صادق صبيحة أمس، أعضاء الجمعية العامة لترجي قالمة بالإجماع على الحصيلتين المالية والأدبية، لنشاطات النادي خلال السداسي الأخير من سنة 2023، على أن يتجدد الموعد اليوم، مع تقرير النصف الأول من سنة 2024، تحسبا لانتخابات تجديد المكتب المسير لعهدة أولمبية جديدة.
أشغال الدورة العادية، والتي كانت بقاعة الندوات على مستوى فندق «لالة ماونة»، عرفت حضور 38 عضوا من أصل 52 مسجلا، وقد استعرض خلالها رئيس النادي مهدي لعفيفي، حصيلة الأشهر الأربعة الأولى من نشاطه، حيث أوضح في هذا الصدد بأن خارطة الطريق التي رسمها عند موافقته على تولي هذه المسؤولية، انحصرت في نفض الغبار عن أمجاد واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، وهذا بعد الغياب عن الأضواء، والتواجد في الأقسام السفلى لفترة دامت ربع قرن، قضاها الترجي بين قسمي ما بين الجهات والجهوي الأول، وهذا منذ سقوطه من الرابطة الثانية في جوان 1999، لكنه أكد بالمقابل بأن الكثير من العقبات اعترضت طريقه، ومع ذلك فإن الوضعية ـ حسبه ـ تحسنت بشكل جلي مقارنة بما كانت عليه في المواسم الماضية.
وأشار لعفيفي من خلال مخلص التقرير الأدبي، الذي استعرضه إلى أن هيكلة النادي كانت نقطة الارتكاز للمشروع الرياضي الذي راهن عليه، بانتهاج استراتيجية عمل تراعي مصلحة الفريق، بعيدا عن كل الحسابات الهامشية، وعليه ـ كما قال ـ «أعطينا الأولوية للكفاءات القادرة على تقديم الإضافة المرجوة، خاصة على مستوى الفئات الشبانية، وذلك بمنح كامل الصلاحيات للثنائي خلة وبوكبو لتحمل كامل المسؤولية في إدارة شؤون الأصناف الثلاثة للشبان، لأن تجارب المواسم الماضية أبانت عن افتقار «السرب الأسود» للخزان الرئيسي من اللاعبين، وهذا العامل كان من أهم الدوافع التي ساهمت في صنع أمجاد الكرة القالمية في سنوات العز، قبل أن تغيب كلية عن الساحة، جراء فقدان الشبان لمكانتهم في خارطة التسيير».
إلى ذلك، أكد رئيس ترجي قالمة أنه وعند توليه رئاسة النادي، حاول تجسيد الخطوط العريضة لبرنامجه على صنف الأكابر، وذلك بضمان الهيكلة والتنظيم، وفق المخطط المدروس، مع السعي لتوفير كافة مقومات النجاح، لأن الصعود ـ على حد قوله ـ « كان رهاننا الأول والوحيد، وقد استقدمنا ترسانة من اللاعبين، بنية المساهمة في تحقيق الحلم الذي طالما راود كل القالميين، فضلا عن برمجة تربص مغلق بمركز تيكجدة، لمدة 10 أيام، وخوض تحضيرات في مستوى التطلعات، غير أن بعض العوامل أخلطت كل حساباتنا عندما دقت ساعة الحسم، انطلاقا من تأخير موعد انطلاق البطولة لمدة 5 أسابيع، وما لذلك من انعكاس سلبي على جاهزية المجموعة، مع منح فرصة لباقي الفرق لتدارك التأخر المسجل، مرورا بتعرض الكثير من اللاعبين لإصابات، بدليل دخول غمار المنافسة بعيادة تضم 9 عناصر، وصولا إلى عدم ظهور بعض اللاعبين بالمستوى الذي كنا نتطلع إليه، وعليه فإننا نقر بأن التجربة كانت فاشلة بالنسبة للأكابر، وأهم مكسب في هذه الفترة كان ترقية 10 لاعبين من الأواسط إلى الأكابر في الثلث الأخير من المشوار، دون تجاهل عودة صورة الفريق لدى المتتبعين، لأن الأمر يتعلق بأول ناد جزائري توج بلقب إقليمي عبر التاريخ».
أما بخصوص الحصيلة المالية، فإن مداخيل ترجي قالمة خلال الفترة الممدة ما بين سبتمبر وديسمبر 2023 تمثلت بالأساس في عائدات انخراطات مشتركي مدرسة كرة القدم، بقيمة 110 ملايين سنتيم، وكذا سلفة من الرئيس لفيفي بنحو 1,3 مليار سنتيم، إضافة إلى قرض آخر بمبلغ 500 مليون سنتيم، لتكون تكلفة تغطية مصاريف هذه المدة تقارب 1,9 مليار سنتيم، ولو أن رئيس النادي أكد في هذا الصدد بأنه منح كل اللاعبين المستحقات المتفق عليها، وكذا علاوات المباريات، مع تسديد تكاليف التربص، وكذا العتاد الرياضي بنحو 330 مليون سنتيم.
بعد ذلك، تمت المصادقة بالإجماع على الحصيلتين المالية والأدبية، لنشاطات النادي خلال السداسي الأخير من سنة 2023، دون وجود أي رفض أو امتناع من طرف الأعضاء الذين شاركوا في الأشغال، لأن مجموعة أخرى ارتأت مغادرة القاعة قبل الشروع في جدول الأعمال، في الوقت الذي تمت فيه تزكية محافظ حسابات جديد للنادي، كما تمت الموافقة بالإجماع على مقترح توسيع تركيبة الجمعية العامة، بضم أعضاء جدد، تمهيدا لمخطط هيكلة جديدة لإدارة النادي، سيما وأن الحضور أبدوا مساندتهم المطلقة للاقتراح القاضي بضم «السرب السود» تحت لوائه كل من فريق «أدرينالين» قالمة لكرة القدم داخل القاعة، وكذا مدرسة «المستقبل» بفرعي كرة القدم والسباحة، لأن البرنامج المسطر مع بداية العهدة القادمة، يرتكز على تأسيس فروع جديدة، منها كرة اليد، السباحة وألعاب القوى.
ص/ فرطاس