•البوبية يلزمها أموال كبيرة ولست قادرا على تلبيتها بمفردي
تتوالى المواسم وتتشابه في مولودية باتنة، التي مازالت تدور في حلقة مفرغة، رغم الإمكانيات والمؤهلات التي تتوفر عليها، وتقدم البوبية صورة الفريق الذي أنهتكه حالة اللإستقرار، رغم أنه يستمد عراقته من مدينة باتنة، وارتأت النصر البحث عن أسباب الوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق بمحاورة الرئيس زيداني، الذي خاض فيما يعانيه فريقه، ومنها قضية تراجع بوزيدي وحصيلة مرحلة الذهاب للبطولة وضغط المحيط، الذي يبحث عن النتائج الفورية، إلى جانب نقاط ومحطات أخرى، كاشفا في ذات السياق، عن دخول الإدارة في مفاوضات متقدمة مع أمين غيموز، قصد إسناده العارضة الفنية.
*ما هو موقف الإدارة بخصوص تراجع بوزيدي عن تدريب الفريق في آخر لحظة؟
دعني في البداية أعتذر للأنصار، لأن الإدارة لم تف بوعدها، حتى وإن كان لا ذنب لها في ذلك، على اعتبار أنها اتفقت مع بوزيدي لخلافة حوحو، وقد منح بوزيدي موافقته النهائية، وكان من المفروض أن يشرع في عمله أمس الأربعاء، غير أنه لم يلتزم بتعهداته وأبلغنا في ساعة متأخرة من سهرة الثلاثاء، عن طريق وسيط بعدم قدرته على القدوم إلى باتنة وقبول عرض تدريب البوبية.
*الأنصار يجمعون على أن بوزيدي، لم يكن متحمسا منذ البداية لحمل المشعل؟
هذا غير صحيح، بدليل أننا اتفقنا معه على جميع النقاط، بما فيها العقد من حيث مدته التي تمتد حتى نهاية الموسم الجاري وكذا قيمته ورهاننا كان كبيرا على خبرته وحنكته، للخروج من الدوامة التي دخلها الفريق، لكن حدث ما لم يكن منتظرا.
*وما هي مبررات قراره؟
في الواقع، فضلنا سياسة الصمت واحترام قراره، خاصة بعد أن أبلغنا به عن طريق الوسيط، الذي كان وراء صفقة انتدابه، وكانت مبرراته تدور حول ظروف شخصية وعائلية، حالت دون تشريف التزاماته تجاه المولودية، كما أخبرنا بأنه سيغادر أرض الوطن لدواعي شخصية ولفترة قصيرة، نافيا أن يكون قراره له علاقة، بالعرض التي تلقاه من اتحاد بسكرة.
* الفريق عاد إلى نقطة الانطلاق، هل فكرت الإدارة في البدائل؟
أولا، اعتبر بأن اعتذار بوزيدي في آخر لحظة لتدريب الفريق، لا يمكن أن يجعلنا نتأسف ونبقى مكتوفي الأيدي، بقدر ما أرغمنا على الدخول في سباق مع الزمن، من أجل إنهاء إشكالية العارضة الفنية، ولا أذيع سرا إن قلت بأننا بصدد التفاوض مع بعض المدربين منهم لكناوي، وكذا أمين غيموز الذي يملك حظوظا وفيرة في كسب ثقة المسيرين، بعد أن منح موافقته للعرض، حيث ننتظر وصوله إلى باتنة للحسم في الصفقة (الحوار أجري منتصف نهار أمس).
*كيف تقيّم مرحلة الذهاب للبطولة؟
صراحة، مشوار الفريق في مرحلة الذهاب كان مخيبا، ولا يعكس طموحاتنا، بعد أن كنا نراهن على الظفر بمكانة ضمن ثلاثي المقدمة. وبكل تأكيد هناك أسباب وراء فشل الإدارة في تحقيق الهدف الأولي منها حالة اللاإستقرار في العارضة الفنية وفي التعداد، بفعل الغيابات المتواصلة لبعض الركائز، سواء بداعي الإصابة أو العقوبة، كما أن مستوى بعض اللاعبين وضغط المحيط من العوامل التي أدت إلى الاكتفاء بالتغريد خارج السرب في الشطر الأول من المنافسة، بغض النظر عن الأزمة المالية الخانقة، التي كبحت كل إرادة.
*ألا ترى بأن معاناة البوبية طالت؟
هذا السؤال يجب طرحه على الجهات الوصية، التي أغلقت هذا الموسم كل حنفيات المساعدات المالية، وجعلت الإدارة تتخبط في وحل من المشاكل والمعاناة، صحيح أن مدينة بحجم باتنة لا تستحق مثل هذه المتاعب الدائمة، لكن شخصيا لم يعد باستطاعتي التكفل بكل احتياجات الفريق، في غياب إعانات السلطات العمومية، ناهيك عن حجم المشاكل التي تصادفني كل يوم.
* نفهم من هذا أنك تنوي ترك مقاليد التسيير؟
لقد أبلغت الجهات المعنية عن رغبتي في الاستقالة لغياب الدعم المالي، لذلك الأبواب تبقى مفتوحة لكل من يريد قيادة الفريق أو تقديم يد المساعدة، ومولودية باتنة ملك لكل سكان عاصمة الأوراس، ومن يريد الرئاسة، فسيجد كل الترحاب.
*هل نعتبر ذلك بمثابة الهروب؟
ليس هروبا، وإنما نتيجة حتمية لوضع كارثي ليس باستطاعتي تحمله، سيما من الناحية المالية، فإذا كان شخصي هو المشكلة، فأنا بصدد ترسيم رحيلي وفق القوانين المعمول بها، ولا يمكنني مواصلة العمل في ظل هذه الأجواء.
* كيف ترى مستقبل الفريق؟
مستقبل المولودية يكمن في تكاثف جهود الجميع، ويمكن لهذا الفريق أن يحقق الصعود شريطة التكفل باحتياجاته والوقوف إلى جانبه.
*وماذا عن الانتدابات الشتوية؟
أعتقد بأن كل شيء مجمد إلى حين الفصل في العارضة الفنية، وكذا مستقبلي على رأس الفريق، حيث سنعقد جلسة طارئة في الساعات القليلة القادمة، لاستعراض هذه النقاط واتخاذ القرارات المناسبة.
حاوره: محمد مداني