انهزمت مولودية قسنطينة عشية أول أمس، بنتيجة (2 / 1) أمام شباب هواري بومدين، في لقاء ودي جرى بملعب بوعزيز العمري بوادي الزناتي، ويندرج في إطار استعدادات الفريقين للموسم الكروي الجديد، ولو أن العشرات من أنصار الموك الذين رافقوا الفريق في هذه الخرجة أعربوا عن استيائهم من المردود الذي قدمته التشكيلة، قبل 10 أيام من انطلاق المنافسة الرسمية، باستضافة شباب باتنة في جولة رفع الستار عن بطولة وطني الهواة.
وسارع مدرب المولودية سمير بوجعران، للتقليل من وطأة هذه الهزيمة، وأكد على أن المقابلة كانت مجرد محطة إعدادية، كما أنه عمد إلى المراهنة على تشكيلتين مختلفتين في شوطي اللقاء، والتشكيلة التي خاضت المرحلة الأولى كانت في غالبيتها من الإحتياطيين، مع منح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة من أجل معاينتها، كما هو الحال بالنسبة للمهاجم الشاب اسكندر شوكي، الذي تم استقدامه في آخر لحظة من اتحاد الحجار.
وأوضح بوجعران، في سياق متصل، بأن أداء التشكيلة في الشوط الأول طغى عليه الجانب الفردي، في غياب تام للتنسيق والإنسجام، الأمر الذي انعكس بالسلب على المردود الجماعي، وحال دون ظهور الفريق بمستواه الحقيقي، لأننا ـ كما قال ـ « وجدنا أنفسنا مجبرين على تجريب بعض الخيارات، سيما على مستوى الهجوم، لأن العقم الذي يلازم القاطرة الأمامية يؤرقنا، وقد حاولنا البحث عن حلول ناجعة، لكن دون جدوى، مما أرغمنا على منح الفرصة لمستقدمين جديدين في هذه المقابلة».
إلى ذلك، أشار ذات المتحدث، إلى أن التغييرات التي قام بها في بداية المرحلة الثانية من اللقاء، جاءت في إطار استراتيجية العمل المبنية بالأساس على رسم المعالم الأولية للتشكيلة الأساسية، وذلك بالمراهنة على نسبة 80 إلى 90 بالمئة على العناصر المرشحة للتواجد في المباراة الأولى من البطولة ضد شباب باتنة، وهو ما أدى ـ على حد قوله ـ « إلى تحسن مردود الفريق، خاصة من الناحية الجماعية، بالاستحواذ أكثر على الكرة، والمبادرة إلى صنع اللعب، لكن اشكالية غياب الفعالية في الهجوم تبقى قائمة، الأمر الذي تسبب في إهدار 3 فرص سانحة للتهديف، ولو أننا لم نكن نبحث عن النتيجة الفنية، بل نسعى لتجسيد برنامج العمل المسطر».
وأكد بوجعران، في سياق متصل، بأنه كان يعتزم منح النواة الرئيسية للتشكيلة الأساسية فرصة لعب 90 دقيقة كاملة لمواصلة التحضير، والوقوف على مدى قدرتها على تحمل ريتم المنافسة قبل نحو اسبوع من دخول أجواء البطولة، لكن التعديل الذي طرأ على برنامج اللقاءات الودية أجبره على الاعتماد على تشكيلتين مختلفتين في هذه المقابلة، بعد ارتفاع التعداد إلى 30 عنصرا، ولو أن اللعب ـ كما أردف ـ « ضد فريق من قسم أدنى جعل اللاعبين لا يظهرون بكامل امكانياتهم، وهذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى ذهنية اللاعب الجزائري بصفة عامة، والدليل على ذلك أن الجميع كان قد انبهر بالآداء الذي قدمناه ضد جمعية عين مليلة، وذلك لما واجهنا منافسا من الرابطة المحترفة الأولى، حيث أظهرت عناصرنا امكانياتها الحقيقية، وبالتالي فإن مستوى المنافس في الوديات له تأثير مباشر على عطاء اللاعبين، وهذا دون التقليل من قيمة وامكانيات شباب هواري بومدين، الذي ينشط في بطولة ما بين الجهات، وعناصره الشابة ابانت عن رغبة كبيرة في الفوز علينا، فكان لها ما أرادت».
وذهب مدرب الموك إلى القول، بأن عناصره تأثرت كثيرا بالتعب والإرهاق، جراء كثافة البرنامج الذي ارتكز بالأساس على الجانب البدني، لأننا ـ حسب تصريحه ـ « نجحنا في تجسيد نسبة كبيرة جدا من برنامج العمل الذي سطرناه، وذلك بتخصيص فترة 5 اسابيع للتدرب في أغلب الأحيان بمعدل حصتين في اليوم، والتركيز كثيرا على التحضير البدني، حتى في الأيام التي نخوض فيها اللقاءات الودية، ولن يكون من السهل على اللاعبين التخلص من أثار التعب، لكن الثمار سنقطفها عند دخول المنافسة، ولو أننا سنعمد إلى التخفيف من ريتم العمل بداية من الأسبوع القادم، بالشروع في التحضير لمواجهة شباب باتنة».
وخلص بوجعران إلى التأكيد، على أن قلق الأنصار سابق لأوانه، وأوضح بأن بقاء الموك لعدة مواسم متتالية في وطني الهواة، تسبب في عزوف ألاف المشجعين عن متابعة الفريق، لكنه أشار إلى أن النجاح في تحقيق انطلاقة موفقة في بطولة الموسم القادم كفيلة بإعادة العلاقة بين المولودية وأنصارها، شريطة إعطاء الدعم المعنوي للاعبين والطاقمين الفني والإداري، مضيفا بأن الفريق سيظهر بوجهه الحقيقي بعد مرور الجولات الخمس الأولى من البطولة.
ص / فرطاس
