أفضى التحقيق الذي فتحته الفاف في ملف رابطة جيجل الولائية، إلى ترسيم قرار إعادة إجراء مباراة شبيبة قاوس وأتلتيك تاسوست، وفقا للقرار الذي كانت لجنة الاستئناف التابعة لرابطة قسنطينة الجهوية، قد اتخذته عند نظرها في ملف الطعن الذي كانت قد تقدمت به إدارة شبيبة قاوس، لكن مع طلب توضيحات من رابطة قسنطينة الجهوية، بخصوص النص القانوني الذي تم الاستناد إليه، لتكسير قرار لجنة الانضباط التابعة لرابطة جيجل الولائية، مع إقناع حكام الولاية رقم 18 بوقف الحركة الاحتجاجية التي قاموا بها، والتي قاطعوا من خلالها إدارة لقاءات جهوي قسنطينة على مدار 3 جولات متتالية.
هذا ما استقته النصر من مصدر جد مقرب من الفاف، والذي أوضح في سياق متصل بأن الأمانة العامة للاتحادية استقبلت في نهاية الأسبوع المنصرم 6 ممثلين عن حكام رابطة جيجل الولائية، واستمعت إلى انشغالاتهم، وذلك بعد العريضة التي كانوا قد وجهوها إلى رئيس الفاف جهيد زفيزف، ونددوا فيها بالقرار المتخذ من طرف رابطة قسنطينة الجهوية، مع تلويحهم بالمقاطعة النهائية لإدارة لقاءات البطولة الجهوية، وذلك على خلفية حادثة لقاء البطولة الشرفية بين شبيبة قاوس وأتلتيك تاسوست.
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن جلسة العمل التي جمعت الأمانة العامة للفاف بممثلي حكام رابطة جيجل، عرفت تشريح القضية من جميع الجوانب، انطلاقا من حادثة الاعتداء على الحكم، وقرار توقيف اللقاء، مرورا بما تم اتخاذه من قرارات على مستوى لجنة الانضباط التابعة للرابطة الولائية، خاصة ما يتعلق بتسليط عقوبة الإقصاء من المنافسة لمدة سنتين على اللاعب الذي اعتدى على الحكم، سيما وأن الضحية أرفق الملف بشهادة عجز طبي، مما جعل اللجنة المختصة تستند إلى نص المادة 114 من القوانين العامة، وصولا إلى قرار لجنة الاستئناف على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية، والذي كان كافيا لتفجير الوضع، وهذا عند دراسة الطعن المقدم من طرف فريق شبيبة قاوس، لأن قرار إعادة برمجة المقابلة مع إلغاء عقوبة الإقصاء لمدة سنتين المسلطة على اللاعب أثار سخط حكام رابطة جيجل، الذين سارعوا إلى مقاطعة إدارة لقاءات جهوي قسنطينة كرد فعل منهم، للتنديد بالقرار الذي اعتبروه مساسا بكرامة الحكام.
مصدر النصر، أكد في ذات الصدد بأن جوهر الإشكال يكمن في «استقلالية» لجنة الطعون، والتي تبقى قراراتها غير قابلة للنظر، والخطوات القانونية في مثل هذه الحالات تمر عبر تقديم طعن إلى اللجنة الفيدرالية المختصة أو حتى المحكمة الرياضية، وعليه فإن قرار إعادة إجراء لقاء شبيبة قاوس وأتلتيك تاسوست ترسّم، لكن مع مطالبة رابطة قسنطينة بتوضيحات قانونية حول الدوافع القانونية التي تم الاستناد إليها، ولو أن الطاقم الإداري للفاف أكد لممثلي الحكام بأن قرار المقاطعة غير مبرر، سيما وان الحكم الذي كان ضحية الاعتداء الجسدي أدار بعد ذلك مباراة في بطولة ما بين الجهات، وهو الجانب الذي كان كافيا لاحتواء «غضب» حكام ولاية جيجل، وإقناعهم بالعدول عن قرار مقاطعة جهوي قسنطينة، في انتظار الوقوف على مبررات اللجنة الجهوية للطعون بشأن القرار الذي كانت قد اتخذته، والذي تسبب في حالة انسداد بين الرابطة وحكام جيجل.
ص / فرطاس
