رسمت مخلفات الجولة الثامنة عشر لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، المعالم الأساسية للرواق المؤدي إلى منصة التتويج، وذلك بحيازة ممثلي الولاية 25 اتحاد الفوبور ووداد زيغود يوسف على أفضلية نسبية لكسب الرهان في آخر منعرج من السباق، رغم تمسك فريقين من ولاية سطيف بحظوظهما في قلب الموازين، وخطف التذكرة المؤدية إلى قسم ما بين الرابطات، ولو أن عودة رائد بوقاعة أو الملعب السطايفي إلى القسم الأعلى، تمر عبر شرط أساسي يتمثل في تعثر الاتحاد و»الوازي»، وهي الحسابات التي تضع الجولة العشرين في خانة منعرج الحسم، والتي سيكون فيها أفضل سفيرين للفرق القسنطينية في الجهوي على المحك بالرواشد وهنشير تومغني.
فعلى مستوى المجموعة الأولى، أصبح رصيد 47 نقطة كافيا لترسيم الصعود، لأن وداد زيغود يوسف يبقى الفريق الوحيد الذي باستطاعته بلوغ هذه العتبة، على اعتبار أن الوصيف الملعب السطايفي، بحوزته حاليا 37 نقطة، لكن ركونه إلى الراحة في الجولة القادمة، يبقي 9 نقاط فقط في متناوله في الجولات الأربعة المتبقية، وعليه فإن مصير اللقب يبقى بأرجل لاعبي «الوازي».
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن وداد زيغود يوسف سيلعب «مقابلة العمر» بهنشير تومغني في الجولة العشرين، لأنه سيستقبل يوم الثلاثاء القادم وفاق القل، مما يضعه أمام فرصة تعميق الفارق إلى 5 نقاط عن الملعب السطايفي، الذي سيركن إلى الراحة الاجبارية، وعليه فإن أبناء «السمندو» أصبحوا مطالبين بالفوز في اللقائين القادمين لضمان الصعود، مادام أن مقابلتهم في الجولة ما قبل الأخيرة تبقى شكلية، عند استضافة ممرات سكيكدة، الذي حزم حقائبه وامتطى القطار المؤدي إلى الجهوي الثاني.
بالموازاة مع ذلك، فإن حسابات الملعب السطايفي في الصعود تمر عبر تلقي هدية من نجم هنشير تومغني، تتمثل في «فرملة» وداد زيغود يوسف، وحرمانه من انتزاع فوز الصعود، لأن هذا الأمر وإن تجسد ميدانيا يضع «الصاص» أمام حتمية الفوز في الطاهير في الجولة 21، لتكون جولة إسدال الستار بطابع «نهائي الصعود»، عندما ينزل «الوازي» ضيفا على «السطايفية»، بحسابات تبقي مصير الصعود معلقا إلى آخر 90 دقيقة من الموسم، ويحتاج فيها الوداد حينها إلى التعادل فقط.
ما قيل عن الفوج الأول، يمكن إسقاطه على المجموعة الثانية، لكن بحسابات مختلفة، لأن الوضعية الراهنة تضع اتحاد الفوبور ورائد بوقاعة جنبا إلى جنب في الصدارة، مع حيازة الاتحاد على أفضلية كبيرة، ناتجة عن حسابات المواجهات المباشرة، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 69 من قوانين الفاف، وهذا السند القانوني قد يكون الفيصل في مصير اللقب، إذا ما بقي عقد الشراكة ساري المفعول.
على هذا الأساس، فإن أمر الصعود يبقى بأرجل لاعبي اتحاد الفوبور، مادام الفوز بالمباريات الأربعة المتبقية، يكفي لتجسيد حلم تاريخي، مهما كانت نتائج رائد بوقاعة، والرزنامة تضع الاتحاد في مواجهة شباب حمام السخنة داخل الديار في الجولة القادمة، قبل التنقل إلى الرواشد لخوض «لقاء الموسم»، في قمة النقيضين، لأن أهل الدار يصارعون من أجل المحافظة على مكانتهم في هذا القسم، بينما لا يملك أبناء الفوبور أي خيار سوى العودة بكامل الزاد إذا ما أرادوا تحقيق الصعود، سيما وأن المقابلتين الأخيرين من الموسم محسومتان مسبقا، مادام شباب بئر العرش وترجي تاجنانت قد أثبتا عجزهما التام عن مسايرة ريتم المنافسة، وعليه فإن منعرج الرواشد يبقى «مفصليا» في مصير الصعود.
إلى ذلك، فإن حظوظ رائد بوقاعة في الصعود تستوجب تلقي خبرا سارا من الرواشد في الجولة 20، لأن تعثر الفوبور ولو بالتعادل، قد يقطع الطريق أمامه نحو منصة التتويج، وتصبح الجولة الختامية من الموسم حاسمة، لكن حينها ستكون الأفضلية لأبناء بوقاعة، عند تنقلهم إلى عين الحجر، مما يعني بأن الرائد سيحمل شعار «الانتصار والانتظار» في نهاية هذا الأسبوع، ونتيجة قمة الرواشد ستحسم في هوية البطل إذا فاز اتحاد الفوبور، وإلا فإن «السوسبانس» سيمتد إلى غاية المحطة الأخيرة.
صالح فرطــاس