توحي معطيات الشطر الثاني للجولة 24 لبطولة ما بين الجهات، بحدوث عملية غربلة في قائمة الطامحين لمواصلة التنافس على التذاكر المتبقية من «كوطة» الصعود إلى وطني الهواة عبر المجموعة الشرقية، وذلك بالنظر إلى المأموريات الصعبة التي تتنظر عدة فرق ما زالت تتمسك بحظوظها في حجز مقعد على متن القطار المؤدي إلى القسم الأعلى، واللقاءات الخمسة المبرمجة زوال اليوم تضع نصف تركيبة الفوج على المحك، لكن بدرجات متفاوتة من الخطورة.
فملعب سويداني بوجمعة بقالمة سيكون مسرحا لقمة واعدة، يستضيف فيها «السرب الأسود» جاره أولمبي الطارف، في «ديربي» سيجرى أمام مدرجات شاغرة بسبب العقوبة، لكن حساباته الأولى تصب في مصلحة الترجي، الذي يبقى مطالبا بعدم التفريط في النقاط داخل الديار من أجل الاطمئنان أكثر على عودته إلى حضيرة الهواة، ولو أن المهمة صعبة أمام ضيف استعاد عافيته، وأحرز سلسلة من النتائج الإيجابية، سمحت له بالارتقاء إلى مركز الوصافة.
إلى ذلك، فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة بملعبي الذرعان والحجار، أين ستكون أربعة فرق من كوكبة الطامحين لتحقيق الصعود على صفيح ساخن، حيث أن شباب الذرعان سيستقبل شباب عين ياقوت في مباراة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، مع سعي أبناء «موندوفيل» لاستغلال ورقتي الأرض والجمهور لانتزاع فوز يشفع لهم بتسلق سلم الترتيب، في حين تبقى «الياقوت» هشة خارج الديار، والمعطيات ذاتها تنطبق على القمة الثانية التي ستجمع اتحاد الحجار بمولودية بريكة، وأي مكسب غير النقاط الثلاث لأصحاب الأرض سيجبرهم على حرق آخر آوراقهم في الصعود.
على صعيد آخر، سيخوض شباب الميلية فرصة الحظ الأخير بقصر بلزمة، عند النزول في ضيافة أمل مروانة، ومسعى «الفرسان الحمر» يبقى منحصرا في الاستثمار في «العطلة» المبكرة التي دخلتها «الصفراء» المروانية، بعد ترسيم سقوطها إلى الجهوي، لأن النقاط الثلاث تبقى المطلب الوحيد للزوار للتمسك بأمل الصعود، والوضعية ذاتها يتواجد فيها شباب هواري بومدين، لكن بمعطيات تبدو للوهلة الأولى أصعب، لأن السفرية إلى القل ليست مضمونة العواقب، في ظل انتفاضة «الدلافين» داخل الديار منذ انطلاق النصف الثاني من البطولة، رغم أن آمالها في الصعود تبخرت، وتمرد أبناء «الهواري» على العوامل التقليدية يبقى السبيل الوحيد الذي يبقيهم في دائرة التنافس على إحدى تأشيرات الصعود.
ص / فرطــاس
