تعود فرق قسم ما بين الرابطات في نهاية الأسبوع الجاري، إلى أجواء المنافسة بعد توقف دام 3 أسابيع، تزامنا مع إسدال الستار على مرحلة الذهاب، ولو أن فترة الراحة شهدت معاناة العديد من الأندية من مشاكل داخلية، يبقى القاسم المشترك فيها الجانب المادي، وعليه فإن الاستئناف سيكون بمعطيات متباينة في مجموعة الشرق، مادامت الرؤية قد اتضحت بنسبة كبيرة جدا على مستوى قمة الهرم، بمد مولودية باتنة خطوة عملاقة نحو الرابطة الثانية، الأمر الذي يجعل الصراع محتدما أكثر في "معركة النجاة"، من أجل تفادي المراكز الثلاثة الأخيرة.
وتضع هذه الجولة رائد ترتيب المجموعة الشرقية، فريق أمام باتنة أمام اختبار التأكيد، من خلال التنقل إلى البسباس لمواجهة النجم المحلي، في مباراة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة وأن "البوبية" تسعى لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، على اعتبار أنها لم تنهزم في آخر 6 جولات، ومعالم رواق الصعود ارتسمت، بالنظر إلى فارق 10 نقاط الذي تحوزه المولودية كهامش مناورة، وهو من شأنه أن يخفف الضغط على تشكيلة المدرب فوحال في النصف الثاني من البطولة.
ولعل ما يجعل أمر الصعود شبه محسوم، استسلام الوصيف نجم بني والبان، لأن الفريق انهار كلية، بسبب طفو مشكل التمويل على السطح، والاستنجاد بالأواسط أصبح الخيار الحتمي لانهاء الموسم الجاري، بعد غياب اللاعبين عن التدريبات منذ قرابة شهرين، بينما تبقى 3 أندية تتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على قلب الموازين، ومنافسة "البوبية" على التذكرة المؤدية إلى الرابطة الثانية، في صورة اتحاد الفوبور، فرفوس بئر العاتر ونجم تازوقاغت، سيما وأن محطة الاستئناف تضع الاتحاد والنجم في رواق ممتاز للعودة بكامل الزاد من خارج الديار، وذلك بالاستثمار في المشاكل العويصة التي يمر بها كل من اتحاد تبسة وترجي قالمة تواليا، لأن كل فريق لم يجر أي حصة تدريبية طيلة فترة الراحة، في حين ستكون مهمة "العاتر" صعبة للغاية بباتنة، عند النزول في ضيافة نجم بوعقال.
بالموازاة مع ذلك، فإن حسابات السقوط ستلقي بظلالها على معطيات باقي المواجهات، لأن تقاسم العديد من الأندية مشاكل التمويل قد يوسع من دائرة المهددين، رغم أن الوضعية الراهنة تحصر التنافس بين شباب قايس، شباب عين فكرون ووداد زيغود يوسف، إلا أن الحسابات ستلحق فرقا أخرى بالقائمة، ولو أن مهمة شباب قايس في النجاة جد معقدة، وتنطلق من سفرية عين ياقوت، بينما يبقى لزاما على "الوازي" استغلال ورقتي الأرض والجمهور عند مواجهة جمعية عين كرشة، في حين يسعى "السلاحف" لاستغلال أزمة بني والبان، وتذوق نشوة الانتصار بعد 10 جولات عجاف، رغم أن النجم لم ينهزم بملعبه منذ 4 مواسم. ص / فرطــاس
مجموعة وسط ـ شرق:
مهمة الرائد سهلة والوصيف في خطر
تصب الحسابات الأولية للجولة 16 لبطولة ما بين الجهات في رصيد متصدر ترتيب مجموعة "وسط - شرق"، أولمبي أقبو، المتواجد في طريق مفتوح للمحافظة على مركزه الريادي، مع إمكانية تعميق الفارق عن الوصيف، سيما وأن فريق شبيبة جيجل سيجبر على الدفاع عن حظوظه خارج القواعد، وذلك بالتنقل إلى الرغاية، في مهمة تبدو نظريا في المتناول، لكن اللعب بعيدا عن الديار قد يكلف إهدار النقاط.
وما يرجح كفة أقبو لتعزيز مركزه الريادي هو الاستفادة من عامل الأرض، في غياب الجمهور بسبب العقوبة، وكذا تواضع الضيف أهلي البرج، الذي استسلم مبكرا للأمر السقوط بملازمته الصف الأخير، الأمر الذي يرشح أهل الدار للمرور إلى السرعة القصوى، وتصويب الاهتمام أكثر نحو الرغاية، أين سيكون الوصيف فريق شبيبة جيجل على المحك، في قمة النقيضين، لأن النادي المحلي يصارع من أجل المحافظة على مكانته في هذا القسم، و"النمرة" لا تملك أي خيار سوى الفوز، للإبقاء على هامش المناورة في حدود لا تتجاوز نقاط مقابلة واحدة.
من جهة أخرى، فإن أمل بوسعادة مرشح لتدعيم رصيده بثلاث نقاط إضافية، وهذا من خلال "الديربي" الذي سيجمعه بالجار اتحاد برهوم، والذي فقد نكهته بعد خروج الزوار من سباق الصعود، في حين تبقى باقي المواجهات مهمة في حسابات "ضمان البقاء"، وهذا في ظل استفاقة مولودية بجاية، وتراجع كل من اتحاد سطيف ووفاق المسيلة، وهذه المحطة ستجبر "القرونة" على التنقل إلى البويرة، في مأمورية لن يكون من السهل الخروج منها بنتيجة إيجابية، والمعطيات ذاتها تنطبق على رحلة أبناء "الحضنة" إلى الأخضرية.
ص / فرطــاس