اعتبر رئيس وفاق تبسة الطاهر خالدي، اللجوء إلى سياسة التشبيب الخيار الحتمي، لضمان مشاركة الفريق في بطولة ما بين الجهات للموسم القادم، مع تسطير هدف لا يتجاوز عتبة السعي لتفادي السقوط، وأرجع سبب ذلك إلى الظروف المادية الصعبة التي يتخبط فيها النادي، فضلا عن العزوف الكلي عن حمل المشعل.
خالدي، وفي حوار خص به النصر أمس، أوضح بأنه كان قد وجد نفسه مجبرا على العدول عن الاستقالة، بعد فراغ إداري دام شهرا كاملا، لأن مواصلة المهام على رأس النادي إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية كانت حتمية، مع مراجعة كل الحسابات، خاصة الاستراتيجية المنتهجة في تسيير الفريق، كما تحدث عن الوضعية المالية، جديد التعداد وتحضيرات الوفاق في هذه الدردشة.
•كنتم في نهاية الموسم الفارط قد لوّحتم بالاستقالة، لكنكم في نهاية المطاف تراجعتم عن القرار، فكيف كان ذلك؟
فعلا، لقد كنت قد أعلنت عن انسحابي من رئاسة وفاق تبسة بمجرد نهاية الموسم الماضي، وذلك خلال الجمعية العامة العادية، إلا أن الاستقالة وضعت مستقبل الفريق على كف عفريت، لأن رحلة البحث عن رئيس جديد استغرقت وقتا طويلا، دون النجاح في إيجاد أي شخص يوافق على قيادة النادي، والملف ظل مطروحا على طاولة مديرية الشباب والرياضة لمدة شهر، فما كان علينا كمسيرين سوى التراجع، سيما وأن العهدة الأولمبية مازالت سارية المفعول لموسم آخر، وقد قررنا استئناف المهام بصورة عادية إلى غاية جوان 2020.
•وهل كان هذا العدول من ثمار وعود تلقيتموها من السلطات المحلية، بخصوص الإعانات المالية أم ماذا؟
وضعية الوفاق تبقى بمثابة «اللاحدث» في تبسة، لأننا كنا قد أطلقنا صفارات الإنذار في الكثير من المناسبات، منذ تولينا رئاسة النادي قبل 3 سنوات، لكن دار لقمان ظلت على حالها، ونفس «السيناريو» تكرر خلال هذه الصائفة، لأن الاستقالة الجماعية للمكتب المسير لم تكن كافية، لتسجيل أي رد فعل من الهيئات المختصة، فما كان على مصالح «الديجياس» سوى استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بالجمعية العامة الانتخابية، وانتظار أي مترشح، ولو أن هذه الوضعية أدخلت الوفاق في مرحلة فراغ إداري، بسبب العزوف الجماعي عن تولي التسيير، مما أجبرنا على التراجع عن الاستقالة، دون تلقي أي وعود من السلطات بخصوص الشق المالي، بل إن مستقبل الفريق كان الدافع الوحيد الذي أرغمنا على العدول، لأن كل المؤشرات كانت توحي بأن الوفاق سينسحب نهائيا من المنافسة، والشطب من قسم ما بين الرابطات كاد أن يكون مصيره.
•ماذا عن الوضعية المالية التي دفعت بكم إلى دق ناقوس الخطر؟
المشكل الذي اصطدمنا به نتج بالأساس عن تقليص حجم الإعانات التي كان الوفاق يستفيد منها، بالمقارنة مع العهدات السابقة، لأن هذا الأمر تسبب في ارتفاع مؤشر الديون، والذي أصبح يلامس عتبة 1,2 مليار سنتيم، رغم أن النادي كان في سابق الموسم يشهد توازنا بين المداخيل والمصاريف، لذا فإننا كنا نسعى إلى تخفيض قيمة الديون، فضلا عن أن التأخر في ضخ الإعانات يؤدي دوما إلى طفو مشاكل داخلية على السطح، وتجربة الموسم الماضي كان بمثابة الدرس الذي استخلصنا من العبر، إذ راهنا على لعب الأدوار الأولى، وعملنا على تهيئة الأرضية الكفيلة بتجسيد حلم الصعود، غير أن هاجس التمويل سد باب الطموحات في وجوهنا عند منتصف المشوار.
•هذا يعني اعترافكم بعدم القدرة على رفع عارضة الطموحات عاليا إلى درجة التنافس على ورقة الصعود؟
الأكيد، أن المراهنة على الصعود في بطولة ما بين الجهات تستوجب توفير السيولة المالية، وما عشناه الموسم الماضي مكننا من أخذ صورة واضحة وشاملة عن سير المنافسة، لأننا كنا قد استقدمنا 23 لاعبا من خارج ولاية تبسة، وأقدمنا على تسديد رواتب 7 أشهر لكل العناصر، فضلا عن علاوات المباريات عن آخرها، لتكون إجمالي مصاريف الموسم 2,7 مليار سنتيم، وهي القيمة التي تقل عن تلك التي صرفتها أندية كان مصيرها السقوط من نفس المجموعة التي ننتمي إليها، وبالتالي فإن تلك المغامرة أجبرتنا على اعادة النظر في جميع الحسابات، وتسطير أهداف بحسب امكانيات النادي، خاصة من الناحية المادية.
•الأكيد أن هذه الوضعية كانت السبب الرئيسي في التغيير الشامل الذي عرفه التعداد؟
كما سبق وأن قلت، فإن التراجع عن الاستقالة كان من أجل انقاذ الفريق من الشطب النهائي، وغياب التمويل أجبرنا على انتهاج سياسة جديدة في التسيير، وذلك باللجوء إلى التشبيب، ووضع الثقة في شبان، غالبيتهم من ابناء الولاية، وقد شكلنا هذه الصائفة فريقا يضم 17 عنصرا شابا من تبسة، مع تأطير المجموعة بستة لاعبين من أصحاب الخبرة، ليكون معدل العمر 21 سنة، في الوقت الذي استقدمنا فيه المدرب معاشي للإشراف على العارضة الفنية، وهو متعوّد على العمل في مثل هذه الظروف، لأننا نسعى لضمان البقاء في قسم ما بين الرابطات، مع العمل على تقليص حجم المصاريف، سيما منها تلك المتعلقة بالإيواء والإطعام، والأمور حاليا تسير وفق المخطط الذي وضعناه، حيث أن الفريق سيدخل بداية من يوم غد في تربص مغلق ببكارية.
حــاوره: ص / فرطــاس