دقّ أعضاء الجمعية العامة لاتحاد سدراتة ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الفريق، وأجمعوا على أن الصعود إلى قسم ما بين الجهات يبقى بمثابة المكسب الذي يستوجب المحافظة عليه، لكن الوضعية الحالية من شأنها أن تقلب الموازين رأسا على عقب، في ظل عدم توفر أدنى المقومات التي تسمح بالشروع في ترتيب البيت، ووضع القطار على السكة، تحسبا لأول مغامرة لأبناء «المايدة» في الدرجة الثالثة من الهرم الكروي الوطني.
أشغال الجمعية العامة، والتي كانت في نهاية الأسبوع بدار الشباب لعور العيد، بحضور 15 عضوا من أصل 21 مسجلا، كانت فرصة لتشريح الوضعية التي يعيشها اتحاد سدراتة، بعد النجاح في تحقيق صعود تاريخي، بتجاوز عقبة الجهوي لأول مرة منذ تأسيس النادي قبل 88 سنة، وهو الانجاز الذي تجسد ميدانيا بتقدير «ممتاز»، بعدما أحكم الفريق سيطرته المطلقة على مجريات بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، وضمن التتويج باللقب قبل 4 جولات من نهاية المشوار، مع عدم تلقي أي هزيمة على مدار 29 جولة متتالية، فضلا عن الابتعاد بفارق 12 نقطة عن الجار وفاق سوق أهراس، لتكون هي الأرقام والانجازات كافية لتزكية الحصيلتين المالية والأدبية للمكتب المسير بالإجماع، سواء تعلق الأمر بالسداسي الأول من سنة 2024، أو حتى حصيلة العهدة الأولمبية المنقضية، مادام حلم الصعود الذي راود أنصار الاتحاد منذ فترة طويلة قد وجد طريقه إلى التجسيد ميدانيا، والتكلفة كانت بنحو 2,2 مليار سنتيم، مع تلقي إعانات بقيمة إجمالية تلامس 1,2 مليار سنتيم، منها 900 مليون سنتيم على دفعات من بلدية سدراتة والشطر المتبقي من الولاية، الأمر الذي أبقى مؤشر الديو ن في حدود 890 مليون سنتيم. واستغل أعضاء الجمعية العامة الفرصة لطرح انشغالاتهم المتعلقة بمستقبل الفريق، لأن اللجنة المسيرة بقيادة رئيس النادي مسعود بولوح وكذا رئيس فرع كرة القدم رابح خنفر أشارت إلى أن بقاء دار لقمان على حالها كفيل برهن مصير الاتحاد، من خلال عدم القدرة على ضمان الانطلاقة، مادامت كل الأمور تبقى مرتبطة بالإعانات المالية، في انتظار تجسيد الوعود المقدمة من طرف السلطات المحلية، خاصة والي سوق أهراس، وكذا مسوؤلي البلدية، لأن التواجد في قسم ما بين الجهات يتطلب تدعيم التعداد، وتوفير الامكانيات التي تسمح بمسايرة ريتم المنافسة، دون تجاهل إشكالية الملعب، بعد التأخر في انطلاق أشغال التهيئة والترميم التي سطرتها الولاية، خلال الزيارة الميدانية التي قادت الوالي مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي، وهو من شأنه أن يجبر أبناء «المايدة» على استقبال ضيوفهم بعيدا عن سدراتة الموسم القادم، لأن وضعية ملعب أوفروخ تتطلب فتح ورشة لرفع الكثير من التحفظات، وبالتالي الحصول على الاعتماد الرسمي.
على صعد آخر، فقد تم تنصيب لجنة الترشيحات برئاسة فوزي روكاس، بينما أسندت رئاسة لجنة الطعون لمحمد الطاهر بن زرارة، وقد تم تحديد يوم الإثنين القادم كآخر أجل لإيداع ملفات الترشح، تحسبا للجمعية الانتخابية المزمع تنظيمها يوم الأربعاء المقبل.
ص / فرطــاس
