•الهلال فقد توازنه في الغياب وتعثر الحراكتة كهرب الأجواء
عبّر حارس هلال شلغوم العيد عنتر ختالة، عن موقفه الرافض لفكرة تعليق المنافسة هذا الموسم، وأكد بأن الحديث عن الموسم الأبيض سابق لأوانه، لأن الأمر ـ كما قال ـ «يبقى مقترنا بتطورات الأوضاع التي تعيشها البلاد جراء انتشار فيروس كورونا، والتخلص من هذا الوباء يكفي لإيجاد الطرق الكفيلة، بضمان إنهاء مختلف المنافسات».
وأكد ختالة للنصر، بأن التزامه بالحجر الصحي ومشاركة في النشاط التضامني لم يمنعانه من المواظبة على التدريبات، لأن الرياضة ـ على حد تصريحه ـ « تشكل جزءا هاما من يومياته، كما أنني لا بد أن أفكر في وضعية فريقي، مادام الموسم لم ينته بعد، والصعود إلى الرابطة الثانية يبقى بمثابة وعد قدمناه لأنصار الهلال، ونبقى ملزمين بتجسيده مهما كانت الظروف».
*كيف تقضي يومياتك، في ظل توقف المنافسة بعد انتشار فيروس كورونا؟
التزام الحجر المنزلي يبقى الحل الأنسب، الذي أوصى به المختصون من وزارة الصحة، وهذا للحد من انتشار الوباء، وشخصيا أحرص على تنفيذ هذه التوصيات، من خلال المكوث في المنزل أطول فترة ممكنة، والخروج يكون سوى من أجل اقتناء بعض المستلزمات المقترنة بالمؤونة الغذائية، أو في الظهيرة لإجراء حصة تدريبية، حيث أن الوضع الوبائي السائد في البلاد أجبرني على الاهتمام أكثر بمتابعة آخر التطورات عبر مختلف القنوات التلفزيونية، رغم أن المصالح الصحية لم تسجل إلى حد الآن أي حالة مؤكدة ببلدية عين الحجر بولاية سطيف، لكنني كممثل للأسرة الرياضية، شاركت في الحملة التوعوية لتحسيس سكان منطقتي بضرورة التزام الحجر المنزلي، والكشف عن مخاطر الفيروس على حياة الأفراد، دون تجاهل العمل التضامني، لأننا كجزائريين اعتدنا على تسجيل حضورنا بقوة في مثل هذه المواعيد، والنشاط الخيري والإنساني ضرورة حتمية، لتمكين المتضررين من هذه الوضعية من الصمود أمام معاناتهم مع الحياة اليومية، لأن هناك من العائلات من أصبحت عاجزة عن إيجاد مصدر لتوفير قوت يومها، بعد توقف النشاط بصورة شبه كلية في مختلف القطاعات الخاصة، لكنها تبقى بعيدة عن أعين المسؤولين، بحجة أنها تفضل التستر بداعي «الحياء»، وهناك أمثلة عديدة في بلديتنا، فكان الوقوف معها في هذه المحنة إجباري.
*وماذا عن النشاط الرياضي، سيما بعد أن أكدت تدرّبك بانتظام؟
التدريبات تبقى من الأمور الضرورية بالنسبة لأي رياضي، خاصة في هذه المرحلة، لأن الجميع يعيش تحت تأثير ضغط نفسي رهيب، منذ انتشار الفيروس، والضغوطات التي يفرضها الروتين القاتل بالتزام البيت تجعل من النشاط الرياضي، الفرصة الأنسب للحصول على جرعة أوكسجين، وبالتالي التنفس قليلا بالابتعاد عن معطيات الكارثة الوبائية، وعليه فإنني أتدرب وحيدا وبانتظام في الغابة المجاورة، لكن ومنذ تمديد موعد بداية الحجر إلى الثالثة زوالا، وجدت نفسي مضطرا للقيام بتدريبات في المنزل، في ظل توفر الإمكانيات التي تكفي لإجراء العديد من التمارين المقترنة بالنشاط البدني، الرامي للمحافظة على اللياقة البدنية، لأن الظرف لم يعد يسمح بالخروج من البيت.
*لكنك تحترم البرنامج المسطر من طرف الطاقم الفني؟
حراس المرمى لا يتأثرون كثيرا في مثل هذه الظروف، لأن المحافظة على اللياقة البدنية، وتفادي الزيادة في الوزن تكفي لاستعادة «الفورمة» بسرعة عند العودة إلى أجواء المنافسة، وعليه فإنني أوظف الخبرة التي اكتسبتها في مشواري الكروي للتعامل مع هذه المرحلة الاستثنائية، سيما وأن قرار توقف المنافسة جاء مباشرة بعد آخر مقابلة رسمية أجريناها، حيث سجلنا تعادلا بطعم الهزيمة داخل الديار مع اتحاد عين البيضاء، فتكهربت الأجواء، مع تصاعد غضب الأنصار خارج الملعب، ومنذ ذلك الحين لم أتلق أي اتصال من مسؤولي الفريق، وتواصلي يبقى من حين لآخر مع بعض أغلب الزملاء للاستفسار عن أحوالهم، مع الحرص على ضرورة التدرب بانتظام وعلى انفراد، لأن هذا العامل مهم لأي رياضي.
*أيعني هذا بأن الأمور ليست على ما يرام داخل الهلال؟
شخصيا لم أتصل إطلاقا بأي عضو من «الديريكتوار»، والجميع منشغل في هذه الفترة بتتبع تطورات الكارثة الوبائية التي تعيشها الجزائر، الأمر الذي يضع الرياضة خارج دائرة اهتمام الجميع، لكن الحقيقة أن هلال شلغوم العيد مر منذ بداية الموسم بالعديد من الأزمات، رغم أن انطلاقتنا كانت جد موفقة، إلا أن المشاكل التي طفت على السطح ألقت بظلالها على النتائج الفنية، وكذا على الأجواء السائدة في محيط الفريق، وهي ظروف لم يسبق لي وأن عايشتها في مشواري الكروي، خاصة وأنني لعبت لفرق عديدة مثل مولودية العلمة، شباب عين فكرون، مولودية باتنة وأمل مروانة، ومع ذلك فإننا كلاعبين نبقى مجبرين على التعامل مع كل المعطيات، على أمل النجاح في تحقيق الهدف المسطر، وتجسيد حلم الأنصار بصعود الفريق إلى الرابطة الثانية.
*هذا التفاؤل تهدده المخاوف من إلغاء المنافسة واعتماد موسم أبيض، أليس كذلك؟
في المرحلة الراهنة كلنا نتضرع إلى الله بأن يرفع عنا هذا الوباء في أسرع وقت ممكن، وبأخف الأضرار من حيث حصيلة الضحايا، لأن الأرقام أخذت في التصاعد، والوضع السائد في باقي بلدان العالم يجعل المخاوف تتزايد، وعليه فإننا لا نستطيع التفكير في النشاط الكروي ومستقبل المنافسة، لأن كل شيء يبقى مرتبط بتطورات الوضعية الوبائية، ولو أن مسؤولي الفاف صرحوا مؤخرا بأن الموسم الأبيض مستبعد جدا، خاصة وأننا لعبنا 24 مقابلة، ولم تتبق من الموسم سوى 6 جولات، وفريقنا يحتل حاليا الصف السادس، وبإمكاننا تحقيق الصعود، لأن مصيرنا بأيدينا، رغم أن النتائج تراجعت بشكل ملحوظ في النصف الثاني من الموسم، وذلك راجع لظروف عديدة، خاصة وأن التشكيلة تعرف غياب ما لا يقل عن 3 عناصر أساسية في كل مباراة، سواء بسبب الإصابات أو العقوبات، الأمر الذي أفقدنا التوازن الذي كنا عليه في مرحلة الذهاب، ومع ذلك فإننا مصممون على عدم تفويت الفرصة، واللعب بكل جدية من أجل تجسيد الوعد، الذي قدماه للأنصار قبل التفكير في المستحقات المالية.
حاوره: ص / فرطاس