كرّست مخلفات الجولة 24 لبطولة ما بين الجهات، جدلية الصراع الثنائي من أجل اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية عبر بوابة المجموعة الشرقية، في ظل نجاح الرائد نجم بني ولبان والوصيف جمعية الخروب في الخروج من هذه المحطة بكامل الزاد، الأمر الذي يجعل السفريات بمثابة "الفيصل" في المنعرج الأخير من السباق، بينما اختلطت حسابات تفادي السقوط، بتواصل التنافس بين 8 فرق، مادام اتحاد عين البيضاء يرفض الاستسلام، مع انتفاضة جمعية عين كرشة، ودخول ترجي قالمة وثنائي الولاية 36 غرفة الإنعاش.
الاستقرار في الصدارة، كان بعد نجاح نجم بني ولبان في تحقيق الأهم، وتجاوز عقبة مولودية باتنة بهدفي دراوي وسعيد، لتحرز تشكيلة المدرب نيبوشة فوزها الثالث تواليا، الأمر الذي مكنها من المحافظة على كرسي الريادة لجولة أخرى، وكذا على نقطتين كهامش مناورة، على اعتبار أن الوصيف فريق جمعية الخروب انتفض، ومر إلى السرعة الخامسة، في أثقل نتيجة تحرزها "لايسكا" منذ بداية الموسم، لتواصل بذلك مراقبة السباق عن كثب، مع التمسك بكامل حظوظ الصعود.
إلى ذلك، فإن الوضعية على مستوى القاعدة الخلفية ازدادت تعقيدا، لأن السقوط إلى الجهوي، قد يكون المصير الحتمي لخمسة أندية، بالنظر إلى ترتيب الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال، والتي أصبحت حصتها الإجمالية من تذاكر النزول 18، بعد نجاة ممثلي الجنوب اتحاد ورقلة ومولودية البيض في المحافظة على مقعديهما في الرابطة الثانية، الأمر الذي كان له انعكاس مباشر على حسابات مجموعة الشرق، باتساع قائمة النازلين "مؤقتا" إلى صاحب المركز 12.
وجاءت هذه المخلفات في أعقاب انهيار شباب قايس بالخروب، وكذلك الحال بالنسبة لترجي قالمة، التي دفع "فاتورة" الأزمة الداخلية، بتلقي هزيمة بعين البيضاء، أدخلت "السرب الأسود" غرفة الإنعاش، ومنحت "الحراكتة" بصيصا من الأمل في القدرة على تحقيق "معجزة النجاة"، لأن ضمان البقاء يمر عبر الفوز بالمباريات الست المتبقية، وهذا الشرط قد لا يكفي لترسيم النجاة، لأن العتبة قد تصل إلى حدود 40 نقطة، والحسابات ذاتها تنطبق على أمل شلغوم العيد، الذي اكتفى بالتعادل داخل القواعد مع الجار شباب ميلة، لترهن تشكيلة "بوقرانة" نسبة كبيرة جدا من حظوظها في القدرة على تفادي شبح السقوط.
وفي سياق متصل، فقد واصل أولمبي الطارف الانهيار، بانهزامه في عقر الديار أمام جمعية عين كرشة، بهدف قاتل سجله الهداف هضام في آخر ثانية، في "سيناريو" ثأري لمباراة الذهاب، لكن عواقبه كانت وخيمة على الأولمبي، الذي واصل الغوص نحو الجهوي، شأنه شأن الجار شباب الذرعان، الذي تلقى هزيمة ثقيلة بعين ياقوت، بينما مدت "الكرشة" خطوة عملاقة نحو بر الأمان، بعد نجاحها في تذوق نشوة الانتصار خارج القواعد، لأول مرة هذا الموسم.
ص/ فرطــاس