لوّح رئيس ترجي قالمة رياض شرقي بالاستقالة من منصبه، وقرر استدعاء أعضاء الجمعية لدورة استثنائية منتصف الأسبوع القادم لترسيم انسحابه من النادي، وقد أرجع سبب ذلك إلى الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها «السرب الأسود»، والتي كانت لها انعكاسات وخيمة على مشوار التشكيلة في بطولة ما بين الجهات للموسم الجاري، خاصة وأن الترجي أصبح مهددا بالسقوط إلى الجهوي.
وأوضح شرقي في دردشة مع النصر، بأن الوضعية الراهنة للفريق تجاوزت الخطوط الحمراء، سيما وأن الإعانة الوحيدة التي تلقاها النادي من مديرية الشباب والرياضة، كانت قد وجهت لتسديد شطر من الديون العالقة، والتي كانت سببا في بقاء الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، تنفيذا لأحكام قضائية كانت قد صدرت لفائدة دائنين من مواسم فارطة، وعليه فإننا ـ كما قال ـ « اصطدمنا بمشكل عويص، بسبب عدم توفر السيولة المالية، لأنني تحملت مسؤولية تسيير الفريق من المال الخاص، لكن الأوضاع أصبحت لا تطاق، في غياب أي مؤشر لانفراج الأزمة».
رئيس الترجي أوضح في سياق متصل، بأن الأزمة المالية الخانقة كانت السبب الرئيسي في تكهرب الأجواء بين اللاعبين والطاقم المسير، لأنني ـ على حد تصريحه ـ « عجزت عن الاستجابة لمطالب اللاعبين، خاصة أن الخزينة فارغة، ووضعية الفريق حالت دون الإقدام على منح بعض العناصر أجرة شهرية، ليكون موقف مجموعة من اللاعبين مقاطعة التدريبات وحتى المباريات الرسمية، كما أننا قررنا إبعاد بعض العناصر، التي كانت تثير المشاكل داخل الفريق».
شرقي أكد في معرض حديثه، بأن الهزيمة الأخيرة التي مني بها الترجي داخل الديار على يد شباب عين ياقوت، كانت من عواقب الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها النادي، لأننا ـ كما استطرد ـ « وجدنا أنفسنا مجبرين على الاستعانة ب 10 عناصر من الأواسط، لتفادي الغياب الميداني عن هذه المواجهة، بسبب مقاطعة العديد من اللاعبين، والتعثر بقالمة أدخل الفريق في دوامة، بعد التدحرج إلى منطقة الخطر، والتواجد ضمن كوكبة المهددين بالسقوط إلى الجهوي».
وذهب شرقي إلى حد الجزم في هذا الشأن، بأن تلويحه بالاستقالة في هذا الظرف لا يعني ـ حسبه ـ « الهروب من المسؤولية، بل أنني أريد وضع كل الأطراف أمام الأمر الواقع، لأن الترجي أصبح في السنوات الأخيرة خارج دائرة الاهتمام، وصفارات الإنذار التي أطلقناها في الكثير من المناسبات لم يكن لها أي مفعول، كما أنني لا أتحمل بمفردي مسؤولية إدارة شؤون النادي في مثل هذه الظروف الاستثنائية، لأن فرص التدارك تبقى قائمة، لكن نجاة الترجي من السقوط إلى الجهوي تمر عبر توفير الأموال، حتى يتسنى تسوية شطر من مستحقات اللاعبين».
وختم شرقي حديثه بالتأكيد على أن الجمعية العامة الاستثنائية، التي سيعقدها في منتصف الأسبوع القادم، ستخصص بالأساس لتشريح الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها الفريق، مع السعي لإيجاد حلول ميدانية ناجعة، قد تكفي لإنقاذ الترجي من شبح السقوط، لكنني ـ كما أردف ـ « سأرسم استقالتي من رئاسة النادي، لأنني قررت رمي المنشفة، وتسليم المشعل لأشخاص باستطاعتهم تحمل مسؤولية تسيير الفريق في غياب الأموال».
ص / فرطــاس
