توحي المعطيات الأولية لمباريات الدور الثالث من تصفيات كأس الجزائر على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية، بتجرع عدة فرق من قسم ما بين الرابطات مرارة الإقصاء المبكر، لأن الحصيلة تضم ضحيتين على الأقل من هذه الحظيرة، لكنها مرشحة للارتفاع بالنسبة إلى صعوبة مأمورية باقي الأندية، في ظل تمسك «الصغار» بطموح الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، ليبقى فريق مولودية الطاية أصغر سفير في هذه المحطة، باعتباره يحمل راية تمثيل أندية ما قبل الشرفي، وحلم مغامرة تاريخية مع «السيدة المدللة» يصطدم بخبرة شباب عين فكرون.
هذا الدور سيجبر فريقين على الأقل من قسم ما بين الجهات على توديع المنافسة، على اعتبار أن اتحاد الفوبور ووداد زيغود يوسف سيواجهان جمعية عين كرشة ونجم بني والبان تواليا، في قمتين تبقى فيهما الأهداف والطموحات متباينة، لأن «الوازي» يعاني في مؤخرة الترتيب، بسبب عدم قدرته على تذوق نشوة الفوز في لقاءات البطولة الأربعة، مما يجعل التركيز منصب أكثر على موعد التسوية يوم الثلاثاء القادم بتبسة، مع السعي لشحن البطاريات بتجاوز عقبة الجار نجم بني والبان، في مقابلة بنكهة «الديربي»، رغم أن النجم يمر بفترة فراغ، تجسدت في التنازل عن 5 نقاط في آخر لقائين في البطولة، بصرف النظر عن وضعية التشكيلة، وإمكانية لجوء المدرب مشهود إلى الاعتماد على الاحتياطيين، لأن منافسة الكأس تبقى خارج دائرة اهتمامات النادي، مادام التركيز يبقى منحصرا في البطولة، بالبحث عن تذكرة الصعود.
من جهة أخرى، سيكون اتحاد الفوبور أمام اختبار عسير، يلاقي فيه جمعية عين كرشة، في قمة ستجبر أحد فرق ما بين الجهات على توديع المنافسة مبكرا، ومن أول الأدوار، ولو أن هذه القمة ستجرى بذكريات المواعيد التي كانت بين الفريقين لمواسم كثيرة في الجهوي الأول، دون تجاهل مشوار كل طرف في البطولة، لأن الاتحاد أبان عن ميزة حسن التفاوض بعيدا عن ملعب بن عبد المالك، و»لاجيباك» بصمت على انطلاقة جد موفقة، تموقعت بفضلها في برج المراقبة، لكن مع تقليل إدارة الفريق من الاهتمام بمنافسة الكأس، الأمر الذي من شأنه أن يفسح المجال لأبناء الفوبور من أجل كسب الرهان، والتواجد على بعد خطوة من تأهل تاريخي.
إلى ذلك، فإن اللقاءات الخمسة الأولى تبدو غير متكافئة على الورق، بمراعاة معيار الانتماء، لكن عنصر المفاجأة يبقى واردا، لأن خصوصية المنافسة تبقى حلما بعيدا يراود كل الأندية، في صورة فريق مولودية الطاية، الناشط في القسم ما قبل الشرفي لرابطة سطيف، والذي سيخوض مقابلة «العمر» ظهيرة اليوم بملعب المظاهرات بشلغوم العيد، من خلال مواجهة شباب عين فكرون، في رحلة بحث المولودية عن مفاجأة، بعدما كانت قد أزاحت في الدورين السابقين نجم عين ولمان والملعب السطايفي، إلا أن المعطيات تختلف هذه المرة، لأن تشكيلة «السلاحف» استعادت عافيتها، بعد الحسم في قضية تأهيل المستقدمين الجدد، دون تجاهل العلاقة الوطيدة التي تربط أبناء «الفكرون» ب «السيدة المدللة»، بذكريات تنشيط نصف النهائي، وعليه فإن مهمة مولودية الطاية في التأهل ستكون في غاية الصعوبة، والوضع ذاته ينطبق على جيل منزل الأبطال، الذي سيواجه اتحاد سطيف، لأن خبرة «القرونة» قد تكون حاسمة، في الوقت الذي يسعى فيه شباب قصر الأبطال لكتابة صفحة جديدة في تاريخه عبر بوابة مقابلته مع شباب ميلة.
على صعيد آخر، فإن ولاية جيجل ضمنت بصورة أوتوماتيكية تذكرتين في الدور الجهوي الأخير، وذلك بعد تأهل «النمرة» دون عناء، وفق إفرازات عملية القرعة، في الوقت الذي سيتنافس فيه شباب حي موسى وشباب الميلية على التأشيرة الثانية، في «ديربي» يعد بالكثير من الإثارة، ويبقى مفتوحا على كل الاحتمالات.
ص / فرطــاس
رابطة عنابة
مواعيد صعبة والمفاجآت واردة
تخطف القمة التي ستجمع ترجي قالمة بفرفوس بئر العاتر الأضواء في الشطر الثاني، من برنامج الدور التمهيدي الثالث لتصفيات كأس الجزائر على مستوى رابطة عنابة، لأن نتيجة هذا اللقاء ستضع بصورة أوتوماتيكية فريقا من قسم ما بين الرابطات خارج السباق، ولو أن المؤشرات الأولية توحي بأن مهمة الثلاثي الأخر من هذه الحظيرة في كسب الرهان ليست سهلة، أمام منافسين من الجهوي، يراودهم حلم الخروج من دائرة الظل عبر بوابة «السيدة المدللة»، وخصوصية هذه المنافسة.
قمة «السرب الأسود» و»الفرفوس» تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن الترجي تبقى نتائجه متذبذبة في بداية الموسم بسبب نقص التحضير، بينما بصم أبناء «العاتر» على بداية مثالية في أول ظهور لهم في هذا القسم، دون تجاهل المغامرات السابقة لكل فريق في هذه المنافسة، خاصة وأن «القالمية» يعيشون على أمجاد الماضي البعيد، لما بلغ فريقهم المربع الذهبي في مناسبتين، بينما يبقى الدور 32 أفضل ما حققه المنافس، ومع ذلك فإن كفة «الفرفوس» تبدو أرجح نسبيا بالنظر إلى وضعية الفريقين.
على النقيض من ذلك، فإن باقي فرق ما بين الجهات ستواجه منافسين من القسم الجهوي، لكن بطموحات وأهداف متباينة، خاصة في لقاء اتحاد تبسة واتحاد بوخضرة، لأن «الكناري» الذي مازال لم يتذوق نشوة الفوز في البطولة، سيصطدم بفريق قدم أوراق اعتماده مبكرا في الجهوي الأول، كطرف بازر في معادلة الصعود، دون تجاهل ذكريات أبناء «بوخضرة» في الكأس، عندما أدركوا الدور 16، وهو ما من شأنه أن يبقي باب المفاجأة مفتوحا على مصراعيه.
إلى ذلك، فإن رحلة سعي نصر الفجوج لتكرار انجاز 2017 تنطلق من اختبار عسير، لأن أمل بئر بوحوش سجل انطلاقة قوية في البطولة، فضلا عن الغيابات الكثيرة التي تعرفها تشكيلة «النصرية» عن موعد اليوم، في حين سيكون فريق شبيبة الشرفة أمام تحديات كبيرة، لأن نجم البسباس يراهن على منافسة الكأس لاستعادة التوازن.
ص / فرطــاس