أثار مهاجم الخضر أمين غويري إعجابا كبيرا في الأوساط الرياضية، بعد أن نجح في تسجيل هدف مذهل بمقصية «أكروباتية» في مواجهة ملعب بريست، ليكون هدف الموسم في الدوري الفرنسي.
وبدأت الأنظار، بعد هذا التوهج، تتوجه إلى النجم الجزائري، الذي أظهر إمكانيات هائلة مع مارسيليا، وما زال يطمح للارتقاء بمستوى عطائه ليصل إلى مرتبة النجوم العالميين.
واحتفى الكثيرون بهذه اللقطة الاستثنائية، بمن فيهم النجم العالمي كريم بن زيمة، الذي لم يتردد في التعبير عن إعجابه الشديد بهذه التقنية الفنية الرائعة، مشيدا بمقدرة غويري على تحويل الفرص إلى أهداف مذهلة.
ولم يكن غويري محط إعجاب بن زيمة فقط، بل أصبح حديث الصحافة الأوروبية والعالمية، حيث وُصف هدفه بـ «الخرافي»، واعتبر أحد أفضل الأهداف في القارة العجوز هذا الموسم.
ويبدو أن مقصية غويري في مرمى بريست قد تنافس على جائزة «بوشكاش»، مثل زميله السابق في المنتخب الوطني ياسين بن زية، الذي رشح هدفه «الأسطوري» في مرمى جنوب إفريقيا لهذه الجائزة.
وأصبح غويري، بمجرد التحاقه بمارسيليا، خلال فترة الميركاتو الشتوي، من العناصر الأساسية في هجوم الفريق، حيث أحرز 7 أهداف، وصنع 3 تمريرات حاسمة في 11 مباراة فقط، مما جعله أحد أبرز الهدافين في الدوري الفرنسي، وقد جعلته هذه الأرقام المبهرة يتحول إلى «الرهان» الصحيح للمدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي، الذي أكد مرارا وتكرارا أن غويري يمتلك كل المؤهلات ليصبح المهاجم الأول في نادي الجنوب الفرنسي.
دي زيربي: أبحث عن جعل غويري مثل بن زيمة
لم يُخف مدرب مارسيليا روبرتو دي زيربي، إعجابه الكبير بمستوى غويري، موضحا أن اللاعب الشاب يمتلك إمكانيات فنية هائلة، لكنه يسعى لتطويره ليصبح «مهاجما قناصا» قادرا على قيادة الهجوم بطريقة احترافية، وقال دي زيربي في تصريحات للصحافة الفرنسية: «غويري لديه جميع مقومات لاعب الرقم 10، وأريد أن أساعده ليصبح مهاجما حاسما، وأود منه أن يطور نفسه ليصبح مهاجما قويا مثل كريم بن زيمة».
ولا يقتصر التشابه بين غويري وبن زيمة على أهدافهما الرائعة فحسب، بل يمتد إلى طريقة لعبهما، حيث يشترك كلاهما في أسلوب فني مميز، إضافة إلى أنهما تخرجا من أكاديمية أولمبيك ليون الفرنسية.
وتعجل هذه العلاقة تطلعات غويري نحو الوصول إلى القمة تبدو أكثر واقعية، لا سيما وأن نجم اتحاد جدة السعودي(بن زيمة ) قد بلغ ذروة المجد، بعد أن تُوّج بجائزة الكرة الذهبية.
أمين يحمل آمال الخضر مستقبلا
يبقى الأمر الأكيد، أن نجاح غويري مع مارسيليا لن يمر مرور الكرام على الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي أصبح يعتمد عليه بشكل أساسي في تشكيلته، ويبدو أن غويري سيحمل آمال الخضر في المستقبل، لا سيما بعد الأداء المميز الذي قدمه في المباريات الأخيرة ( تصفيات كان 2025 ومونديال 2026)، خاصة وأن المنتخب الوطني، مازال بحاجة إلى انتصارات حاسمة لاقتطاع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.
وتعد خطوة انتقال غويري إلى مارسيليا خيارا موفقا، حيث أتاح له فرصة التواجد في أحد أندية النخبة الفرنسية التي تعتمد على لاعبين ذوي طموح عال، كما أن تألقه في الدوري الفرنسي يعزز فرصه في جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى، ومن المؤكد أن هذا التألق سيعود بالنفع على المنتخب الوطني، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الدولية الكبرى التي تنتظر الخضر في السنوات القادمة.
ورغم العروض المغرية التي تلقاها غويري من أندية عريقة مثل ريال مدريد، قرر اللاعب أن يواصل مسيرته مع نيس ثم مارسيليا، حيث أراد أن يواصل تطوره مع فريق يناسب طموحاته.
وبحسب بعض الخبراء، فإن هذا القرار، قد يكون سببا في استمراره في التألق، وابتعاده عن ضغوط الأندية الكبرى في مرحلة مبكرة من مسيرته، ويبدو أن هذا الرهان بدأ يثمر بالفعل، حيث أصبح غويري أحد أبرز المهاجمين في «الليغ 1».
سمير. ك