نظمت الرابطة الجهوية لكرة القدم بقسنطينة أول أمس، حفلا رمزيا على شرف اتحاد عين البيضاء، بمناسبة صعوده إلى الجهوي الأول، عقب تتويجه بلقب بطولة الجهوي الثاني في مجموعتها الثانية، وذلك بتسليم درع البطولة، مع مناقشة مستقبل الفريق، والسعي لإيجاد حلول ميدانية ناجعة، من شأنها أن تساعد على تجسيد المشروع الذي سطره الدكتور رابح قادري عند توليه رئاسة النادي منذ سنة، والرامي بالأساس إلى نفض الغبار عن أمجاد وتاريخ واحد من أعرق الفرق على الصعيد الوطني.
حفل التكريم الذي احتضنته قاعة الاجتماعات على مستوى مقر بلدية عين البيضاء، كان تحت إشراف رئيس الرابطة الجهوية أحسن عرزور، وكذا عضو مكتبه زهير بارة، إضافة إلى المنسق بين الرابطات على مستوى الفاف سمير بشير، وهذا بحضور رئيسي بلدية ودائرة عين البيضاء، وقد تم تسليم درع البطولة وبعض الجوائز الشرفية إلى رئيس النادي رابح قادري، عملا بالتقاليد التي اعتادت عليها الرابطة، من خلال التنقل لتكريم الأبطال في بلدياتهم.
وبعد استكمال مراسيم التكريم، فتح باب النقاش بين مختلف الأطراف الفاعلة، وقد كانت الفرصة مواتية لتشريح الوضعية التي يمر بها الفريق، على اعتبار أن الاتحاد كان على عتبة الانسحاب النهائي من المنافسة، وقد تفادى الشطب من الرزنامة بفضل تدخل بعض الغيورين، ليتم بعدها رسم خارطة طريق من طرف الدكتور رابح قادري وطاقمه المسير عند الموافقة على حمل مشعل التسيير، في ثوب «رجال الإنقاذ»، والإستراتيجية التي تم انتهاجها تهدف بالأساس إلى العودة بالفريق إلى الساحة الكروية الوطنية، والخروج من الأقسام السفلى، لأن «الحراكتة» الذين يعانون حاليا في الجهوي، وخرجوا من الجهوي الثاني بشق الأنفس، بعد مشوار صعب، حسموه في آخر جولتين، اعتادوا على التواجد في مستويات أعلى، لأن فريقهم خاص 3 تجارب في الوطني الأول، بمجموع 8 مواسم، خلال الفترة الممتدة ما بين 1981 و1997، مع مشاركة تاريخية في كأس الإتحاد الإفريقي، توقفت في ربع النهائي في سبتمبر 1997 على يد بيترو أتلتيكو الأنغولي، وآخر ظهور للفريق في القسم الأول كان بتاريخ 26جوان 1997 بملعب تيزي وزو، بينما قضى الاتحاد 23 موسما في الوطني الثاني بمختلف أنماطه، والسقوط إلى الدرجة الثالثة لآخر مرة كان في سنة 2004، وعليه فإن فريق عين البيضاء قضى آخر عشريتين في قسم ما بين الجهات وكذا جهوي قسنطينة لسنتين متتاليتين. هذه الأمجاد كانت موضوع نقاش ساخن بين الطاقم المسير برئاسة الدكتور قادري وممثلي الفاف والرابطة وكذا السلطات المحلية، لأن الرهان على نفض الغبار عن تاريخ الفريق كان جوهر المشروع الذي تم تسطيره، إلا أن النجاح في قطع الخطوة الأولى تزامن مع طفو إشكالية تعليق حصة النادي من إعانات السلطات المحلية بقيمة 4,2 مليار سنتيم، وهو ما أثاره الرئيس قادري، فضلا عن قضية الملعب والأشغال المتوقفة في ملعب حامدي، وكذا الوضعية المتدهورة لملعب مزياني، لتكون هذه الجلسة محطة لتقديم وعود بالسعي لإيجاد مخرج في أسرع وقت ممكن، سيما وـن مدير الشباب والرياضة لولاية أم البواقي أحمد يحياوي كان قد عقد جلسة عمل مع مسيري النادي، أفضت إلى برمجة الجمعية العامة منتصف شهر أوت الجاري، في خطوة أولى لاحتواء الأزمة الداخلية التي وضعت مصير الاتحاد على كف عفريت.
صالح فرطاس