أسفرت قرعة الدور التمهيدي الأول لتصفيات كأس الجزائر على مستوى رابطة عنابة الجهوية عن لقاءات متوازنة، تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، مع احتفاظ «صغار» الجهوي، بحظوظهم في القدرة على تفجير المفاجآت، وكسب رهان تأدية مشوار ناجح مع «السيدة المدللة»، التي تعد الفرصة الوحيدة لأندية الأقسام السفلى للخروج من دائرة الظل، خاصة وأن الوضعية على مستوى رابطة عنابة الجهوية هذا الموسم تبقى استثنائية، بسبب قلة النوادي المنخرطة، مما استوجب تكييف البرمجة مع هذه المعطيات، والاقتصار على برمجة دورين فقط في المرحلة التصفوية الجهوية.
عملية القرعة، والتي جرت أطوارها بمقر رابطة تبسة الولائية، على هامش حفل تكريم أبطال الشرفي الذي نظمته الرابطة الجهوية، تم تقسيمها على 3 مراحل، وكانت الأولى بتحديد ثنائي ما بين الرابطات المعفى من الدور الأول، فاستفاد كل من اتحاد تبسة وحمراء عنابة من هذا «الامتياز»، لكن عملية القرعة شاءت أن يلتقي الفريقان وجها لوجه في الدور الثاني والأخير، الأمر الذي يعني بأن أحد الممثلين التقليديين لإقليم رابطة عنابة الجهوية في الأدوار الوطنية، سيودع المنافسة مبكرا، قبل الدور 32.
إلى ذلك، فإن القرعة كانت رحيمة نسبيا بأندية ما بين الجهات، خاصة اتحاد بوخضرة ونجم البسباس، لأن كل فريق سيلاقي منافسا من الجهوي الثاني، ويتعلق الأمر بنجم العقلة وجيل سيدي سالم تواليا، رغم أن هذا الثنائي سبق له بلوغ الأدوار الوطنية في مواسم فارطة، إلا أن موازين القوى تغيّرت، ولو أن القاسم المشترك بين البسباس وبوخضرة أن كل فريق وجد صعوبة كبيرة في ترتيب البيت، مما قد يتطلب وضع منافسة الكأس خارج دائرة الاهتمامات في الفترة الراهنة، والتركيز أكثر على مشوار البطولة، سعيا لضمان البقاء في قسم ما بين الجهات لموسم آخر.
على النقيض من ذلك، فإن ترجي قالمة سيواجه سريع البوني الصاعد حديثا إلى الجهوي الأول، في مباراة تأتي بعد أقل من أسبوعين فقط من «الودية» التي كانت قد جمعت الفريقين بقالمة، ولو أن المعطيات مختلفة، بالنظر إلى الطابع الرسمي للمباراة، لكن الأفضلية على الورق تبقى دوما للترجي، الذي يسعى للعودة مجددا إلى الواجهة عبر منافسة الكأس، فضلا عن بحثه عن تأشيرة الصعود إلى الوطني الثاني، في الوقت الذي تبدو فيه مهمة نصر الفجوج الأصعب بالنسبة لأندية ما بين الجهات، لأن القرعة وضعته في مواجهة اتحاد سدراتة، في مقابلة تعتبر بمثابة قمة هذا الدور، بالنظر إلى التركيبة البشرية للفريقين، خاصة وأن أبناء «المايدة» قاموا باستقدامات نوعية، تتماشى وطموح اقتطاع تأشيرة الصعود من الجهوي الأول، موازاة مع المراهنة على تكرار «سيناريو» الموسم الماضي في منافسة الكأس، لما بلغوا الدور 32 لثاني مرة في تاريخهم.
باقي المقابلات تبقى بطابع «الديربي»، انطلاقا من القمة القالمية التي ستجمع شباب هيليوبوليس بالجار شباب وادي الشحم، مع أفضلية أولية لأبناء «البوليس» مبنية على عامل الخبرة، والمعطيات ذاتها تنطبق على لقاء اتحاد الحجار جاره اتحاد داغوسة، العائد إلى الجهوي الثاني عبر بوابة شرفي الطارف، في الوقت الذي سينشط وفاق سوق أهراس واتحاد سيدي عمار قمة واعدة.
من جهة أخرى، فإن قرعة الدور الثاني كانت قد خدمت اتحاد عنابة، الذي يلاقي منافسا من الجهوي الثاني، ويتعلق الأمر باتحاد الحجار أو داغوسة، رغم طابع «الديربي»، إلا أن أفضلية الخبرة ترجح كفة «الطلبة». ص / فرطاس