كشف رئيس شباب ميلة صابر بن حمادة للنصر، عن قرار انسحابه من رئاسة النادي، وأكد بأن ترسيم الأمور سيكون مباشرة بعد انتهاء الموسم الجاري، بالنسبة لبطولة الأصناف الشبانية.
وأوضح بن حمّادة في الحوار الذي خص به النصر، بأن دوافع هذا القرار تعود بالدرجة الأولى إلى رفع مجموعة من الأنصار عارضة الطموحات عاليا، من خلال المطالبة بالصعود إلى الرابطة الثانية، حيث اعترف بأنه غير قادر على تجسيد هذا الهدف في الظروف الراهنة، خاصة ما يتعلق بالشق المالي، سيما وأنه صنّف مشوار الفريق خلال الموسم المنقضي، الأفضل منذ عودة «السيبيام» إلى قسم ما بين الرابطات.
*نستهل هذا الحديث بالاستفسار عن كيفية تعاملكم مع الوضعية الاستثنائية التي تعيشونها في هذه الفترة، في ظل تواصل بطولة الشبان؟
هذه الإشكالية كان بالإمكان تفاديها لو عرفت رابطة قسنطينة الجهوية إعداد تقسيم يتماشى ونمط المنافسة بالنسبة للأصناف الشبانية، لأنه من غير المعقول أن نضطر إلى لعب 12 جولة للشبان بعد إسدال الستار على بطولة الأكابر، وهذا ما وضعنا في مأزق، لكننا نبقى مرغمين على مواصلة العمل الميداني، والسهر على توفير كافة الظروف التي تسمح للشبان بخوض المباريات المتبقية، وشباب ميلة له مكانته في الساحة الكروية الوطنية، ولا يمكن أن نسجل غيابا في أي فئة شبانية، وشخصيا فقد حرصت على التعامل بجدية مع هذه القضية، بتوفير النقل والإطعام للأصناف التي مازالت معنية بالمنافسة الرسمية، بتكلفة إجمالية تقارب 30 مليون سنتيم، وهو أمر حال دون ترسيم استقالتي من رئاسة النادي.
*تتحدثون عن الاستقالة، فهل لنا أن نعرف الأسباب التي جعلتكم تلوّحون بالانسحاب؟
هذا ليس تلويح، بل أنني قررت وضع نقطة النهاية لمسيرتي كرئيس للنادي، وأنا في انتظار إسدال الستار على بطولة الشبان لضبط الحصيلة المالية، على أن أعقد بعدها جمعية عامة، ستخصص بالأساس لعرض التقريرين المالي والأدبي، وكذا الإعلان عن استقالتي الرسمية من هذا المنصب، لأن الأمور تجاوزت العتبة التي حددتها، وبعض الأنصار أصبحوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بالصعود، وسطروه في صدارة الأهداف للموسم القادم، وشخصيا فإنني لن أكون قادرا على تجسيد هذا الهدف، ولا يمكن أن أبيع الأوهام، وعليه فقد قررت الانسحاب، بغية فسح المجال لمن هو قادر على تحقيق الحلم الذي يراود الأنصار، لأن نظرتي لتسيير «السيبيام» مبنية على معطيات ميدانية.
رابطة قسنطينة وضعتنا في مأزق !
*نفهم من هذا الكلام بأن هناك أطرافا ليست مقتنعة بالسياسة التي انتهجتموها في تسيير شؤون الفريق؟
لا يمكنني أن أتهم أي طرف بأنه معارض، لكن ما يتم تداوله بكثرة عبر صفحات الفايسبوك، بخصوص مستقبل الفريق جعلني أفكر بجدية في الانسحاب، مادامت هناك مجموعة أصبحت تتحدث عن الصعود كهدف رئيسي، وفي القريب العاجل، وشخصيا فإنني لا أستطيع قطع الطريق أمام كل من يستطيع تقديم الإضافة، سيما وأن الصعود إلى الرابطة الثانية يبقى المغزى الرئيسي من المشروع الذي تراهن عليه هذه الأطراف، وهذا الأمر لا يصنف في خانة المعارضة، بل أن حلم الصعود يبقى طموحا مشروعا لأي مناصر، إلا أنني لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية مثل هذه الوعود، لأن جوهر الإشكال يتمثل في الجانب المادي، فلو توفرت الأموال سأكون أول من يرفع عارضة الطموحات عاليا، غير أن الواقع الميداني مختلف تماما عن الرؤية النظرية التي ضبطتها هذه المجموعة، لأن محافظة الشباب على مكانته في قسم ما بين الرابطات بكل أريحية، يعد انجازا كان من المفروض أن يستحق الإشادة والتنويه.
*أيعني هذا بأنكم مقتنعون بالمشوار الذي أداه الفريق الموسم الفارط؟
الأكيد أن الخروج من دائرة الخطر، والابتعاد نهائيا عن حسابات السقوط قبل 4 جولات من نهاية البطولة، يتماشى والهدف الذي كنا قد سطرناه، لأن الجميع على دراية بالظروف الاستثنائية التي عاشتها «السيبيام»، سواء بالتذبذب الكبير التي شهدته التحضيرات، أو الانطلاقة المتعثرة في البطولة، دون تجاهل عامل الملعب، واستقبال الضيوف طيلة النصف الأول من الموسم بملعب رجاص، وصولا إلى الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح في فترة الراحة بين مرحلتي الذهاب والإياب، والتي قدمت خلالها استقالتي من رئاسة النادي خلال جمعية عامة، لكن تدخل السلطات المحلية أجبرني على العدول عن هذا القرار، ومواصلة المشوار مرغما إلى غاية نهاية البطولة، بصرف النظر عن التغييرات التي طرأت على مستوى العارضة الفنية، وهنا لا بد من رفع قبعة التحية للقائد إسماعيل بوحلوفة، الذي حمل على عاتقه مسؤولية الإشراف على التشكيلة في الثلث الأخير من المشوار، وكانت الفترة جد حساسة، إلا أنه عرف كيف يجمع الشمل، ويحسس زملاءه بثقل المسؤولية، فكانت الثمار حصد 4 انتصارات داخل الديار، عادل وزنها ترسيم نجاة الفريق من شبح السقوط، في أفضل موسم نؤديه منذ عودتنا إلى قسم ما بين الرابطات، بعد انهاء المشوار في الصف الخامس، وحصد الفريق 21 نقطة في كل مرحلة بالتساوي.
*في ظل هذه الظروف، هل يمكننا أن نعرف قيمة المصاريف وكذا الديون المقيّدة على النادي؟
الحديث عن هذا الجانب ينطلق من قضية تواجد الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، تنفيذا لحكم قضائي صدر لفائدة أحد الدائنين بقيمة 330 مليون سنتيم، كما أن مداخيل «السيبيام» طيلة الموسم الفارط لم تتجاوز 570 مليون سنتيم، وذلك من الصندوق الولائي وكذا المجلس الولائي، لأن إعانة البلدية مازالت عالقة بسبب الانسداد الحاصل داخل المجلس، بعد الوعود التي كنت قد تلقيتها شخصيا من «المير»، إلا أننا لا يمكن أن نتهم أي طرف، وقد تحملت كامل المسؤولية في تسيير شؤون الفريق، بالاعتماد على المال الخاص وكذا الاقتراض، لتكون القيمة الاجمالية لمصاريف الموسم في حدود مليار و830 مليون سنتيم، منها 750 مليون سنتيم في مرحلة الإياب، بتلقي كل لاعب رواتب 5 أشهر وكذا كل منح المباريات، وبتعداد يضم 21 لاعبا من ولاية ميلة، و3 عناصر فقط من خارج الولاية، الأمر الذي أدى إلى تقليص حجم مصاريف الإيواء والإطعام، وديون عدتي على مدار 3 سنوات تلامس الملياري سنتيم، فضلا عن ديون عهدة حمزة بلوصيف، والتي تقارب 3 ملايير سنتيم. حــاوره: صالح فرطاس