فشل أمس، شباب ميلة في توظيف ورقتي الأرض والجمهور، وتعثر بملعبه أمام الضيف ترجي قالمة، في «نهائي النجاة»، حيث انتهت المقابلة دون فائز، الأمر الذي مكّن «السرب الأسود» من ضمان البقاء، بينما تبقى «السيبيام» تنتظر جولة من الحسابات المعقدة، للتعرف على مصيرها في هذا القسم.
المقابلة التي جرت بحضور جمهور قياسي أمّ مدرجات ملعب بلعيد بلقاسم، وسارت على وقع انطلاقة جد حذرة من الجانبين، مع سعي أهل الدار للتوجه صوب الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من شباك الحارس زناش، وقد كانت الكرات العرضية الطويلة أبرز مفتاح راهن عليه المدرب بوقرة، لكن الرقابة اللصيقة التي فرضها قائد الترجي عبدة على رأس الحربة بلعطار، جعلت المهاجم حراث الخيار الذي اعتمد عليه مدرب الشباب.
أولى الفرص كانت قد أتيحت لحراث عند الدقيقة 16، برأسية محكمة، انتهت بين أحضان الحارس زناش، ليكون رد الضيوف بالاعتماد على المرتدات الهجومية السريعة، عن طريق الشاب ناصري، الذي وصل إلى الشباك في الدقيقة 24، إلا أن الحكم المساعد أشار إلى وضعية تسلل، في قرار كان محل احتجاجات «القالمية»، قبل أن يعود مهاجم الشباب حراث ويهدد مرمى زناش برأسية.
بعد ذلك، الميولات الدفاعية للزوار، جعلت الصراع على الكرة ينحصر أكثر في حدود منطقة وسط الميدان، بعد النجاح في امتصاص اندفاع عناصر الشباب صوب الهجوم.
بداية الشوط الثاني، عرفت قيام المدرب بوقرة بتغيير تكتيكي، وذلك بإقحام بولعيد كبديل للمخضرم هلال، وهو ما أعطى ديناميكية أكثر لهجوم «السيبيام»، وقد كاد بلعريبي أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة 53، بتسديدة قوية اصطدمت بالقائم الأيسر لمرمى زناش، دون أن تدخل إلى الشباك.
من الجهة المقابلة، فقد كانت المرتدات الهجومية خيار مدرب الترجي غلاب، مع التكتل أكثر في وسط الميدان، وقد كانت أخطر فرصة لناصري في الدقيقة 63، الذي تلاعب بثلاثة عناصر من دفاع الشباب، لكنه فشل في إيداع الكرة في مرمى سعداوي، حيث أن تسديدته اعتلت العارضة الأفقية بقليل.
مع مرور الدقائق، اتضح جليا تأثر المحليين من الجانب البسيكولوجي، في غياب الحلول التي تمكنهم من فك شفرة دفاع الترجي، ولو أن المدرب بوقرة حاول تفعيل الخط الأمامي بإقحام بوبكري كبديل لبلعطار، لتكون أخطر فرصة تلك التي صنعها بلعريبي في الوقت بدل الضائع بتسديدة قوية، تألق الحارس زناش في إبعادها إلى الركنية، في كرة «البقاء»، ليطلق بعدها الحكم سلطاني، صافرة النهاية دون اهتزاز الشباك.
ص/ ف
