يمر فريق سريع الحروش لكرة القدم، الناشط في القسم الثاني لرابطة قسنطينة الجهوية، بأزمة لم يعرف لها مثيل في تاريخ النادي منذ تأسيسه في 1936، قد تنسف وجوده من الحركة الرياضية وتمحي تاريخ هذا النادي العريق، الذي أصبحت تتقاذفه أمواج الأزمات من كل ناحية، وبات قطار السريع عاطلا عن الإقلاع، نتيجة لعدة عوامل أبرزها الأزمة المالية والصراعات الإدارية، لدرجة أن الفريق وصل لدرجة جد صعبة، حيث يتواجد دون مسيرين ولا مدرب، ما جعل مجموعة من الأنصار تسارع إلى قيادة الفريق بصفة تطوعية، لتفادي زواله لكن على ما يبدو أن الأمور لم تدم طويلا، حيث تفاقمت الوضعية أكثر بعد إقدام هؤلاء المسيرين المؤقتين أول أمس، على تسليم إجازات الأكابر والأواسط إلى مصالح البلدية، معلنين عن انسحابهم من قيادة الفريق وعدم قدرتهم على مواصلة مهامهم.
وأكد المدرب ياسر قدماني وهو لاعب سابق، أنه سارع إلى مساعدة الفريق في بداية البطولة، رفقة المناصر حسان درويش من أجل تفادي انسحابه، حبا وغيرة على ألوانه، حيث قادوا الفريق إلى غاية الجولة 19، وأضاف :"اعتقدت أن الأمور ستتحسن مع مرور الجولات، لكن وبسبب انعدام الدعم والتشجيع والاهتمام من طرف السلطات المحلية وتأخر تعيين "ديركتوار" بعد انسحاب رئيس النادي، وكذا تواصل الفراغ الإداري والأزمة المالية التي أنهكت السريع نتيجة عدم استفادته من أي إعانة منذ سنوات، قررنا الانسحاب من هذه المهمة التي لا يمكن سوى وصفها بالصعبة والمعقدة، وجدير بي التوجه بالشكر إلى اللاعبين الذين كانوا رجالا فوق المستطيل الأخضر، وقاموا بمهامهم كما ينبغي رغم انعدام أبسط الإمكانيات".
من جهتهم، أبدى بعض أنصار السريع في حديثهم للنصر، قلقهم الكبير من هذه الوضعية وكذا المصير الغامض والمجهول للفريق، في ظل انعدام أي مؤشر لتحسن الوضع، وما زاد في قلقهم حسب تصريحاتهم، هو تواجد الفريق في المرتبة ما قبل الأخيرة، إذ يبقى من أكبر المهددين بالسقوط في حال بقاء الوضعية على حالها.
وناشدت مجموعة الأنصار السلطات الولائية ومديرية الشبيبة والرياضة، لأجل التدخل وانقاد الفريق من خلال تعيين لجنة مؤقتة للإشراف على النادي، فيما تبقى من البطولة وتخصيص إعانة مالية استثنائية، للتخفيف من الضائقة المالية وتحفيز اللاعبين على العودة للتدريبات.
وفي ظل تواصل أزمة "السريع"، حمّل لاعبون قدامى في حديثهم للنصر، جزءا من المسؤولية فيما يحصل للنادي إلى السلطات المحلية التي تلتزم الصمت وترفض اتخاذ أي إجراء من شأنه إعادة الهدوء والاستقرار للفريق، ووضعه على السكة الصحيحة وإنقاذه من شبح السقوط قبل فوات الأوان، كما حمّل هؤلاء اللاعبون الجزء الثاني من المسؤولية إلى مسيرين سابقين، بسبب ضعف التسيير، الذي قاد "السريع" إلى هذه الوضعية المعقدة.
كمال واسطة