الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

34 فريقا حملوا راية تمثيل الولاية في مختلف الأقسام: موسم «مخيب» للكرة القالمية وإنجاز بومهرة الشجرة التي غطت الغابة

سجلت كرة القدم بولاية قالمة خلال الموسم الرياضي (2023 / 2024) نتائج لم ترق إلى مستوى التطلعات، فصنع أولمبي بومهرة الاستثناء، باعتباره الفريق الوحيد الذي تمكن من الظفر بتأشيرة الصعود في منافسة «جهوية»، باستعادة مكانته في الجهوي الأول لرابطة عنابة، بينما كتب نادي حرية النشماية صفحة جديدة في مشواره، بالتحاقه لأول مرة بالجهوي الثاني، في إنجاز تاريخي بالنسبة لهذا الفريق، لكن تأشيرة الصعود تبقى آلية بالنسبة لأي فريق من رابطة قالمة الولائية، في الوقت الذي كانت فيه «الانتكاسة» كبيرة في الجهوي الأول، بسقوط فريقي شباب هواري بومدين ونجم تاملوكة دفعة واحدة، وهو أمر يحدث لثاني مرة في تاريخ البطولة الجهوية، بتدحرج فريقين من ولاية قالمة في نفس الموسم من الجهوي الأول، ولو أن الحصيلة المسجلة تبقي الولاية خارج دائرة التمثيل في أعلى درجتين من الهرم الكروي الوطني، بعدما كانت قد أهدت الجزائر أول لقب إقليمي، عند التتويج بكأس شمال إفريقيا ذات 29 ماي 1955، في إنجاز هو الوحيد للكرة القالمية، والغياب عن الأضواء أبقى المساعي لنفض الغبار عن أمجاد الماضي متواصلة، مع التغنيبالجيل الذي كان قد ترك بصمته في مشوار الكرة الجزائرية، خاصة في فترة سيريدي والمرحوم حشوف.

وكانت آمال القالميين معلقة على الترجي، بالمراهنة على العودة إلى الرابطة الثانية، خاصة بعد رياح التغيير التي هبت على إدارة النادي، بتولي مهدي لعفيفي مقاليد الرئاسة، وانتهاجه استراتيجية عمل اتضحت من خلالها معالم التغيير الجذري، كما أن الرئيس لعفيفي مر مباشرة إلى السرعة القصوى عند وضعه القطار على السكة، فكان الصعود من قسم ما بين الجهات حديث أنصار «السرب الأسود»، مع إقدام المتتبعين على تصنيف ترجي قالمة في خانة أحد أبرز المرشحين للتنافس على التذكرة المؤدية إلى الرابطة الثانية، وهذا بمراعاة الانتدابات التي قامت بها الإدارة الجديدة، وكذا برنامج التحضيرات، لكن وما أن دقت ساعة الحقيقة حتى أخذ حلم القالميين في التلاشي بصورة تدريجية، لأن تشكيلة الترجي لم تدخل المنافسة الرسمية بنفس الوجه الذي كانت عليه في فترة التحضيرات، لتكون نهاية مرحلة الذهاب كافية لتوضيح الرؤية أكثر، حيث خرج «السرب الأسود» من دائرة سباق الصعود، في غياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، بمرور كل من بوفرماس، حوحو ورداف، وضمان البقاء بكل أريحية كان كافيا لمنح العديد من اللاعبين الشبان الفرصة للاحتكاك بأجواء المنافسة، مع تواصل رحلة بحث الفريق القالمي عن مكانته في الوطني الثاني، وهو القسم الذي كان قد غادره قبل ربع قرن من الزمن.
إخفاق «أكابر» الترجي في تجسيد الحلم الذي طال انتظاره لا يحجب الرؤية عن الإيجابيات التي تم تسجيلها خلال الموسم المنصرم، لأن كل المتتبعين وقفوا على التغيير الجذري الذي طرأ على تسيير شؤون الفريق، رغم أن إشكالية الديون العالقة منذ عدة مواسم طفت مجددا على السطح، ببقاء الحساب البنكي للنادي تحت رحمة التجميد، ولو أن الفشل في العودة إلى الرابطة الثانية أبقى «المسلسل» متواصلا لحلقات إضافية، إلا أن سياسة العمل التي تم تسطيرها على مستوى الأصناف الشبانية كانت بمثابة المؤشر الميداني على استعادة المدرسة القالمية لخزانها الثري بالمواهب، وفريق الأصاغر كان عبارة عن الشجرة التي غطت الغابة، وذلك ببلوغ المرحلة الوطنية من دورة «البلاي أوف»، ومواصلة التنافس على لقب البطولة الوطنية لهذه الفئة العمرية، موازاة مع خوض مغامرة جد ناجحة في منافسة كأس الجزائر، توقفت في ربع النهائي.
إلى ذلك، فإن نصر الفجوج يبقى وفيا لتقاليده، وذلك بتسطير البقاء في قسم ما بين الجهات كهدف رئيسي للموسم، وقد نجح في تحقيق المبتغى، رغم أن الانطلاقة لم تكن موفقة، مما عجل برحيل المدرب سليماني، غير ان الإنتفاضة المسجلة في منتصف المشوار تحت قيادة المدرب مساعدية مكنت من ترسيم النجاة من شبح السقوط قبل 3 جولات من نهاية المشوار، بصرف النظر عن الحضور في الدور 32 من كأس الجزائر، وقد توقفت المغامرة على يد رائد بوقاعة، ولو أن «النصرية» مازالت تنتظر التخلص من مشكل الملعب، لأن الاستقبال في عاصمة الولاية يبقى متوصلا للموسم العاشر على التوالي، ومشروع تهيئة ملعب حسان بلغربي بالفجوج ما زال معلقا في شطره المقترن بانجاز المدرجات، الأمر الذي حصر الاستفادة في إجراء الحصص التدريبية طيلة الأسبوع، مع التنقل للاستقبال في سويداني بوجمعة، بينما تبقى الأصناف الشبانية لهذا الفريق من أفضل الخزانات التي تزخر بها الولاية، وقد نجح الأواسط في التأهل إلى الدور 16 لمنافسة كأس الجزائر، في حين أهدر الأشبال فرصة التتويج بلقب البطولة الجهوية لرابطة عنابة في آخر منعرج من الموسم.
حضور محتشم في الجهوي الأول والخاتمة بسقوط فريقين
أما على مستوى البطولة الجهوية، فإن أندية ولاية قالمة تبقى بأعلى حصة من التمثيل في رابطة عنابة الجهوية، وذلك بتواجد 16 فريقا في القسمين، 6 منهم نشطوا خلال الموسم الكروي (2023 / 2024) في الجهوي الأول، لكن حضورهم كان محتشما، بدليل أن أفضل ترتيب كان من نصيب نجم بوشقوف، الذي أنهى المشوار في الصف السابع، بينما احتلت باقي الفرق النصف الثاني من سلم الترتيب، ولو أن المؤشرات الأولية كانت توحي بمعاناة النوادي القالمية، على اعتبار أن مشكل مستحقات الانخراط كان قد طرح قبل انطلاق المنافسة، في وجود شطر عالق منذ سنة 2022، وتدخل رئيس الفاف وليد صادي كان كافيا لحصول فرق الولاية 24 على الضوء الأخضر لدخول غمار المنافسة، دون قيام أغلب النوادي بتحضيرات في المستوى، لأن مشكل نقص الإمكانيات المادية كانت القاسم المشترك، مما جعل ضمان البقاء هدف كل الفرق.
من هذا المنطلق، فإن معالم سقوط نجم تاملوكة وشباب هواري بومدين ارتسمت قبل انطلاق الموسم، لأن أبناء «الهواري» لم يتمكنوا من تسجيل حضورهم في الجولة الأولى من البطولة، الأمر الذي كلفهم عقوبة خصم النقاط من الرصيد، في حين سجل نجم تاملوكة مشوارا «استثنائيا» بعدم حصوله على أي نقطة طيلة مرحلة الذهاب، بينما خرج شباب هيليوبوليس مبكرا من سباق الصعود، كما ظل نجم بوشقوف محافظا على نفس الريتم، باحتلاله وسط الترتيب، على العكس من جيل مجاز عمار، الذي تدارك الانطلاقة المتعثرة، وعاد بقوة في منتصف الموسم، ليضمن البقاء بأريحية، شأنه شأن «الزناتية» الذين كانت نتائجهم متذبذبة، وتواجدوا لفترة على مشارف منطقة الجاذبية، إلا أنهم خرجوا في نهاية المطاف سالمين، فكانت العاقبة سقوط تاملوكة وهواري بومدين إلى الجهوي الثاني، في «سيناريو» يحدث لثاني مرة في تاريخ رابطة عنابة الجهوية منذ تأسيسها قبل عشيرتين من الزمن، لأن ولاية قالمة تبقى دائما بأكبر تمثيل في الجهوي الأول، وسقوط فريقين دفعة واحدة من هذا القسم كان قد حدث سنة 2022، لما تم اعتماد المنافسة بفوجين، وما دون ذلك فإن أعلى حصيلة للنزول بالنسبة لولاية قالمة لم تتجاوز الفريق الواحد على أقصى تقدير في كل موسم.
صعود استعراضي لبومهرة و"سيسبانس" الشرفي يصنع الحدث
وصنع أولمبي بومهرة «التميّز» وحفظ ماء الوجه للكرة القالمية هذا الموسم، لأنه كان الفريق الوحيد الذي تمكن من تحقيق الصعود، وكان ذلك بعد سيطرته المطلقة على مجريات المنافسة في المجموعة الأولى من بطولة الجهوي الثاني، فكان الصعود بطريقة استعراضية، بعد الريتم الجنوني الذي فرضته تشكيلة المدرب غلاب، رغم المطاردة التي كانت من الجار أولمبي قلعة بوصبع، فكانت خاتمة السباق باستعادة أبناء بومهرة مكانتهم في الجهوي الأول، والتي كانوا قد فقدوها منذ موسمين، في حين ظل أولمبي «القلعة» وفيا لعادته، وذلك بالتنافس كل موسم على ورقة الصعود، إلا أنه يخسر الرهان دوما في آخر المنعرجات.
وباستثناء البطل ووصيفه، فإن باقي فرق ولاية قالمة التي نشطت في الجهوي الثاني وجدت صعوبة كبيرة في إنهاء موسمها، ولو أن النهاية كانت سعيدة، بنجاح كل الأندية في المحافظة على مقاعدها في هذا القسم، لأن اتحاد بلخير اضطر إلى المكوث في قاعة الانتظار، ووفاق بن جراح، ترجي عين آركو ووداد بوعاتي ضمنت البقاء في الجولات الأخيرة من الموسم، بينما اكتفت فرق اتحاد عين بن بيضاء، اتحاد بورياشي وشباب وادي الشحم بأماكن في وسط الترتيب، كما تبخر حلم جيل جبالة خميسي مبكرا، بعد طفو أزمة داخلية على السطح، رغم أن الفريق كان قد سجل انطلاقة جد موفقة، وعليه فإن تمثيل الولاية في الجهوي الثاني الموسم القادم سيرتفع، بعد سقوط شباب هواري بومدين ونجم تاملوكة، فضلا عن الصعود التاريخي لحرية النشماية، الذي كسب الرهان في البطولة الشرفية، بعد موسم «استثنائي» شهد تنظيم دورة «البلاي أوف» وفق النظام الذي أقرته الفاف، وهي المنافسة التي كانت بين 4 فرق، وسارت على وقع «سيسبانس» كبير، اضطر من خلاله المتتبعون إلى الانتظار إلى غاية آخر ثانية من عمر البطولة للتعرف على هوية البطل، فكان فريق «الحرية» صاحب الحظ السعيد، في بطولة مكنت الفرق المعنية والرابطة على حد سواء من انتزاع ثناء وتقدير قسم النزاهة التابع للاتحادية، لأن معطيات البطولة كانت قابلة للتغيير في آخر لحظة، لتكون رابطة قالمة الولائية على موعد مع «البلاي أوف» الثاني لها تواليا.
ص / ف

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com