قاطع أول أمس، لاعبو اتحاد تبسة التدريبات، وقرروا الدخول في إضراب مفتوح، تعبيرا منهم عن استيائهم من الوضعية التي آل إليها الفريق، خاصة ما يتعلق منها بالمستحقات المالية، الأمر الذي وضع الاتحاد على كف عفريت، على اعتبار أن "الكناري" مازال لم يرسّم البقاء بعد، والحسابات تبقيه بحاجة إلى نقطتين للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وطفو هذه الأزمة الداخلية على السطح فجر الأوضاع داخل الفريق.
وجسد لاعبو اتحاد تبسة مقاطعتهم خلال حصة الاستئناف، التي كانت مبرمجة أول أمس، لأن الطاقم الفني اضطر إلى إلغاء الحصة بسبب رفض كل العناصر التدرب، مع ربط العودة إلى أجواء التدريبات، بضرورة الحصول على شطر من المستحقات المالية العالقة، مع الرمي بالكرة في مرمى اللجنة المسيرة، سعيا لإيجاد مخرج من حالة الانسداد التي يعشيها في هذه الفترة من المنافسة.
وفي رده على هذا الانشغال، أكد رئيس لجنة التسيير المؤقتة الطاهر خالدي بأن تواجده على رأس النادي، كان في ثوب رجل الإنقاذ، لأنني ـ كما قال ـ " كنت قد وافقت على تحمل مسؤولية تسيير الفريق بنية إنقاذه من شبح الانسحاب النهائي من المنافسة، خاصة وأن الأزمة الداخلية كانت قد تجاوزت الخطوط الحمراء في نهاية مرحلة الذهاب، بسبب إشكالية المستحقات المالية، رغم إدراكي المسبق بأن المهمة جد معقدة، إلا أن الأوضاع تفاقمت أكثر، على خلفية عدم تلقي أي سنتيم كإعانة".
وأشار خالدي في سياق متصل، إلى أن مطالب اللاعبين شرعية، لأن الجميع في تبسة، يعلم بأن الأزمة المالية للنادي بلغت الذروة، والحساب البنكي كان تحت رحمة التجميد، تنفيذا لأحكام قضائية كانت قد صدرت لفائدة بعض الدائنين، منذ عدة مواسم، لكن موافقتي ـ كما استطرد ـ "على تولي رئاسة لجنة الإنقاذ جعلتني أتحمل على عاتقي مسؤولية منح كل اللاعبين أجرة شهر، بمجرد شروعي في العمل بصفة رسمية، وذلك في محاولة لترتيب البيت، ووضع القطار على السكة من جديد، فضلا عن تسديد منح المباريات وهذا كله من المال الخاص، لأنني لم أجد من يساعدني في تغطية جزء من المصاريف، وعدم وجود أي مؤشر في الأفق بخصوص تلقي النادي إعانات في المستقبل القريب يبقي الرؤية غير واضحة، مما دفع بنا إلى مناشدة السلطات المحلية على الالتفات نحو الفريق".
من هذا المنطلق، أوضح ذات المتحدث بأن لاعبي اتحاد تبسة تحصلوا على أجرة شهر واحد منذ بداية الموسم، وهذا ما يعني ـ حسبه ـ "بأن مطالبهم شرعية، إلا أن توقيت تفجير هذه الأزمة لم يكن مناسبا، لأن الموسم يوشك على نهايته، والفريق مازال لم يضمن البقاء بعد، والمشوار الإيجابي الذي أدته التشكيلة في مرحلة الإياب يبقيها بحاجة ماسة إلى تثمين الانجاز المحقق، لأن الخروج من منطقة الجاذبية لم يكن سهلا، ليبقى ترسيم النجاة يمر عبر فوز واحد في الجولات الأربعة المتبقية، وهذا لا يعني بأننا لن نسعى للاستجابة للانشغال المطروح، بل أن الثقة التي وضعها اللاعبون في رئيس "الديريكتوار"، تجعلهم بمنأى عن مثل هذه الخرجات".
وختم خالدي دردشته مع النصر، بالقول بأن اتحاد تبسة لن يسقط مهما كانت الظروف، واستفادة الفريق من عاملي الأرض والجمهور في لقاءين يمنحنا ـ كما أردف ـ " فرصتين لتحقيق المبتغى، إلا أننا نراهن كثيرا على مباراة هذا الجمعة للخروج نهائيا من دائرة الخطر، وذلك عند استقبال شباب قايس، رغم طفو مشكل داخلي على السطح، إلا أن الإدارة ستسعى لإقناع أغلب اللاعبين بالمشاركة في هذه المواجهة، لأنها هامة ومصيرية، مادام أن نقاطها تعادل مكانة الفريق في قسم ما بين الرابطات لموسم آخر" .
صالح/ ف