فجر إتحاد عين البيضاء المفاجأة بفرضه التعادل على هلال شلغوم العيد، في مباراة كانت كل حساباتها الأولية تصب في رصيد أبناء الشاطو، لكن إرادة الحراكتة كانت كافية لقلب الموازين، لأن تشكيلة المدرب المؤقت طلبة تحدت الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها النادي، وعادت بنتيجة إيجابية، لتكرر «السيناريو» الذي كانت قد صنعته بباتنة أمام الكاب، مع التمسك بأمل «النجاة» من خلال الصمود أمام منافسين يراهنون على الصعود.
المقابلة، عرفت انطلاقة سريعة جدا من جانب المحليين الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من شباك الحارس حملاوي، أين أتيحت أولى الفرص للمهاجم ولطاش، الذي كان قريبا من الوصول إلى المبتغى عند الدقيقة الخامسة لولا تدخل مدافع الاتحاد بليل.
من الجهة المقابلة فقد اعتمد الحراكتة على المرتدات الهجومية السريعة، مع المراهنة على رأس الحربة بلقاضي، الذي ظل معزولا وسط دفاع الهلال، قبل أن ينجح أصحاب الأرض في افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 15 عن طريق ولطاش، الذي استغل التمريرة الميليمترية التي تلقاها من زميله البديل شمالي، الذي كان قد عوض شبور في الدقائق الأولى بسبب الإصابة، إذ أودع ولطاش الكرة في عمق الشباك بتسديدة قوية.
هذا الهدف المبكر أجبر الضيوف على الخروج من قوقعتهم والتوجه صوب الهجوم بحثا عن هدف التعادل، أين كاد بوغاشيش أن يعيد الأمور إلى نصابها بعد دقيقتين فقط، لما تخلص من المراقبة على الجهة اليسرى، إلا أن تسديدته جانبت إطار مرمى الحارس ختالة بقليل، ومع مرور الدقائق انخفض ريتم اللعب بتراجع أداء تشكيلة الهلال، مما فسح المجال أمام الزوار لفرض ضغط خفيف على مرمى الهلال، لكن المحاولات التي قام بها كل من بودبوز وبوغاشيش وبلقاضي لم تشكل خطورة كبيرة، خاصة وأنها كانت في شكل كرات طويلة من خارج منطقة العمليات، لتبقى أخطر فرصة أتيحت للاتحاد تلك التي صنعها بلقاضي في الدقيقة 42 والتي اصطدمت على إثرها الكرة بالقائم الأيسر للمرمى، ليطلق الحكم العربي نهاية الشوط الأول بتفوق الهلال.
المرحلة الثانية عرفت انطلاقة قوية من جانب الحراكتة الذين تمكنوا من تعديل النتيجة في الدقيقة 47 بواسطة بودبوز الذي تخلص من الرقابة على الجهة اليسرى وأسكن الكرة بسهولة كبيرة في شباك الحارس ختالة، وهو الهدف الذي احتج لاعبو الهلال على شرعيته، لكن المساعد الأول أرزقي أكد بأن مهاجم الإتحاد لم يكن متسللا، بعد هذا الهدف أحكم أبناء «الشاطو» سيطرتهم المطلقة على مجريات المباراة، مما جعل اللعب ينحصر في منطقة الحارس حملاوي، الذي تحمل ودفاعه عبء المقابلة، وسط احتجاجات كبيرة للاعبي الهلال على الحكم العربي، خاصة بعد مطالبتهم بضربة جزاء في الدقيقة 62، في الوقت الذي أنقذ فيه مدافع الاتحاد فزاني فريقه من هدف محقق بعدما أبعد الكرة من على خط المرمى.
الدقائق العشر الأخيرة من عمر اللقاء، شهدت العديد من الوقفات جراء كثرة احتجاجات المحليين على طاقم التحكيم، في الوقت الذي عمد فيه الحراكتة إلى التراجع كلية إلى الدفاع، وسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس حملاوي، الذي نجح في إنقاذ فريقه من هدف محقق في الدقيقة 88 بتسديدة لصاروخية عامر، لتنتهي المواجهة بتعادل جعل أبناء «الشاطو» يصبون جام غضبهم على طاقم التحكيم. م / خ
