- مؤشر الإصابات مرآة عاكسة لبعض السلوكات
اعترف حارس اتحاد عنابة حسام الدين جمعة، بالصعوبة الكبيرة التي يجدها حراس المرمى، في تنفيذ برنامج تدريبات على انفراد خلال فترة توقف المنافسة، وأكد في هذا الصدد بأن الحارس يبقى بحاجة ماسة إلى عمل «خاص» للمحافظة على المرونة، وهو أمر لا يمكن تجسيده خلال حصة فردية، كما أن مثل هذه الظروف تجعل كل اللاعبين يكتفون بالركض، للحفاظ على اللياقة البدنية وتفادي الزيادة في الوزن.
جمعة، وفي حوار خص به النصر، سارع إلى دق ناقوس الخطر بخصوص الوضعية السائدة في مدينة عنابة، وأكد بأن الأرقام المسجلة قبل أيام، تستوجب إحساس المواطنين بالخطر الذي يحدق بهم، بعد اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا، كما أعرب عن تشوقه الكبير لأجواء التدريبات الجماعية، وتحدث أيضا عن المشوار المتبقي للفريق في الرابطة الثانية.
- كيف تتعاملون مع التدريبات منذ توقف المنافسة واعتماد الحجر الصحي؟
منذ توقف المنافسة منتصف شهر مارس الفارط، لم أتمكن شخصيا من القيام ولو بحصة تدريبية تلبي حاجياتي من العمل الميداني كحارس مرمى، لأن الحراس هم أكثر اللاعبين تضررا في هذه المرحلة، بسبب عدم قدرتهم على تجسيد شطر من البرنامج الخاص الذي يخضعون له على مستوى الأندية، خاصة ما يتعلق بالإمكانيات، لأن تدريبات الحراس تحتاج إلى عتاد خاص، كما أن العمل يجب أن يكون جماعيا، وتحت متابعة مستمر من المدرب، وهي عوامل افتقدتها شخصيا على مدار 6 أسابيع، الأمر الذي يؤثر كثيرا على جاهزية الحراس، تحسبا للمرحلة الموالية، عند استئناف المنافسة، لأن الاحتكاك المنتظم بالتدريبات الخاصة، يبقى أمرا ضروريا لأي حارس، ومع ذلك فإنني أحاول أن أقوم ببعض التمارين المتعلقة بالمرونة، موازاة مع الركض اليومي، إلا أن ذلك يبقى مجرد إجراء شكلي لأي لاعب، وكأننا في فترة الراحة الصيفية، ونسعى فقط للمحافظة على «الفورمة»، وتجنب الزيادة في الوزن، ولو أن الأمر ليس سهلا في هذه الفترة العصيبة، لأن الالتزام بالحجر الصحي، يبقى حتميا لضمان الحماية من الفيروس، ولو أنني أود أن أوضح شيئا مهما.
- تفضل .. ما هو؟
في بداية انتشار الفيروس في الجزائر، كان بعض المواطنين يجزمون بأن الأمر ليس خطيرا، رغم أن السلطات العمومية كانت قد استبقت الأحداث، وسارعت إلى اتخاذ جملة من التدابير الوقائية في محاولة للحد من انتشار الفيروس، منها على سبيل المثال غلق الملاعب ومنع التدريبات، مع التوقيف الأوتوماتيكي للمنافسات الرياضية، لكن استجابة المواطنين لهذه الإجراءات كانت بصورة متذبذبة، والدليل على ذلك الطوابير الطويلة التي شاهدناها في الأسواق والفضاءات التجارية، وهي مشاهد فاقت الحدود عند حلول شهر رمضان، مما أدى إلى ارتفاع الحصيلة بولاية عنابة، إذ تم تسجيل 33 حالة مؤكدة في يوم واحد، وذلك رد على من كانوا قد استهانوا بالوضعية، وحاولوا تجاهل «كوفيد 19» من خلال السلوكات غير المبررة، بالازدحام في الشوارع.
- وكيف ترى العودة إلى أجواء المنافسة بعد المخطط الأولي الذي وضعته الفاف مؤخرا؟
كما سبق وأن قلت، فإن الحراس هم أكثر اللاعبين تضررا بتوقف المنافسة لمدة تفوق الشهرين، وبالتالي فإننا نبقى بحاجة ماسة إلى تحضير جدي قبل استئناف البطولة، والمخطط الذي ضبطه المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير يراعي هذا الجانب، لذا فإن الأمور قد تسير على ما يرام في حال التمسك بهذا الاقتراح، لأن فترة 6 أسابيع تسمح لأي فريق بالتحضير بجدية للمرحلة المتبقية من الموسم، وكأن الأمر يتعلق بالتحضيرات الصيفية، ولو أن أوضاعنا في اتحاد عنابة تبقى غير واضحة، لأن مشكل المستحقات المالية يبقى مطروحا، والوعود التي تلقيناها لم تجد طريقها إلى التجسيد، كما أن الإشكالية الإدارية تلقي بظلالها، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على عودة التشكيلة على أجواء التحضيرات عند فتح الملاعب من جديد، فضلا عن انعكاسات الأزمة المالية على أداء التشكيلة، في الجولات الثمانية المتبقية من عمر البطولة.
حاوره: ص / فرطــاس