اتضحت الرؤية بخصوص الصعود من الجهوي الثاني لرابطة عنابة، قبل جولتين عن إسدال الستار على المنافسة، وذلك بالتعرف على هوية أبطال الأفواج الثلاثة، حيث نجح نادي القالة في العودة إلى الجهوي الأول بعد سنوات من السقوط، في الوقت الذي حقق فيه أمل بئر بوحوش وجيل مجاز عمار إنجازا تاريخيا، لأن كل فريق نجح في اقتطاع تذكرة الصعود في أول مغامرة له في الجهوي الثاني، بينما ارتسمت معالم السقوط إلى الرابطات الولائية بنسبة كبيرة جدا، ويبقى الصراع متواصلا بين فريقين من أجل تفادي آخر تذكرة رسمية على متن القطار المؤدي إلى الشرفي، ولو أن الحصة الإجمالية للنزول قد ترتفع إلى 10 بالنظر إلى وضعية شباب الذرعان، أولمبي الطارف وترجي قالمة، ضمن قائمة المهددين بالسقوط من قسم ما بين الرابطات.
نجاح نادي القالة في تحقيق العودة إلى الجهوي الأول، كان بفضل سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها الفريق، والتي واكبت إستراتيجية العمل التي سطرها المكتب المسير، لأن الصعود كان الهدف المسطر، بعد استقدام المدرب عبد الرزاق قصاب من أولمبي الطارف، وكذا عدد معتبر من اللاعبين أصحاب الخبرة، ولو أن طريق أبناء "عاصمة المرجان" لم يكن مفروشا بالورود، في ظل المنافسة التي كانت من أندية أخرى، في صورة جيل سيبوس، جمعية بن مهيدي، صلب عنابة وجيل سيدي سالم، لكن النفس الطويل الذي أظهرته تشكيلة القالة مكنها من حسم أمر الصعود مبكرا، وقد ترسم خلال هذه الجولة، رغم الهزيمة التي تلقتها بعنابة، والتي تزامنت مع افتراق سيدي سالم وسيبوس على تعادل كان كافيا لتحديد هوية البطل، مادام نادي القالة، أصبح يقود القافلة بفارق 7 نقاط عن أقرب الملاحقين.
على صعيد آخر، فإن أمل بئر بوحوش سرق الأضواء في المجموعة الأولى، وكان بمثابة "المفاجأة السارة" للموسم الجاري، لأن الفريق يعتبر من الضيوف الجدد على هذه الحظيرة، لكنه دخل مباشرة في صلب الموضوع، وحقق نتائج فاقت كل التوقعات، كانت ثمارها اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الجهوي الأول، في إنجاز تاريخي وغير مسبوق، إلا أنه كان مستحقا، على اعتبار أن الأمل لم يتجرع طعم الهزيمة إلى حد الآن، ويبقى الفريق الوحيد في رابطة عنابة الذي لا يزال مشواره خاليا من الهزائم، بتشكيلة يقودها المدرب مراد بوشامي، وتضم عناصر متمرسة في هذا القسم، على غرار القائد والرئيس فؤاد مهني وكذا جلال كحول، دايرة، خوشة وغيرهم، وهي التركيبة التي صنعت الفارق أمام أندية لها خبرة في مستويات أعلى، كوفاق سوق أهراس ونجم الشريعة، ليحقق أبناء بئر بوحوش صعودا استعراضيا بتقدير ممتاز.
وعلى نفس الموجة، سار جيل مجاز عمار، الذي تألق في الفوج الثاني، وانتزع تذكرة الصعود قبل جولتين من نهاية المشوار، في واحدة من أكبر المفاجآت في رابطة عنابة لهذا الموسم، لأن الجيل وجد صعوبة كبيرة في الانخراط، إلا أنه تأقلم بسرعة البرق مع أجواء الجهوي الثاني، رغم أنه لا يتوفر على ملعب، وقد اضطر إلى استقبال ضيوفه تارة بحمام دباغ وتارة أخرى بوادي الزناتي، ومع ذلك فإن "ديناميكية" الانتصارات التي سار بها في مرحلة الإياب، مكنته من اعتلاء منصة التتويج، والاستثمار في التعثرات المفاجئة لكل من وفاق بوعاتي محمود، جيل الحروشي وجيل جبالة خميسي، فاستغل أبناء مجاز عمار "الهدايا" الكثيرة التي تهاطلت عليهم، لتكون النتيجة صعودا تاريخيا ومفاجئا إلى الجهوي الأول، في أول مغامرة للفريق في رابطة عنابة.
8 زبـائن على متن قطـار النزول في انتظـار المرافق
من جهة أخرى، فإن المنافسة باحت بنسبة كبيرة جدا من أسراها المتعلقة بالسقوط، وذلك باتضاح الرؤية بخصوص الأندية التي اضطرت لحزم الحقائب تحسبا لرحلة نحو القسم الشرفي، ليبقى الصراع متواصلا من أجل تفادي التأشيرة الثالثة على مستوى الفوج الثاني، بين آمال قالمة واتحاد سيدي عمار.
واللافت للإنتباه أن شبح السقوط حصد 3 ضحايا من ولاية سوق أهراس، على اعتبار أن نمط المنافسة الاستثنائي، الذي زكته الأغلبية الساحقة من رؤساء النوادي بعد إقدام الرابطة على تنظيم استثنائية كتابية أخذ التوزيع الجغرافي كمعيار أساسي، الأمر الذي انعكس بالسلب على تمثيل الولاية رقم 41 في الفوج الأول، بتجرع مولودية سوق أهراس، أمل مداوروش وترجي الديار الزرقاء مرارة العودة إلى الرابطة الولائية.
إلى ذلك، فإن "كوطة" ولاية الطارف من السقوط كانت تأشيرتين، بعدما أثبت أمل عين خيار عجزه الكلي عن مواكبة ريتم المنافسة، حاله حال الجار وداد بوحجار الذي عاد بسرعة من حيث أتى، بينما كان "الوفاق" الزبون العنابي الوحيد من الفوج الثالث، الذي استكمل مبكرا إجراءات الحجز، لأن الحصة مرشحة للإرتفاع، في وجود شباب وادي الذهب تحت طائلة التهديد بالسقوط، كونه يصارع مع نادي شيحاني من أجل تجنب التذكرة الرابعة، مادامت الحصيلة الإجمالية للنازلين قد ترتفع إلى 10 أو 11، بسبب الوضعية المعقدة لثلاثة ممثلين لرابطة عنابة في حسابات السقوط من قسم ما بين الرابطات.
وفي سياق ذي صلة، فإن الحسابات تبقى متواصلة على مستوى المجموعة الثانية، جراء تواصل الصراع بين آمال قالمة واتحاد سيدي عمار، لتجنب مرافقة شباب حجار الديس ونادي الحماية المدينة لقالمة، لأن التساوي في الرصيد النقطي يبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، بشأن هوية ثالث النازلين من هذه المجموعة.
صالح فرطـاس