جسدت فترة التحضير للنسخة ال53 من البطولة الوطنية ميول الأندية إلى سياسة المراهنة على المنتوج المحلي، سواء تعلق الأمر باللاعبين أو بالمدربين، لأن قوانين الفاف منعت إستقدام اللاعبين الأجانب منذ الموسم الماضي، لكن الفكرة يبدو أنها إمتدت إلى التقنيين، بدليل أن المدربين الأجانب الذين سيسجلون حضورهم في إفتتاح الطبعة السابعة لبطولة المحترف الأول لن يتجاوز عددهم 4، وهو الرقم الذي كان قد إرتفع قبل 48 ساعة من موعد رفع الستار، إثر تعيين جون ميشال كفالي على رأس العارضة الفنية لإتحاد العاصمة خلفا لعادل عمروش المستقيل.
و الملفت للإنتباه أن المؤشرات الأولية للعزوف عن جلب المدربين الأجانب كانت قد إرتسمت في نهاية الموسم الماضي، حيث كان 3 تقنيين أجانب فقط قد أنهوا البطولة، ويتعلق الأمر بكل من ديدييه غوميز (شباب قسنطينة)، آلان ميشال (شباب بلوزداد) وآلان غيغر (وفاق سطيف)، لكن المعطيات تغيرت قليلا عند الشروع في التحضيرات للموسم الجديد، إذ أن الفرانكو برتغالي غوميز يعد الأجنبي الوحيد الذي تمكن من المحافظة على منصب عمله مع «السنافر»، مقابل مغادرة آلان ميشال و غيغر، ولو أن الرقم 3 ظل حاضرا في هذه الحصيلة، لأن إدارة شبيبة الساورة فضلت مرة أخرى المراهنة على الخبرة الأجنبية، بالتعاقد مع الفرنسي سيباستيان ديسابر، رغم أن أبناء الجنوب تعودوا في سابق المواسم على بداية المشوار بمدرب أجنبي قبل الطلاق معه بمجرد مرور أولى الجولات.إلى ذلك فإن التونسي معز بوعكاز سيسجل تواجده في الجزائر للمرة الثانية في مسيرته، بعد تلك التي كانت له الموسم الماضي في مرحلة الذهاب للرابطة المحترفة الثانية مع إتحاد بلعباس و بوعكاز سيكتشف أجواء المحترف الأول مع سريع غيليزان، من دون مراعاة الأزمة التي يتخبط فيها «الرابيد».
هذا وعرف الموسم الكروي (2016 / 2017) أولى حالات الإستقالة حتى قبل إنطلاق المنافسة، بإعلان عادل عمروش إنسحابه من تدريب البطل إتحاد العاصمة، ليكون خليفته أجنبي، و هو الفرنسي كفالي الذي يعرف خبايا البطولة الوطنية جيدا، الأمر الذي سيجعل 4 مدربين أجانب يسجلون حضورهم في جولة رفع الستار، على العكس من بداية الموسم المنصرم، و التي شهدت حضور 7 أجانب، لكن الرقم إرتفع مع تقدم المنافسة، ليبلغ 11 تقنيا أجنبيا على مدار موسم كامل، 3 منهم فقط حافظوا على مناصبهم إلى غاية نهاية المشوار.من الجهة المقابلة عرفت سوق المدربين عودة بعض التقنيين المحليين إلى الميدان بعد غياب لفترة، مع منح الفرصة للاعبين سابقين، كما هو الحال بالنسبة لجمال مناد (مولودية الجزائر)، عمر بلعطوي ( مولودية وهران)، فؤاد بوعلي ( شباب بلوزداد)، و توفيق روابح الذي سيتولى تدريب الصاعد الجديد شباب باتنة، في الوقت الذي سجل فيه الناخب الوطني السابق ناصر سنجاق عودته للعمل في الجزائر عبر بوابة مولودية بجاية، بينما عمدت إدارة إتحاد بلعباس إلى إستقدام سي الطاهر شريف الوزاني، مقابل إنتقال عبد القادر عمراني من «الموب» إلى وفاق سطيف، و هي الأسماء التي سبق لها جميعا العمل في الرابطة المحترفة الأولى.
على صعيد آخر فإن 6 فرق فقط إحتفظت بالمدربين الذين كانوا قد أنهوا معها الموسم الماضي، ويتعلق الأمر بشبيبة القبائل ومدربها كمال مواسة، ودفاع تاجنانت الذي يدربه اليامين بوغرارة للموسم الرابع على التوالي، حاله حال إتحاد الحراش الذي يبقى رئيسه العايب وفيا لعلاقة العمل التي تربطه ببوعلام شارف، و كذا نصر حسين داي بقيادة المدرب يوسف بوزيدي، فضلا عن شباب قسنطينة و تجديد الثقة في ديدييه غوميز، وأولمبي المدية الذي سيخوض أول تجربة له في هذه الحظيرة تحت إشراف سيد أحمد سليماني، في حين إستغنى البطل إتحاد العاصمة عن مدربه ميلود حمدي، ومقابل تدشينه موسمه الإستقالات قبل الأوان برحيل عمروش، و كذلك الشأن بالنسبة لحامل الكأس مولودية العاصمة التي عوض لطفي عمروش بجمال مناد.
ص / فرطــاس