اعتبر مدرب ترجي قالمة سمير غلاّب التعادل الذي حققه الفريق بميلة من ثمار التضحيات، التي ما فتئ اللاعبون يقدمونها من أجل انقاذ "السرب الأسود" من شبح السقوط إلى الجهوي، وأوضح في هذا الإطار بأن النجاح في تفادي الهزيمة في أخطر منعرج في المشوار، كان بفضل سلاح الإرادة.
غلاّب، وفي دردشة مع النصر، أصر على أن يستهل حديثه بالتنويه بالظروف التي جرت فيها هذه المباراة، وصرح في هذا الشأن قائلا: "ما يستحق الإشارة إليه هو الروح الرياضية العالية التي ميزت هذا اللقاء، لأن الأهمية البالغة التي يكتسيها لم تمنع أنصار ومسيري ولاعبي شباب ميلة من استقبالنا بحفاوة كبيرة، كما أن الأجواء كانت مميزة في المدرجات بين مشجعي الفريقين، الأمر الذي يجعلني أتحسر على وضعية المنافس، الذي لا يستحق في نظري السقوط إلى الجهوي".
إلى ذلك، أوضح مدرب ترجي قالمة بأن تشكيلته كانت حاضرة ذهنيا في هذه المباراة، واستطرد بالقول: "حسابات هذه المقابلة جعلتنا نركز أكثر على الجانب البسيكولوجي، رغم أننا عانينا كثيرا من مقاطعة اللاعبين للتدريبات منذ فترة، لكن تواجد 6 من الركائز بانتظام، ساهم بشكل مباشر في إعطاء التوازن للفريق في هذه المرحلة، لأن التنسيق بين الخطوط اتضح جليا، بفضل خبرة بعض اللاعبين، كما أن الإرادة الفولاذية كانت أهم سلاح في هذا المنعرج، لأن تحسيس المجموعة بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها مكننا من تجاوز مشكل نقص التحضير البدني، لأن العناصر الشابة كسبت الثقة في النفس والامكانيات، وكان رد فعلها فوق أرضية الميدان جد إيجابي، وذلك بالتفكير في مستقبل الترجي في هذا القسم، دون مراعاة باقي المشاكل".
وأكد غلاّب بأن المباراة كانت متكافئة إلى حد بعيد، لأننا ـ حسب تصريحه ـ "عرفنا كيف نتعامل مع اندفاع المنافس صوب الهجوم، والاحتفاظ بالكرة أطول فترة ممكنة في وسط الميدان كان كافيا لامتصاص ضغط الشباب، مع فرض ضغط نفسي إضافي على لاعبيه، ولو أننا كنا قادرين على أخذ الأسبقية في النتيجة، مع فرض ضغط نفسي إضافي على لاعبيه، ولو أننا كنا قادرين على أخذ الأسبقية في النتيجة، بفضل المرتدات الهجومية السريعة، حيث ضيعنا 3 فرص سانحة للتهديف، دون الحديث عن الهدف الذي رفضه الحكم المساعد وكذا ضربة الجزاء، لأن مثل هذه الأمور متوقعة في مباريات بهذه الأهمية".
وختم غلاب حديثه بالتأكيد على أن النقطة المحققة بميلة، كانت عبارة عن رسالة وجهها اللاعبون للأنصار، مضمونها أن مصلحة الترجي تبقى فوق كل اعتبار، وأن الإرادة ـ كما أردف ـ " تكفي لصنع الفارق في اللحظات الحاسمة والمصيرية، لأن المشاكل الداخلية تجاوزت الخطوط الحمراء، ومع ذلك فإن المجموعة رفعت التحدي في أهم مباراة في الموسم، ومع ذلك فإننا مازلنا مطالبون بالتحضير بجدية للقاء الأخير أمام مولودية باتنة، مادام البقاء يمر عبر تحقيق الفوز، وأهمية تعادل ميلة تكمن بالأساس في أن مصيرنا أصبح بأيدينا، وقد خرجنا بفضله من دوامة من الحسابات المعقدة".
ص/ فرطـاس