ضربت أمس، مولودية قسنطينة عصفورين بحجر واحد، بفوزها العريض على حساب اتحاد عين البيضاء بثلاثية نظيفة، لأن هذا الانتصار هو الأول للموك خارج الديار منذ بداية الموسم، بعدما كانت في سابق السفريات، قد سجلت سلسلة من التعادلات، مع الانهزام في مناسبتين، كما أن النقاط الثلاث مكنت المولودية من تعزيز تموقعها في برج المراقبة، وبالتالي مد خطوة إضافية نحو الرابطة الثانية.
المباراة، والتي جرت بملعب الإخوة دمان ذبيح بعين مليلة، تأخرت انطلاقتها عن الموعد المحدد ب 25 دقيقة، بسبب إجراءات تنظيمية بحتة، وقد سارت منذ الوهلة الأولى في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة للمولودية، لأن «الحراكتة» خاضوا هذه المواجهة بتشكيلة من الاحتياطيين، في ظل تواصل مقاطعة اللاعبين المستقدمين من خارج المدينة، وقد أهدر نجار فرصة ثمينة لافتتاح باب التسجيل في الدقيقة 14، برأسية تصدى لها حارس الاتحاد حملاوي، ليتكرر نفس «السيناريو» بعد 7 دقائق، لما تألق حملاوي في إنقاذ فريقه من هدف محقق، إثر انفراد نجار به.
ومع حلول الدقيقة 24، طالب لاعبو الموك بضربة جزاء، بعد اصطدام الكرة بيد مدافع الاتحاد بومعرافي، لكن الحكم بودربال أمر بمواصلة اللعب، ليهدر بعدها ريغي فرصة هز الشباك، قبل أن يقوم «الحراكتة» بأول عمل هجومي جاد، أنهاه نافع برأسية اصطدمت من خلالها الكرة بالقائم الأيسر لمرمى الحارس براهيمي.
معطيات المقابلة، تغيرت كلية مع بداية الشوط الثاني، لأن العامل البدني كان كافيا لصنع الفارق، وانهيار شبان الاتحاد من الناحية البدنية، فسح المجال أمام تشكيلة المولودية لإحكام سيطرة مطلقة، وذلك بعد النجاح في الاستحواذ على منطقة وسط الميدان، الأمر الذي جعل اللعب ينحصر في منطقة الحارس حملاوي، الذي لم يدم صموده طويلا، لأن محور دفاع الاتحاد ارتكب خطأ في ترويض الكرة، وهي الهفوة التي استغلها ريغي، وسدد على الطائر مفتتحا مجال التهديف، وكان ذلك في الدقيقة 53.
ومع استئناف اللعب من طرف أصحاب الأرض، استعاد نجار الكرة، ليمررها على طبق إلى زميله ميدون، الذي توغل على الجهة اليسرى لدفاع الاتحاد، ويسدد في الزاوية البعيدة لمرمى حملاوي، موقعا الهدف الثاني للموك، ويفك بذلك شفرة دفاع «الحراكتة».
هذا الهدف كان كافيا لقتل المباراة، بعد اطمئنان لاعبي وأنصار المولودية على النقاط الثلاث، في ظل افتقار المنافس للإمكانيات التي تسمح له بالتدارك، خاصة الانهيار البدني، وعليه فإن الحارس براهيمي كان في راحة تامة طيلة الشوط الثاني، بينما تفنن مهاجمو الموك في إهدار الفرص، سيما ميدون، ريغي وتبوب، لتشهد الدقيقة 83 توقيع معيشي هدف الاطمئنان بطريقة فنية رائعة، خادع بها الحارس حملاوي، منهيا مهرجان الأهداف، ولو أن فاتورة «الحراكتة» كادت أن تكون أثقل لولا تردد تبوب في إيداع الكرة داخل الشباك، بعد عمل فردي ممتاز من ميدون.
وعلى ضوء هذه النتيجة، رفعت مولودية قسنطينة رصيدها إلى 40 نقطة، متأخرة بخطوتين عن الرائد شباب أولاد جلال، مع تقدمها ب 8 نقاط عن عتبة الصعود، بينما ازدادت وضعية اتحاد عين البيضاء تعقيدا في مؤخرة الترتيب، حيث يبقى قابعا في المركز 15 بمجموع 17 نقطة، مع كسبه نقطة كهامش مناورة، مع حامل الفانوس الأحمر شباب جيجل.
ص/ فرطــاس