* هيمنة مطلقة للبطل وثلثا الرزنامة أمنـا تأشيرة الصعود
نجح اتحاد الشاوية في استعادة مكانته في الرابطة الثانية بسرعة البرق، بعد موسم واحد قضاه في قسم ما بين الجهات، كانت خاتمته بصعود "منطقيّ" لأبناء "سيدي رغيس"، وفق "سيناريو" كاد يكون صورة مستنسخة لذلك الذي كانت مولودية باتنة قد حققته قبل سنة، وكأن المنافسة في فوج الشرق أصبحت تبوح بأسرار الصعود مسبقا، مما يسمح للمتتبعين بالتعرف مبكرا على هوية البطل، مقابل حصر الاهتمام في الثلث الأخير في حسابات تفادي السقوط.
قراءة: صالح فرطاس
وهو "المشهد" الذي تكرر للموسم الثاني على التوالي في المجموعة الشرقية، بتحديد ثاني النازلين إلى الجهوي الأول في آخر جولة، ولو أن إفرازات هذا الموسم في المجموعة الشرقية كانت بمعطيات استثنائية"، لأن التركيبة كانت قد ضمت 4 ضيوف جدد، من بينهم ثلاثي كان قد سقط دفعة واحدة من الوطني الثاني الموسم المنصرم، ويتعلق الأمر باتحاد الشاوية، شبيبة سكيكدة وحمراء عنابة، لكن مخلفات المنافسة وضعت مرة أخرى هذه الفرق ضمن القائمة النهائية، وذلك باقتطاع الشاوية تأشيرة العودة بسرعة، مقابل مواصلة "الحمراء" السقوط الحر، وحط الرحال بالجهوي الأول، في الوقت الذي نجا فيه "السكيكدية" من "نكسة" أخرى، بينما صنع نجم البسباس الحدث على طريقته الخاصة، برفع الراية البيضاء والانسحاب نهائيا من المنافسة، في سابقة هي الثانية من نوعها في تاريخ بطولة ما بين الجهات، رغم أنها تختلف عن وقائع شطب دفاع تاجنانت من الخارطة الكروية الوطنية.
اقتطاع اتحاد الشاوية تأشيرة الصعود كان منطقيا، بالنظر إلى المشوار المميز الذي أداه، لأنه كان قد أودع مبكرا أوراق اعتماده كواحد من أبرز المرشحين لاعتلاء منصة التتويج، وقد احتكر مشعل القيادة منذ جولة التدشين، ولو أنه سجل تعثرا داخل الديار بالتعادل من اتحاد تبسة، ثم انقاد إلى هزيمة بميلة، لكن تجاوز هذه الفترة بتصعيد ريتم السباق، من خلال حصد 8 انتصارات متتالية، مكنته من حصد اللقب الشتوي بفارق 8 نقاط عن الجار شباب عين فكرون وكسب هامش مناورة مريح، خلصه من الكثير من الضغوطات في النصف الثاني من الموسم، لتكون ثمار ذلك اطمئنان أبناء "سيدي رغيس" على تذكرة العودة إلى الرابطة الثانية بالفوز على شباب ميلة في الجولة 21، الأمر الذي أدخلهم في أجواء "العطلة"، بدليل أن الاتحاد لجأ إلى انتهاج استراتيجية "استثنائية" بخوض لقاءاته خارج الديار بتشكيلة غالبيتها من الأواسط، وقد تلقى 5 هزائم في سفرياته الخمسة الأخيرة، بينما ظل محافظا على "الهيبة" بأم البواقي، بقطع طريق التفاوض أمام زوار ملعب زرداني.
زبائن تقليديون بدور "الأرانب" في سباق الصعود
ساهمت "ديناميكية" اتحاد الشاوية في حسم سباق الصعود مبكرا، لأن باقي المنافسين لم يتمكنوا من مسايرة الريتم السريع الذي فرضه قائد القافلة، رغم تمسك شباب ميلة بمركز الوصافة في الذهاب، كما تواجد اتحاد تبسة طيلة الثلث الأول من الموسم ضمن كوكبة المطاردة، بعدم تلقيه أي هزيمة إلى غاية الجولة 12، لكنه خرج من دائرة التنافس بانهياره في عين فكرون، ثم اعتلى "السلاحف" برج المراقبة، غير أن الهزيمة داخل الديار أمام نجم تازوقاغت خدمت أكثر اتحاد الشاوية، في وقت قفزت فيه جمعية عين كرشة إلى الصف الثاني، بفضل سلسلة الانتصارات المتتالية التي أحرزتها في بداية مرحلة الإياب، لتكون خاتمة "التداول" على الوصافة بتسلم نجم تازوقاغت المشعل، حيث أنهى مشواره خلف البطل، لكن بفارق معتبر.
وما يجسد اكتفاء أغلب الزبائن التقليديين بدور "الأرانب" في سباق الصعود، تحقيق العديد من الفرق للمبتغى في مرحلة الذهاب، قبل الانهيار كلية، كما هو الحال بالنسبة لشباب عين فكرون، الذي كان الأضعف في الإياب، وكذا اتحاد تبسة، الذي دخل دائرة حسابات السقوط، إضافة إلى شباب ميلة وجمعية عين كرشة، في حين كان ترجي قالمة بعيدا عن مستوى رهانات إدارته وتطلعات أنصاره، والأمر نفسه ينطبق على اتحاد الفوبور، لأن تجربة الموسم الماضي كانت قد فسحت المجال لرفع عارضة الطموحات عاليا، إلا أن الموازين تغيرت، بتلقي 3 هزائم في ملعب بن عبد المالك، بينما بصم وداد زيغود يوسف على مشوار جيد، مقارنة مع مشواره "العسير" الموسم المنصرم، وكأن إدارة "الوازي" حفظت الدرس جيدا، واستخلصت العبر.
"سوسبانس" كبير بنهاية "دراماتيكية لحمراء عنابة
من جهة أخرى، فإن نجم البسباس يبقى من الحالات النادرة في بطولة ما بين الجهات، لأن هذا الفريق رفع الراية البيضاء مع بداية مرحلة الإياب، بعدما عجز عن تحصيل ولو نقطة واحدة في مرحلة الذهاب، مما جعل التنافس في النصف الثاني من الموسم يشتد من أجل تفادي المقعد الوحيد عن هذا الفوج على متن قطار السقوط، واستفاقة كل من حمراء عنابة وشبيبة سكيكدة في آخر منعرج وسعت من دائرة المهددين، بتواجد كل من شباب عين ياقوت، نجم بني والبان، اتحاد بوخضرة، وحتى اتحاد الفوبور في حسابات السقوط، لكن الإثارة كانت في "النهائي" الذي جمع "الحمراء" بأبناء "روسيكادا"، والذي كانت نتيجته كافية لتحديد مصير حمراء عنابة، مع ظفر شبيبة سكيكدة بنقطة "النجاة"، فكان السقوط إلى الجهوي مصير فريق تدحرج للموسم الثاني تواليا، في "سيناريو" مطابق لذلك الذي عاشه أهلي البرج.
ص / ف
أرقام من الموسم
* من بين 225 مباراة التي جرت طيلة الموسم، انتهت 177 مقابلة بفوز، بينما تم تسجيل التعادل في 48 مواجهة، وقد شهدت مرحلة الذهاب تحقيق 96 انتصارا، في حصيلة كانت حصيلة النصف الثاني من الموسم 81 فوزا، والفارق المسجل بين الفترتين نتج بالأساس عن انسحاب نجم البسباس من المنافسة.
* انتهت 48 مقابلة على مدار الموسم دون فائز، بالتساوي في العدد بين الذهاب والإياب، لكن مرحلة العودة شهدت انتهاء 11 مباراة دون اهتزاز الشباك، وهو ما يفوق بلقاء واحد حصيلة التعادلات "البيضاء" التي تم تسجيلها في الذهاب.
* خلال مرحلة الإياب تراجع عدد الانتصارات خارج الديار إلى 18، وبمجموع أهداف تقلص إلى 96 هدفا، وهذا بالمقارنة مع حصاد الضيوف في الذهاب، والذي كان 32 فوزا، و123 هدفا بعيدا عن القواعد.
* كانت حصة أصحاب الضيافة من الأهداف 390 هدفا، منها 202 في مرحلة الذهاب،في الوقت الذي هز فيه الزوار الشباك في 219 مناسبة، مع تسجيل تراجع الحصاد في الإياب إلى 96 هدفا، مقارنة بما تم تحقيقه في النصف الأول من الموسم.
* حافظت الفرق على نفس المعدل التهديفي خلال النصف الثاني من الموسم، وذلك بتحقيق معدل 2,71 هدفا في كل مقابلة، رغم انسحاب نجم البسباس، لأن مرحلة الذهاب شهدت تسجيل 325 هدفا في 120 مقابلة، بينما عرفت فترة الإياب اهتزاز الشباك 284 مرة في 105 لقاءات.
* أكبر حصيلة من الأهداف كانت في الجولة السابعة، بتوقيع 33 هدفا، في حين كانت محطة رفع الستار الأضعف تهديفيا، باهتزاز الشباك 13 مرة فقط، لتتكرر نفس الحصيلة في إياب ذات الجولة.
* صنع اتحاد تبسة الاستثناء في مرحلة العودة من البطولة، بفشله في تحصيل ولو نقطة واحدة خارج الديار، بينما حصد شباب عين فكرون تعادلا وحيدا في الفجوج، رغم أن تشكيلة "السلاحف" كانت الأقوى خارج القواعد في مرحلة الذهاب.
* أعلى حصاد هجومي للمحليين كان في الجولة السابعة، بتسجيل 24 هدفا، في حين كان الأضعف في الجولة الثالثة، بتوقيع 6 أهداف فقط، لتبقى أعلى حصيلة للضيوف في الجولة العاشرة بتسجيل 13 هدفا، في الوقت الذي صنع فيه شباب عين فكرون الاستثناء في الجولة 23، لما كان صاحب الهدف الوحيد للضيوف في تلك المحطة.
* فريقان فقط لم ينهزما داخل الديار، ويتعلق الأمر باتحاد الشاوية وترجي قالمة، ولو أن بطل المجموعة كان الأقوى داخل الديار، بتفريطه في نقطتين فقط، إثر التعادل مع اتحاد تبسة في الجولة الثالثة.
* من بين 50 فوزا خارج الديار، حقق ترجي قالمة أثقل نتيجة بعيدا عن قواعده، وكانت في الجولة العاشرة، عند تجاوزه عقبة المستضيف نجم البسباس بخماسية نظيفة.
* أثقل نتيجة في الموسم كانت سباعية نظيفة، وقد تم تسجيلها في مقابلتين، الأولى عند فوز الشاوية على البسباس في الجولة 5، والثانية، حققها الفوبور أمام بني والبان في الجولة 8.
* اتحاد الشاوية هو صاحب أقوى هجوم داخل القواعد، بتسجيله 42 هدفا في زرداني، بينما كان هجوم اتحاد الفوبور الأفضل في السفريات، بهز شباك مستضيفه في 21 مناسبة، في حين كانت القاطرة الأمامية لنجم بني والبان الأضعف بعيدا عن الديار، بتوقيع 9 أهداف فقط.
* كان دفاع شباب ميلة الأقوى بملعبه، ولم يتلق سوى 8 أهداف داخل الديار، متفوقا بهدف واحد على كل من ترجي قالمة وجمعية عين كرشة، في الوقت الذي كان فيه "السرب القالمي" الأفضل دفاعيا خارج القواعد بتلقيه 16 هدفا، متبوعا في اللائحة بكل من "لاجيباك" والشاوية.
* تجاوزت حصيلة الأهداف عتبة 30 هدفا في الجولة السابعة فقط، وقد تراجع الحصاد الهجومي في الإياب، بأعلى رقم في الجولة 30 والأخيرة، لكنه لم يتعد 26 هدفا.
ص / ف