•عمر فريقنا 8 سنوات فقط وما يحدث معنا معجزة
اعتبر رئيس أمل برج صباط عبد المجيد جطني مباراة الدور 32 لمنافسة كأس الجزائر، بمثابة المعجزة التي تجسدت ميدانيا، رغم أن الفكرة في أساسها لم تكن تراود أحدا، لأن لعب مقابلة رسمية أمام منافس من الرابطة المحترفة الأولى، تبقى مجرد حلم بالنسبة لأنصار فريق رأى النور قبل 8 سنوات فقط، لكن الحلم تحوّل إلى حقيقة ميدانية.
جطني، وفي حوار خص به النصر أمس، اعترف بصعوبة مهمة فريقه، وأكد بأن مواجهة منافس بحجم نصر حسين داي يبقى في حد ذاته انجازا تاريخيا، وتأدية مباراة في المستوى يبقى الهدف، مع استغلال الفرصة لإخراج منطقة برج صباط من دائرة الظل إلى الأضواء الإعلامية، فضلا عن السعي لمواكبة الإنجاز التاريخي للكرة القالمية في هذه المنافسة، وقد أعرب عن أمله في استقبال «النهد» بملعب سويداني بوجمعة بعاصمة الولاية، كما تحدث أيضا عن أجواء التحضيرات لهذا الموعد، الوضعية المالية وأمور أخرى، نقف على تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي:
• ما تعليقكم على إفرازات قرعة الكأس والتي أوقعتكم في مواجهة نصر حسين داي؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن الحظ كان إلى جانبنا بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار، وتفادي التنقل لمسافات طويلة، لأننا نعتبر من أصغر الفرق التي تسجل تواجدها في هذا الدور، في وجود 7 أندية فقط من الجهوي بين منشطي الدور 32، وعليه فإن مواجهة منافس يفوقنا في المستوى كانت أمرا منتظرا، وكنا نخشى التنقل إلى بشار أو أقصى الجنوب، لأننا لا نتوفر على الامكانيات المادية التي تسمح لنا بتغطية المصاريف الكثيرة، وعليه فإن استضافة نصر حسين داي يمكن اعتبارها بمثابة الفصل الثاني، من لعبة الحظ التي حالفتنا في عملية سحب القرعة، لأن استقبال منافس من الرابطة المحترفة الأولى، أمر لم يكن وإلى وقت ليس ببعيد يخطر ببال أحد في منطقة برج صباط، لكن الحلم كبر مع تقدمنا في الأدوار الجهوية، وأصبح حقيقة بمجرد تواجدنا في الأدوار الوطنية لأول مرة في التاريخ.
• نلمس في كلامكم الكثير من التخوّف، وكأنكم استسلمتم مبكرا للأمر الواقع ؟
كما سبق وأن قلت، فإن اللعب أمام فريق من الرابطة المحترفة الأولى يعد معجزة كروية، وجدت طريقها إلى التجسيد الميداني بفضل منافسة كأس الجزائر، لأن فريقنا تأسس سنة 2011، وانطلاقته الحقيقية كانت قبل 5 مواسم، لما حقق الصعود من شرفي قالمة لأول مرة في تاريخه، في خطوة فتحت باب التفاؤل على مصراعيه، وعبّدت الطريق لانجازات أخرى، تواصلت ببلوغ الجهوي الأول خلال الصائفة الماضية، ثم تحقيق انجاز تاريخي آخر ببلوغ الدور 32 لمنافسة الكأس، لتكون مواجهة واحدة من أعرق المدارس الكروية الوطنية بحجم «النهد» ثمرة العمل المنجز، ويمكن تصنيفها في خانة «المكافأة»، باللعب أمام منافس كبير، لأننا سنلعب من أجل تشريف المنطقة وولاية قالمة، وليس لدينا ما نخسره، مادام الهدف قد تحقق بالتواجد مع الكبار.
• وماذا عن تحضيراتكم لهذا الموعد التاريخي ؟
حقيقة أن الموعد تاريخي، لكن قيمة الإنجاز المحقق ستظهر يوم المقابلة، لأن التواجد في الدور 32، أخرج منطقة برج صباط من دائرة الظل، بفضل فريق كرة القدم، وأثناء عملية سحب القرعة لم يتمكن المنظمون من إعطاء التسمية الصحيحة للبلدية، والكل لم يكن يعرف موقعها الجغرافي، لأن الفريق ينشط في الجهوي الأول، ولم يسبق له الخروج إلى الأضواء، إلا أن التأهل التاريخي سمح لنا بجلب اهتمام وسائل الإعلام، خاصة وأننا سنلاقي نصر حسين داي، والتحضير لهذا اللقاء انطلق في معقل الأنصار قبل اللاعبين، ونحن كإدارة نسعى لتوفير الأجواء الكفيلة بإنجاح العرس الكروي التاريخي لفريقنا، وقد طلبنا من السلطات الولائية بقالمة السماح لنا بإجراء هذا اللقاء بملعب سويداني بوجمعة بعاصمة الولاية، بدلا من ملعب وادي الزناتي، بحثا عن دعم جماهيري أكبر، وكذا السماح لأكبر عدد ممكن من متتبعي الشأن الكروي بقالمة، بمشاهدة نصر حسين داي من الرابطة المحترفة الأولى، لأن هذا الأمر كان قد حدث أيضا مع اتحاد بلخير ونصر الفجوج، وكان النجاح كبيرا للولاية بأكملها، دون التقليل من قيمة الإنجاز المحقق بتواجد 4 فرق قالمية في الدور 32.
• لكن نكهة الكأس تتمثل في عنصر المفاجأة، فهل تؤمنون بحظوظكم في التأهل ؟
الأكيد أن الكفة ليست متوازنة، ولا يوجد أي مجال للمقارنة بين الطرفين، سواء من حيث الامكانيات المادية أو التركيبة البشرية، إلا أننا نحضر بجدية لهذا اللقاء، وقد طلبنا من رابطة عنابة الجهوية تأجيل مقابلة الجولة الثامنة من البطولة، المقررة هذا الثلاثاء أمام الجار شباب وادي الزناتي، حتى يتسنى لنا التركيز أكثر على لقاء الكأس، وكذا ضمان جاهزية كامل التعداد، وسندخل المقابلة دون مركب نقص، لأننا لن نخسر أي شيء، بل بالعكس حققنا مكسبا هاما، وسلاح الإرادة يبقى العامل الوحيد الذي نراهن عليه، خاصة وأن بعض لاعبينا سبق لهم وأن عاشوا مثل هذه المغامرة مع إتحاد بلخير، لما تأهل قبل سنتين إلى ثمن النهائي على حساب أولمبي المدية من الرابطة المحترفة الأولى، وعليه فإننا سنتخذ من تلك المغامرة النموذج الميداني، الذي سنبذل كل ما في وسعنا للإقتداء به، في غياب الإمكانيات المادية.
حـاوره: ص / فرطــاس