أثرى المنتخب التونسي حظوظه في الظفر بتأشيرة التأهل إلى مونديال روسيا 2018، بفضل الإنتصار الثمين الذي حققه سهرة أول أمس بملعب بولوغين بالجزائر على حساب مستضيفه منتخب ليبيا، في ديربي بطابع مغاربي خالص، كانت فيه ضربة الجزاء التي سجلها المهاجم وهبي الخزري مع انطلاقة الشوط الثاني، كافية لحسم الأموروترجيح كفة «نسور قرطاج».
هذا الانتصار مكن «التوانسة» من تعزيز مركزهم الريادي في ترتيب المجموعة الأولى، في انتظار نتيجة مباراة اليوم بين غينيا والكونغو الديمقراطية، ولو أن الحسابات الأولية لهذا الفوج تحصر الصراع من أجل امتطاء الطائرة المؤدية إلى موسكو صائفة 2018 بين النسور الحمراء و فهود كينشاسا، في ظل سعي كل طرف للعودة إلى الواجهة، لأن تونس غابت عن المونديال على مدار 3 نسخ متتالية، بينما يبحث الكونغوليون عن ثاني ظهور لهم على الصعيد العالمي، بعد ذلك الذي كان «كارثيا» في طبعة 1970، و إلتقاء المنتخبين في مواجهتين مباشرتين في الجولتين القادمتين كفيل بتوضيح الرؤية أكثر حول مصير التأهل.
بالموازاة مع ذلك فقد رهن الليبيون كامل حظوظهم في تحقيق تأهل تاريخي إلى المونديال، لأن هذه الهزيمة جسدت الأزمة التي تعيش على وقعها الكرة في ليبيا، و حلم «المونديال» يبقى مستحيل التجسيد في الوقت الراهن، مادام المنتخب الليبي أصبح عاجزا عن ضمان المشاركة في «الكان».
إلى ذلك فإن مباريات الجولة الثانية و التي أقيمت أمس عرفت نجاح منتخب أوغندا في التأكيد على أنه سيكون «المفاجأة السارة» لهذه التصفيات، لأن الفوز الذي أحرزه على حساب الكونغو كان بالآداء و النتيجة، و الهدف الوحيد الذي أمضاه مايا في الدقيقة 18 ترجم السيطرة المطلقة للأوغنديين على مجريات اللعب، و فاتورة الكونغوليين كادت أن تكون أثقل لولا الحظ، و عليه فإن أوغندا تصدرت مؤقتا المجموعة الخامسة، في إنتظار نتيجة القمة التي ستجمع سهرة اليوم بين منتخبي مصر و غانا، و لو أن الأكيد أن المنتخب الأوغندي سيكون طرفا بارزا في المعادلة.
من جهة أخرى فقد اعتلى منتخب جنوب إفريقيا صدارة ترتيب المجموعة الرابعة، إثر خروجه من القمة التي جمعته بضيفه السنغالي ظافرا بالنقاط الثلاث، في مباراة عرفت نجاح «البافانا بافانا» في قلب الطاولة على ضيوفهم في ظرف دقيقتين، و «أسود تيرانغا» سقطت في الأنفاس الأخيرة من المرحلة الأولى، بتلقي هدفين، الأول من ركلة جزاء نفذها هيلاوتشوايو، و الثاني وقعه سيريرو، قبل أن يكون رد السنغاليين متأخرا، عن طريق ندوي، و هي النتيجة التي أحدثت إنقلابا في ترتيب المجموعة، و أوقفت سلسلة الإنتصارات المتتالية التي حققها منتخب السنغال على مدار سنة كاملة.
بالموازاة مع ذلك فإن منتخب نيجيريا كان أكبر مستفيد من مخلفات الجولة الثانية، لأنه واصل عزفه المنفرد على أوتار الريادة في «فوج الموت»، بفضل الإنتصار العريض على الجزائر، مع تعميق الفارق الذي يفصله عن أقرب الملاحقين إلى 4 نقاط، مستغلا التعثر المفاجئ للكاميرون داخل الديار، بالتعادل مع زامبيا، و تكون بذلك «النسور الخضر» قد حصنت أجنتها في موعد الحسم، و هي التي ظلت عاجزة عن التحليق قاريا، بغيابها عن طبعتين متتاليتين من «الكان»، لكنها مدت خطوة عملاقة نحو روسيا، عبر المجموعة النارية، و التي بدأت فيها الرؤية تتضح مبكرا، على عكس باقي الأفواج.
قراءة: ص / فرطــاس
