علّق مدرب شباب ميلة عبد الحق بوقرة، تعثر فريقه داخل الديار أمام ترجي قالمة على مشجب الضغط النفسي، وعدم قدرة لاعبيه على التعامل مع معطيات المباراة، خاصة الأهمية البالغة التي تكتسيها، لكنه أكد بالموازاة مع ذلك بأن الوضعية الراهنة لا ترهن حظوظ "السيبيام" في "النجاة، مادامت الحسابات ـ كما قال ـ " تضعنا أمام حتمية الفوز في الذرعان، وانتظار نتائج باقي المباريات، سواء في فوج الشرق، وحتى في المجموعات الأخرى".
وأوضح بوقرة للنصر، بأن عناصره ليست متعودة على معايشة مثل هذه المواجهات، لأننا ـ حسب تصريحه ـ "وجدنا أنفسنا مجبرين على تنشيط مباراة بطابع "النهائي"، أمام أحد المنافسين المباشرين في معادلة السقوط، الأمر الذي تسبب في فرض ضغط نفسي كبير على اللاعبين، جراء التخوّف من التعثر، وما لذلك من انعكاسات سلبية على مستقبل الفريق في قسم ما بين الرابطات، وهو الأمر الذي كان له تأثير على آداء التشكيلة".
وذهب بوقرة في معرض حديثه إلى التأكيد على أن الفريق لم يظهر بوجهه المعتاد في هذه المباراة، واستطرد قائلا: " لقد حاولنا التركيز أكثر على الجانب البسيكولوجي في تحضيرنا لهذا الموعد الهام، على اعتبار أن الحسابات كانت قد وضعت شباب ميلة في منعرج حاسم في آخر 4 جولات، والنجاة نهائيا من شبح السقوط كانت تحتم علينا حصد 12 نقطة، وهي المعطيات التي ألقت بظلالها على معنويات اللاعبين عند مواجهة طرف مباشر في حسابات السقوط، والبحث عن هدف السبق بأي طريقة حال دون التحكم في الكرة، مع طغيان اللعب العشوائي على الآداء الجماعي".
مدرب شباب ميلة اعترف في هذا الصدد، بأن تعداد "السيبيام" محدود، لأننا ـ حسب تصريحه ـ " كنا في مثل هذه الوضعيات بحاجة ماسة إلى عناصر تلعب دورا حاسما، لكن الإشكال الذي واجهناه يتمثل بالأساس في محدودية التعداد من حيث الإمكانيات، وهو ما يعتبر من عواقب الظروف التي عاشها الشباب قبل انطلاق الموسم، بضم لاعبين غير مؤهلين للتواجد في قسم ما بين الرابطات، كما أن الأوراق التي تمت المراهنة عليها في "الميركاتو" الشتوي، لم تقدم الإضافة المرجوة للفريق في مرحلة الإياب، وقد وقفنا على ذلك منذ عدة جولات، إلا أننا حاولنا اللجوء إلى حلول ترقيعية، لكنها لم تكن مجدية في المباراة الحاسمة أمام ترجي قالمة".
وعن نظرته لمستقبل الفريق أوضح بوقرة، بأن التعادل في عقر الديار فوّت على "السيبيام" فرصة كبيرة لضمان البقاء، لكن دون أن تكون عواقبه ترسيم السقوط إلى الجهوي، وصرح قائلا: "حقيقة أننا كنا نراهن على الفوز حتى يتسنى لنا مد خطوة عملاقة نحو "النجاة"، لأن الحسابات كانت مبنية بالأساس على كسب الرهان في هذا "النهائي" للإبقاء على مصيرنا بأيدينا، شريطة النجاح في انهاء الموسم بفوز في الذرعان، إلا أن هذا التعثر أدخلنا في دوامة، الخروج منها بسلام ليس معجزة، ولو أننا سنضطر للدخول في سلسلة من الحسابات المعقدة، انطلاقا من وضعيتنا مع شباب قايس في فوج الشرق، وصولا إلى المعطيات المقترنة بأصحاب المركز 12 في باقي مجموعات منطقة الشمال، رغم أنني شخصيا أفضل حصر التركيز على المقابلة المتبقية بالذرعان، قبل المراهنة على جملة الحسابات، لأن "سيناريو" لقاء قالمة صدم الأنصار، بسبب المردود الباهت للتشكيلة، وكشف مرة أخرى عن محدودية إمكانيات التعداد، الأمر الذي يجعلنا ننتظر تحقيق الفوز الميداني للحسم في مستقبل الفريق في هذا القسم".
ص/ فرطـاس
