اعتبر مدرب نجم البسباس وحيد عليم، النجاح الذي حققه الفريق في استعادة مكانته ضمن حظيرة ما بين الجهات، خطوة أولى في المشروع الرياضي الذي سطره رئيس النادي، وأكد بأن الاطمئنان المبكر على التتويج باللّقب، لا يعني بأن الطريق كان مفروشا بالورود،بل كان ثمرة عمل جبار قامت به المجموعة طيلة موسم كامل.
حــاوره: صالح فرطـاس
وقال عليم في حوار خص به النصر، بأن ترسيم نجم البسباس الصعود مبكرا يضعه أمام تحديات أخرى، وذلك بمواصلة اللعب بكل جدية، سعيا لإنهاء المشوار بنفس «الديناميكية»، مع الشروع في التحضير للموسم القادم، ولو أنه أشار إلى أن الرؤية، لم تتضح بعد بخصوص مستقبله مع النجم.
ما هي قراءتكم في المشوار المميز الذي أداه الفريق هذا الموسم، والذي كلّل بصعود استعراضي من جهوي عنابة؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن أن الحسم في أمر الصعود قبل 6 جولات من نهاية البطولة، يبقى أكبر دليل على أحقية الفريق في التتويج باللقب، وهذا «السيناريو» يحدث لأول مرة في جهوي عنابة، لأننا كنا قد سطرنا الصعود كهدف رئيسي للموسم، وحقيقة الميدان أظهرت بأننا الأقوى من جميع الجوانب، وعليه فإن الصعود كان ثمرة المجهودات الجبارة، التي بذلتها المجموعة طيلة موسم كامل.
وهل كنتم تتوقعون سهولة المأمورية وضمان الصعود بطريقة استعراضية؟
الصعود لم يكن سهلا، وحسم مصير اللقب قبل 6 جولات من نهاية المشوار، لا يعني بأن المنافسة كانت ضعيفة، بل أن نمط البطولة الذي تم اعتماده استثنائيا، يوحي بصعوبة المهمة بالنسبة لجميع الفرق، لأن اللعب في فوج يتشكل من 11 فريقا، واتخاذ التوزيع الجغرافي كمعيار رئيسي في التقسيم، يزيد من صعوبة المنافسة، في ظل طغيان طابع «الديربي» على جميع المباريات، لكننا عملنا على تسيير المشوار مقابلة بمقابلة، في وجود منافسة على الصعود من أندية أخرى، في صورة شباب هيليوبوليس، مولودية برحال وجيل طاشة، وهي فرق لها خبرة وتجربة في هذا القسم، فضلا عن الصعوبة الناتجة عن خصوصية البطولة، لأن سقوط 3 فرق على الأقل من كل مجموعة، زاد من أهمية النقاط في كل المباريات.
وما سر نجاحكم في فرض ريتم سريع جدا على المنافسة؟
مما لا شك فيه أن روح المجموعة كانت كلمة السر في هذا الانجاز، لأننا كنا قد رسمنا خارطة طريق سعيا للوصول إلى المبتغى، مع تسطير الصعود إلى قسم ما بين الرابطات كهدف رئيسي، وهذا المخطط جاء تماشيا مع إستراتيجية العمل التي ينتهجها رئيس النادي يوسف زرقين، الذي وفر كل الظروف، الكفيلة بحصر تركيز اللاعبين والطاقم الفني على العمل الميداني، وذلك بتسوية المستحقات المالية عن آخرها، وتوفير وسائل العمل، مع منح الطاقم الفني بطاقة بيضاء للعمل الميداني، فسارت الأمور في الاتجاه الصحيح، لأننا كنا قد وضعنا اللبنة الأساسية لهذا المشروع الرياضي في جوان 2020، لكن الموسم الأبيض الذي فرضته جائحة كورونا في الرابطات الجهوية، أجبرنا على تأخير الشروع في عملية التنفيذ.
إلا أن ذلك لا يكفي لتحقيق نتائج فاقت كل التوقعات كتلك التي سجلتموها؟
معالم الصعود كانت قد ارتسمت بمجرد ضبط التركيبة البشرية، لأننا عمدنا إلى المراهنة على تعداد يضم عناصر ذات خبرة، والشروع في التحضيرات كان قبل شهرين من انطلاق البطولة، وخلال فترة التحضير كنا قد قمنا بعمل جبار، مع إجراء 15 مباراة ودية، لم ننهزم فيها، كان الفوز حليفنا في الأغلبية منها، الأمر الذي جعلنا نتفاءل بمستقبل الفريق في الجهوي الأول، فجاءت بداية المشوار بسلسلة من الإنتصارات، مما أعطى اللاعبين الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، ولو أننا سطرنا أهدافا فرعية، بتقسيم المشوار على 4 مراحل، وحصر حصيلة كل 5 جولات على حدى، وحصد العلامة الكاملة في الشطر الأول من البطولة فتح الشهية، لتكون حصيلة مرحلة الذهاب 9 انتصارات وتعادل وحيد، وهذا ما سمح لنا بوضع القدم الأولى على منصة التتويج، فكان التفكير جدي في ضرورة حسم أمر الصعود مبكرا، وهذا بالاستثمار في الروح المعنوية العالية للاعبين، وكذا «ديناميكية» الانتصارات، لأننا واصلنا المشوار بنفس الريتم مع بداية مرحلة الإياب، وإحراز الفوز في 5 لقاءات متتالية مكننا من ترسيم الصعود، خاصة بعد قرار الفاف القاضي بإلغاء مباراة السد، واعتماد الصعود المباشر لبطل كل فوج، وهو الإجراء الذي خلصنا من ضغط نفسي رهيب، وجعلنا نعيد النظر في أهدافنا، بتسطير هدف وحيد للموسم، بدلا من هدفين .
وماذا عن الجولات المتبقية، والتي ستكون شكلية واحتفالية بالنسبة لكم؟
النجاح في ضمان الصعود مبكرا لا يعني بأننا أنهينا الموسم، بل هناك أهداف أخرى سطرناها، تنطلق بالأساس من ضرورة المحافظة على أخلاقيات التنافس الرياضي النزيه، من خلال مواصلة العمل الجدي، وخوض كل اللقاءات المتبقية بنزاهة، حتى لا نكون طرفا مؤثرا على مخلفات السقوط، وعليه فإننا نسعى لإنهاء المشوار دون أي هزيمة، مع البحث عن رصيد نقطي قياسي، رغم أننا ارتأينا منح الفرصة لبعض اللاعبين الشبان، بداية من المباراة الفارطة أمام اتحاد بلخير، حتى يتسنى لكل العناصر الاحتكاك بأجواء المنافسة الرسمية
كيف تنظرون إلى مستقبل الفريق في قسم ما بين الجهات، سيما وأن النجم كانت له تجربة سابقة في هذا المستوى؟
شخصيا أعتبر هذا الحديث سابق لأوانه، لأنني مازالت لم أناقش مستقبلي مع رئيس النادي، ولو أن الصعود المحقق يعد الخطوة الأولى من المشروع الرياضي الذي سطره المسؤول الأول في إدارة الفريق، وتشريح المستقبل سيكون في غضون الأيام القليلة القادمة، لأن النظرة تختلف من قسم إلى آخر، والإمكانيات المادية لها دور بارز في تسطير الأهداف، لكنني كمدرب أبني نظرتي للوضعية الحالية لنجم البسباس على التكوين والعمل القاعدي، وذلك بالبحث عن اهتمام أكثر بالأصناف الشبانية، على أمل النجاح في الاستثمار في المواهب التي تزخر بها المنطقة، لأن البقاء في قسم ما بين الرابطات لفترة أطول، وتفادي العودة السريعة إلى الجهوي، يمر عبر سياسة عمل على المديين القصير والمتوسط.
ص.ف