فجر أمس، أمل برج صباط مفاجأة مدوية بتأهله لأول مرة إلى الدور 32 من منافسة كأس الجمهورية، وكان ذلك على حساب إتحاد الحجار من قسم ما بين الرابطات، في إنجاز يؤكد انتفاضة أبناء «سوق السبت»، كونه يأتي بعد نجاحهم في الظهور لأول مرة في الجهوي الأول.
المقابلة عرفت انطلاقة سريعة من الجانبين، وقد كانت أولى الفرص لاتحاد الحجار عند الدقيقة العاشرة، بعد تخلص مرشلة من المراقبة على الجهة اليسرى، ليقدم تمريرة على طبق إلى زميله نخلة، الذي كان في وضعية مواتية للتسجيل لكن ضربته الرأسية جانبت إطار مرمى الحارس بريك بقليل.
الفعالية في الهجوم كانت من جانب أمل برج صباط، الذي تمكن من هز الشباك من أول عمل هجومي جاد، لأن المهاجم تواتي نجح في استغلال سوء تموقع محور دفاع الاتحاد، ليودع الكرة في شباك الحارس كحول برأسية محكمة، بعد تلقيه فتحة عرضية من بوكعبان، وكان ذلك في الدقيقة 13.
هذا الهدف المبكر أجبر أبناء «القحموصية» على التكثيف من العمل الهجومي، بالاعتماد على الكرات العرضية الطويلة، وقد ارتكب حارس الأمل بريك خطأ فادحا في الدقيقة 22، حيث أعاد الكرة إلى منطقته، لكن مهاجمي الإتحاد فشلوا في استغلال الفرصة، ليرد عليه المنافس بحملة مرتدة، انفرد على إثرها المهاجم تواتي بالحارس كحول، إلا أنه تردد في إيداع الكرة داخل الشباك، التي كانت شبه شاغرة، مفوتا على فريقه فرصة مضاعفة النتيجة.
باقي فترات المرحلة الأولى، سارت على وقع سيطرة طفيفة لاتحاد الحجار، إلا أن غياب الجرأة الهجومية حال دون تشكيل خطورة على مرمى الحارس بريك.
الشوط الثاني شهد رمي لاعبي إتحاد الحجار بكامل ثقلهم في الهجوم، وهي السيطرة التي كللت بضربة جزاء في الدقيقة 53، إثر العرقلة التي تعرض لها نخلة داخل منطقة العمليات، وهي الضربة التي نفذها درارجة، إلا أن حارس الأمل بريك نجح في التصدي لها.
مع مرور الدقائق، عمد مدرب الإتحاد جابري إلى تدعيم القاطرة الأمامية بإقحام الثنائي علاوي وبراق، ليكون هذا التغيير ناجحا، إذ تمكن بولحليب من تعديل النتيجة في الدقيقة 62، برأسية خادعت الحارس بريك، بعد فتحة من مرشلة.
كرة التأهل كانت بأقدام لاعب أمل برج صباط عجرود، الذي أتيحت له فرصة سانحة للتهديف في الدقيقة 87، لما تلقى تمريرة في العمق من بيلوطة، انفرد على إثرها بالحارس كحول، لكن قذفته حادت عن إطار المرمى بقليل، لينتهي الوقت الرسمي بتعادل أجبر الفريقان على الاحتكام لشوطين إضافيين.
معطيات اللقاء، تغيرت مع بداية الشوطين الإضافيين، لأن عناصر الأمل خرجت مجددا من قوقعتها، لتعرف الدقيقة 100، نجاح برج صباط في تسجيل الهدف الثاني بضربة رأسية محكمة من تواتي، خادعت الحارس كحول، وذلك بعد تنفيذ مومني لمخالفة على الجهة اليسرى، ليفجر فرحة هيستيرية في أوساط المئات من الأنصار، الذين سجلوا تواجدهم في المدرجات.
هذا الهدف رفع من درجة الضغط لدى لاعبي الإتحاد، إذ تلقى المهاجم بن فيالة البطاقة الحمراء، تاركا فريقه يعاني من نقص عددي، ولو أن الأمل كان باستطاعته تسجيل هدف الاطمئنان، بعدما وجد البديل جلال نفسه وجها لوجه مع كحول، إلا أنه تردد في إيداع الكرة داخل الشباك، كما شهد الشوط الإضافي الثاني إهدار بلهدار فرصتين سانحتين، إحداهما اصطدمت بالعارضة الأفقية.
باقي فترات اللقاء، لم تكن كافية لأبناء الحجار لتعديل النتيجة، لتكون صافرة النهاية التي أطلقها الحكم بوطرفة، بمثابة إشارة انطلاق لأفراح أبناء برج صباط، احتفالا بتأهل تاريخي لأول مرة إلى الدور 32.
ص / فرطاس
