يحتفل اليوم، ترجي قالمة بالذكرى المئوية لتأسيس النادي، في أجواء من شأنها أن تنفض الغبار عن أمجاد الماضي «المميز» لواحدة من خيرة المدارس الكروية على الصعيد الوطني، لأن «السرب الأسود» كان قد منح الكرة الجزائرية أول لقب إقليمي في التاريخ، لما توج بكأس شمال إفريقيا، لكنه يعاني منذ عدة مواسم في قسم ما بين الرابطات.
وارتأى الأنصار تنظيم الاحتفالية بوسط المدينة، تزامنا مع مئوية وجود الترجي في الساحة الرياضية، لأن هذا النادي كان قد تأسس بتاريخ 24 أفريل 1924، بمبادرة من بعض أبناء المدينة، في صورة محمد الصالح براهم وصالح بوتصفيرة، والذين عملوا على استغلال تعلّق الشبان برياضة كرة القدم لتحريك المجتمع، والترويج لمخطط الثورة التحريرية، خاصة وأن الأعضاء المسيرين كانوا منخرطين في حزب نجم شمال إفريقيا، فكانت نتيجة هذا المشروع «الثوري» إيجابية، لأن «الترجي» قدم 42 عنصرا من إجمالي تركيبته، سواء لاعبين أو مسيرين أو أعضاء مؤسسين كشهداء سقطوا في ساحة الفداء، فضلا عن النجاح في رفع الراية الجزائرية عاليا في سماء مدينة «كازا» المغربية، بإحراز كأس شمال إفريقيا بتاريخ 29 ماي 1955، على حساب الوداد البيضاوي.
ونشط ترجي قالمة طيلة مسيرته، لمدة 18 موسما في الوطني الأول، لتبقى فترة الستينيات الأغلى في مشواره، حيث احتل الوصافة في سنة 1965، وآخر ظهور له مع «الكبار» كان في سنة 1992، في حين أن مسيرة «السرب الأسود» في منافسة الكاس توقفت في المربع الذهبي 3 مرات، وكانت في سنوات 1968 أمام وفاق سطيف، 1987 على يد اتحاد الحراش، وبعدها بسنتين أمام مولودية باتنة، وقد قدم ترجي قالمة في مشواره 6 لاعبين دوليين، منهم نورالدين حشوف، هداف البطولة الوطنية لسنة 67، وهداف دورة الألعاب الإفريقية برازافيل 1965، وهي الدورة التي نال فيها زميله في الترجي عبد الوهاب إيصالحي لقب أفضل لاعب، إضافة إلى مصطفى سيريدي، الذي نال لقب أفضل رياضي جزائري لسنة 1969، بينما مر عبد الغاني جابري لفترة قصيرة بالمنتخب الأول، في فترة كان فيها فريد غازي من ركائز «الخضر» ليكون المهاجم عبد المالك زياية آخر خريج مدرسة الترجي الذي تقمص ألوان المنتخب، لأن سعيود أمير ابن ولاية قالمة، إلا أنه لم ينل فرصة اللعب مع أكابر «السرب الأسود»، وعبّد طريقه الاحترافي عبر بوابة وفاق سطيف ودفاع تاجنانت.
ص / فرطاس