبل توجيه الضربة القاضية.
كما استغل البرتغال ضعف المردود الفني للدورة، وظهور جل المنتخبات بمستوى في حدود المتوسط، وفي غياب ما يعرف بالابتكار الهجومي، وضعف لياقة معظم النجوم، أعطى الأسلوب الدفاعي للبرتغال ثماره.
نورالدين - ت