• التعثر أمام الميلية وميلة أيقظ «فتنة» سرعان ما انطفأت
اعتبر رئيس جمعية عين كرشة العربي العمري، تواجد فريقه في قسم الهواة بمثابة الحلم الذي لم يخطر على بال أي أحد، بمن فيهم أكبر المتعلّقين بألوان «الجيباك»، لكن «المعجزة» ـ كما قال ـ « تجسدت ميدانيا، وأصبحت حقيقة في ظرف موسمين، بفضل سياسة العمل المنتهجة، وكذا تضافر جهود الجميع، لأن الثقة المتبادلة بين كل الأطراف كان سر النجاح المحقق، والذي كانت نتيجته انجاز تاريخي غير مسبوق».
العمري، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن خروج الجمعية من جهوي قسنطينة بفضل «هدية» الفاف باعتماد صيغة جديدة للمنافسة عبّد الطريق أمام الفريق لمواصلة الفتوحات بقطع خطوة إضافية نحو الهواة، وأشار في هذا الصدد إلى أن «المعجزة» تحققت دون تلقي أي سنتيم كإعانة، الأمر الذي رفع مؤشر الديون، ولو أن محدثنا لوّح بالاستقالة، وتحدث عن مشكل التمويل والملعب ونقاط أخرى، نقف عليها بالتفصيل في الدردشة التي كانت على النحو التالي:
• ما تقييمكم لمسار الفريق، سيما بعد ضمان الصعود إلى وطني الهواة مبكرا؟
ترسيم الصعود إلى قسم الهواة مازال ويتطلب الحصول على نقطة واحدة فقط في الجولات الخمس المتبقية، وهو الشرط الذي بالإمكان تحقيقه، خاصة وأننا سنلعب 3 مباريات داخل الديار، فضلا عن كوننا سنتبارى في الجولات الثلاث القادمة مع منافسين سقطوا رسميا إلى الجهوي، ويتعلق الأمر بكل من وفاق القل، أمل مروانة ووفاق تبسة، وبالتالي فإن فريقنا يبقى الوحيد الذي ضمن صعوده عبر المجموعة الشرقية، في إنجاز فاجأ كل المتتبعين، لأن «الجيباك» تخوض أول مغامرة لها في بطولة ما بين الجهات، ومع ذلك فقد تمكننا من سرقة الأضواء، وذلك باحتكار المركز الريادي في أغلب الجولات، رغم أننا لم نكن نراهن على اللقب، بالنظر إلى المعطيات التي دخلنا بها أجواء المنافسة الرسمية، على اعتبار أن فوج الشرق هو الأصعب في هذا القسم، بوجود الكثير من الأندية التي سبق لها التواجد في مستويات أعلى، في صورة وفاق القل، أمل مروانة، ترجي قالمة، شباب الذرعان، اتحاد الحجار وشباب ميلة، لأن هذه التركيبة، جعلتنا نحصر هدفنا في الصعود ضمن الثمانية الأوائل، لتفادي العودة السريعة إلى الجهوي.
• لكن المنافسة سارت وفق إفرازات خالفت المعطيات الأولية، بتألق فرق حديثة التواجد في هذا القسم، فما سر ذلك؟
حقيقة أن فرق جمعية عين كرشة، نجم تازوقاغت وأولمبي الطارف تحتل حاليا المراكز الأولى في سلم الترتيب، واطمأنت بنسبة كبيرة جدا على الصعود، وسر ذلك هو سعي كل طرف لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، خوفا من تجرع مرارة السقوط، وهذا التألق يعود بالدرجة الأولى إلى نظام المنافسة المتبع من طرف الفاف، لأن فريقنا كان قد حجز مقعدا في قسم ما بين الرابطات، بفضل «الهدية» التي تلقيناها من المكتب الفيدرالي خلال الصائفة الماضية، والتي كانت كافية لتجسيد حلم انتظره أنصار «الجيباك» لسنوات طويلة، على اعتبار أن الجمعية ظلت تتنافس كل موسم على الصعود من جهوي قسنطينة، لكنها في كل مرة تخسر الرهان في الأمتار الأخيرة لأسباب مختلفة، والخروج من الجهوي فتح لنا باب الطموحات على مصراعيه، سيما وأن الفرصة تزامنت مع صعود ثمانية فرق، فكان طموح التواجد في الهواة مشروعا، مادام أنه الخيار الحتمي لتجنب التواجد مرة أخرى في جهوي قسنطينة، وهو نفس الطرح الذي يمكن استنساخه على فريقي الطارف وتازوقاغت.
• إلا أن الفريق مر بفترة فراغ في الجولات الأخيرة، ألم تكن كافية لتسريب الشكوك بخصوص القدرة على تحقيق الصعود؟
حلم التواجد في الهواة لم يكن يراود أكبر المتفائلين بعين كرشة، لكننا جسدناه ميدانيا بفضل المجموعة التي شكلناها، خاصة وأننا قمنا بثورة وسط التعداد خلال الصائفة الماضية، وحاولنا المزاوجة بين الخبرة والطموح، مع تأطير أبناء المدينة بعناصر من أصحاب الخبرة، تحت قيادة الثنائي مهناوي وزللو، كما أن الثقة المتبادلة بين اللاعبين والطاقم المسير ساهمت بنسبة كبيرة في احتواء المشاكل الداخلية، الأمر الذي أحبط مفعول «المناورات» التي بادرت عديد الأطراف إلى القيام بها لضرب استقرار الفريق، بدليل تداول بعض الإشاعات بعد تعادلنا داخل الديار مع الميلية وكذا ميلة، إلا أن مروجي هذه الإشاعات وجدوا أنفسهم مجبرين على التزام الصمت، خاصة بعد التأكد من صعود «الجيباك»، لأن حقيقة الميدان أثبتت بأننا لا نتاجر بالفريق، والهدف الذي جسدناه يبقى تاريخيا.
• وماذا عن الإمكانيات المادية ومستقبل الفريق في قسم الهواة؟
لا أخفي عليكم بأن نتائج الجمعية تحققت دون تلقي أي سنتيم كإعانة من جميع الهيئات، لأن الدعم الذي تحصلنا عليه من البلدية خلال الصائفة المنصرمة، خصص لتسديد شطر من ديون الموسم الفارط، الأمر الذي أجبرنا على تحمل إجمالي مصاريف الموسم الجاري، وهذا بعد الوعود التي تلقيناها من المجلس البلدي، والتي تقضي برصد إعانة مالية معتبرة للفريق، تسمح بتغطية الديون وكذا ضمان الانطلاقة للموسم القادم، وهي الضمانات التي جعلتنا نبادر إلى تغطية نسبة كبيرة جدا من المصاريف، سعيا لاحتواء المشاكل الداخلية، لتكون التكلفة الإجمالية قرابة 2,5 مليار سنتيم، ولو أنني استغل الفرصة لأعلن عن رغبتي في الانسحاب من رئاسة النادي، بعد النجاح في تحقيق الصعود مرتين متتاليتين، والحديث عن مستقبل الجمعية يمر عبر جملة من النقاط، خاصة الدعم المالي، وكذا توفير الإمكانيات، انطلاقا من التركيبة البشرية مرورا باشكالية الملعب، لأن ملعب عين كرشة بحاجة إلى مدرجات إضافية، مع استغلال حجرات تغيير الملابس التي تم انجازها مؤخرا، لأن اعتماد الملعب في قسم الهواة يتطلب عدة شروط تنظيمية. حـاوره : صالح فرطــاس