خيّب المنتخب الوطني سهرة أول أمس الآمال التي كانت معلقة عليه، بتعادله أمام الكاميرون بملعب مصطفى تشاكر، في «سيناريو» لم يكن أكبر المتشائمين يتوقعه، لأن الجزائريين كانوا يراهنون كثيرا على «بركة» ملعب تشاكر لفك العقدة الكاميرونية، التي ظلت تطارد الخضر في سابق المواجهات، لكن حسابات التاريخ أسقطت معطيات الجغرافيا في الماء، لأن الإحصائيات أبقت عقدة «الأسود» سارية المفعول إلى إشعار جديد، بينما شذ منطق ملعب تشاكر عن القاعدة المألوفة، بعجز التشكيلة الوطنية عن تحقيق الانتصار. و لئن كان الناخب الوطني الجديد ميلوفان راييفاتس قد حاول اللعب على هذا الوتر، عند تصريحه بأن الإحصائيات التاريخية ليست مقياسا، وأن كرة القدم لا تحترم أي منطق يقترن بالمعطيات التاريخية، في محاولة منه لتخليص لاعبيه من الضغط النفسي، فإن السيناريو الذي سارت على وقعه مقابلة سهرة أمس الأول جاء مغايرا لما كان يتوقعه عشاق الخضر، لأن التعادل في تشاكر لم يحدث إلا في مرات نادرة، و آخر مناسبة تعثر فيها منتخبنا الوطني بهذا الملعب كانت ذات 03 سبتمبر 2010، عندما تعادل أمام تنزانيا في افتتاح تصفيات «كان 2012»، الأمر الذي عجل برحيل الشيخ رابح سعدان وقتذاك، بعد أقل من 03 أشهر من مونديال جنوب إفريقيا، ومنذ ذلك الحين لم يضيع المنتخب الوطني أية نقطة بالبليدة.
توقف المنتخب الوطني عن عزف نغمة الانتصارات بحديقته المفضلة (ملعب مصطفى تشاكر) جاء بعد 2226 يوما، و هي الفترة التي تعاقب فيها كل من عبد الحق بن شيخة، وحيد حليلوزيتش، كريستيان غوركوف و أخيرا ميلوفان راييفاتس على قيادة المنتخب الوطني، و لو أن الخضر لم يجروا أية مقابلة رسمية بتشاكر في عهد بن شيخة، عكس حليلوزيتش و غوركوف اللذين فضلا هذا الملعب على مركب 5 جويلية الأولمبي، لكن هذه القاعدة توقفت مع الصربي راييفاتس في ثاني مقابلة له مع المنتخب، بعدما كان قد دشن مهامه بسداسية نظيفة على حساب اللوزوطو.
ص / فرطــاس