أنهى ترجي قالمة أول أمس، التربص المغلق الذي أجراه بمركز تيكجدة، في ظروف جعلت الطاقم الفني بقيادة المدرب ياسين بوفرماس يبدي ارتياحه الكبير للأجواء التي شهدها هذا المعسكر الإعدادي، مع الاطمئنان على درجة الجاهزية التي بلغها الفريق لدخول غمار المنافسة الرسمية، فكان التأكيد على أن البحث عن تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية، يبقى الهدف الرئيسي والوحيد، تماشيا وإستراتيجية العمل التي رسمها الرئيس مهدي لعفيفي عند انتخابه قبل 3 أشهر.
تربص تيكجدة والذي امتد على مدار أسبوع، عرف تركيز الطاقم الفني بالأساس على العمل البدني، في وجود المحضر البدني رضوان بن خريف، لأن الترجي كان قبل الدخول في هذا المعسكر قد أجرى مرحلة أولى من التحضيرات لمدة 10 أيام بقالمة، مما سمح للاعبين بالدخول في عمل بدني مكثف بجاهزية أكبر، لتكون ثمار ذلك عدم تسجيل أي إصابة طيلة فترة التربص، وهو عامل أراح كثيرا المدرب بوفرماس، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: « مثل هذه التربصات ضرورية، وإدارة النادي عملت على توفير كل الظروف، التي سمحت لنا بتجسيد نسبة كبيرة جدا من البرنامج الذي كنا قد سطرناه، كما أن أهم مكسب من هذا المعسكر يبقى الخروج دون إصابات لدى اللاعبين، وهذا ما يدل على مدى تجاوب المجموعة مع العمل المنجز، رغم أن كل التركيز كان على الجانب البدني، مما يدفع بنا إلى إبداء الكثير من الارتياح، بخصوص المرحلة التي بلغناها من استعدادات الفريق لدخول غمار المنافسة».
إلى ذلك، أوضح مدرب «السرب الأسود»، بأن المحطة المتبقية من التحضيرات ستشهد التوجه أكثر نحو الجانبين التقني والتكتيكي، بحثا عن التنسيق والانسجام في اللعب بين الخطوط الثلاثة، لأننا ـ على حد قوله ـ «نبقى مطالبين باحترام البرنامج الذي كنا قد سطرناه، مع الدخول التدريجي بالفريق إلى أجواء المنافسة، والفترة المتبقية عن الموعد المبدئي لانطلاق البطولة تسمح لنا ببرمجة بعض اللقاءات الودية، وهو برنامج يكتسي بدوره أهمية بالغة، لأن ذلك يبقى كفيلا بتجريب كل الخيارات المتاحة، وفي مختلف المناصب، بحثا عن المعالم الأولية للتشكيلة الأساسية، وهذا الأمر لا بد من ضبطه قبل دخول غمار المنافسة الرسمية، تماشيا والعمل الذي أنجزناه، لأن تربص تيكجدة أعطانا صورة واضحة بشأن استعداد اللاعبين لتأدية موسم ناجح، وما علينا كطاقم فني سوى الاستثمار في هذه الوضعية، على أمل النجاح في تحقيق المبتغى».
وختم بوفرماس حديثه، بالجزم على أن ترجي قالمة سيقول كلمته في بطولة الموسم القادم، لأن الصعود ـ كما استطرد ـ « إلى الرابطة الثانية يبقى في صدارة الأولويات، مادامت كل مقومات النجاح متوفرة، لأن الرئيس لعفيفي عمل على ضبط كل الأمور الكفيلة برفع عارضة الطموحات عاليا، انطلاقا من التركيبة البشرية الثرية، والتي تعد مزيجا بين الخبرة والطموح، في وجود عناصر باستطاعتها وضع بصمتها بصورة جلية في مخطط تأطير المجموعة، دون تجاهل الإمكانيات التي عمل على تسخيرها حتى قبل شروع الفريق في التحضيرات، وصولا إلى الظروف الممتازة التي يجرى فيها العمل الإعدادي، ولم تبق أمامنا سوى بعض الاختبارات التطبيقية لدخول غمار البطولة بجاهزية عالية، وهدفنا الوحيد العودة إلى الوطني الثاني، والذي غاب عنه الفريق مند جوان 1999، لاسيما وأن كل المتتبعين يجمعون على أن ترجي قالمة لا يستحق اللعب في بطولة ما بين الجهات».
للإشارة، فإن تعداد الفريق تدعم في نهاية الأسبوع الفارط بخدمات 3 عناصر، ويتعلق الأمر بالمهاجم عبد الرزاق قرمان، الذي جدد مع الترجي لموسم آخر، إضافة إلى الشابين كردوسي العائد إلى الفريق بعد تجربة قصيرة في نصر الفجوج، وأوصايفية المستقدم من حمراء عنابة، ليكون بذلك الرئيس لعفيفي قد استقدم 3 مهاجمين دفعة واحدة، سعيا لإعطاء دفع آخر للقاطرة الأمامية، في الوقت الذي تم فيه اختيار محمد الطاهر هديبلي لحمل شارة القيادة، باعتباره من أبناء الفريق، وخبرته الطويلة في الملاعب كانت المعيار الأساسي، الذي اعتمد عليه الطاقم الفني في هذا الاختيار.
ص / فرطاس