أصدرت اللجنة الطبية التابعة لرابطة الهواة مطلع هذا الأسبوع، تعليمة تلزم النوادي بضرورة إحضار النسخ الأصلية، لنتائج التحاليل الخاصة بفيروس كورونا، سواء تعلق الأمر بتحاليل المستضدات الجينية أو "بي. سي. آر"، مع تحميل الفريق كامل المسؤولية في أي حالة تلاعب، لأن القوانين المعمول بها، تكلف النادي خسارة نقاط المباراة على البساط من باب العقوبة، مع تسليط عقوبة على طبيب الفريق وغرامة مالية.
قرار اللجنة المعنية، جاء لتوضيح الرؤية أكثر بشأن هذه القضية، مع رسم خارطة طريق لتسيير الجانب التنظيمي للمنافسة خلال الجولات العشر المتبقية من الموسم الجاري، ولو أن التعليمة كانت صارمة، وتضمنت جملة من الإجراءات الردعية والعقابية، وذلك على خلفية حالة "التسيّب"، التي تم تسجيلها من طرف مسؤولي النوادي في تعاملهم مع الوضعية الوبائية ونتائج التحاليل.
لجوء الرابطة إلى إصدار هذه التعليمة، كان بمراعاة تقارير الأطباء الذين تكفلوا بمهمة "مناجير كوفيد" في النصف الأول من بطولة الرابطة الثانية، والتي تضمنت العديد من النقائص، سيما منها قضية إحضار أغلب الفرق نتائج "مستنسخة" لتحاليل المضادات الجينية، وتبرير ذلك بتلقي هذه النتائج عبر إرسالية بالبريد الإلكتروني من المخبر، دون تقديم النسخ الأصلية، وهي الملاحظة التي نالت حصة الأسد في تقارير الأطباء.
من هذا المنطلق، فقد قررت اللجنة الطبية التابعة لرابطة الهواة وضع النقاط على الحروف بشأن قضية التحاليل، وذلك باشتراط إحضار النسخ الأصلية للنتائج المحصل عليها من المخابر، وإدراج ذلك في خانة الشروط الأساسية الواجب توفرها لإجراء المقابلة، وفي حال تسجيل أي تحفظ من طرف "مناجير كوفيد"، بخصوص الوثائق المقدمة له، والاشتباه في عدم صحتها، فإن اللقاء سيلغى بصورة فورية، والمسؤولية تلقى على عاتق الفريق الذي تكون الوثائق الخاصة بنتائج تحاليل لاعبيه موضوع التحفظ، على أن يأخذ "مناجير كوفيد" جميع الوثائق ويقوم بإرسالها إلى الرابطة، بغية التأكد من مدى صحتها.
وكانت مرحلة الذهاب لبطولة الرابطة الثانية للموسم الجاري، قد شهدت وضع قضيتين على طاولة اللجنة الطبية، بسبب الاشتباه في نتائج تحاليل المضادات الجينية، الأولى راح ضحيتها فريق أولمبي أرزيو، الذي قدمت إدارته وثائق مستنسخة وغير مختومة من المخبر، مما تسبب في إلغاء مباراته بعين الدفلى، والثانية كانت "أخطر"، لأن اللجنة الطبية حققت جيدا في الوثائق التي قدمتها إدارة شباب وادي رهيو في لقاء فريقها أمام اتحاد الرمشي، ليتبين بأن نتائج التحاليل مستنسخة، مما دفع بها إلى تسليط إجراءات عقابية في حق الشباب، تقضي بإلغاء الفوز الميداني الذي كان قد حققه بخماسية نظيفة، والقوانين المعمول بها في مثل هذه القضايا تمنح الفريق المنافس انتصارا على البساط بنتيجة (2 / 0)، مع معاقبة الأمين العام للنادي بحرمانه من تأدية مهامه بصفة رسمية لمدة 6 أشهر، إضافة إلى فرض غرامة مالية على الفريق بقيمة 15 مليون سنتيم، ولو أن اللافت للانتباه أن التعامل بصرامة مع ملف تحاليل اللاعبين يبقى فقط على مستوى الرابطة الثانية، على اعتبار أن الرابطة المحترفة لم تتدخل إطلاقا منذ بداية الموسم، رغم إيفادها ممثلين عن اللجنة الطبية للقيام بدور "مناجير" كوفيد في جميع المباريات، بينما تبقى الأوضاع على مستوى بطولة ما بين الجهات، بعيدة عن مراقبة اللجنة الطبية.
ص / فرطــاس