أعطى المدرب كمال مواسة سهرة السبت، موافقته الرسمية للإشراف على العارضة الفنية لترجي قالمة، وذلك بعد المفاوضات الماراطونية التي أجراها معه رئيس النادي مهدي لعفيفي، والتي كانت على مراحل، لكن نتيجتها النهائية كان اتفاق بين الطرفين، مما يعني بأن مواسة سيعود إلى «السرب الأسود» بداية من اليوم الإثنين، وخرجته الرسمية الأولى مع الفريق مقررة يوم الجمعة، بمناسبة مباراة الدور التمهيدي الأخير لتصفيات كأس الجزائر، أمام الجار نجم بوشقوف بملعب طاشة.
قرار مواسة، جاء لينهي حالة «السوسبانس» التي عاش على وقعها أنصار الترجي بخصوص العارضة الفنية، لأن استقالة طارق رداف قبل 3 أسابيع دفعت بالإدارة إلى المراهنة على ورقة مواسة، سيما وأن المحادثات الأولية معه كانت قد مهدت الطريق لاتفاق، لكن المعني بالأمر طلب مهلة للتريث، ثم اعتذر لأسباب شخصية، إلا أن الرئيس لعفيفي، أصر على مواصلة مساعيه الرامية إلى إقناع مواسة بقيادة الفريق، بحجة أن الترجي يبقى بحاجة ماسة إلى خدمات كل أبناء الولاية، بنية المساهمة في تجسيد المشروع الهادف إلى نفض الغبار عن جزء من أمجاد «السرب الأسود»، والتي تمتد في أعماق تاريخ الكرة الجزائرية، وعليه فإن بعث المفاوضات من جديد كان في نهاية الأسبوع، حيث أعطى مواسة موافقته لرئيس النادي، وحضر لمعاينة التشكيلة في مباراة أول أمس أمام شباب ميلة، قبل أن تكون الجلسة الختامية كافية لترسيم الأمور، وذلك باستكمال إجراءات الاتفاق، والإعلان عن الصفقة عبر الصفحة الرسمية للنادي.
وأكد الرئيس لعفيفي في دردشة مع النصر، بأن الإصرار على عودة مواسة إلى قالمة كانت بهدف إشراك جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الرياضية بالولاية، في المشروع الذي سطرته اللجنة المسيرة، وقال في هذا الصدد : «منذ تولينا رئاسة النادي عملنا على فتح الأبواب أمام الجميع، لكننا حرصنا على الاستفادة من خبرة أهل الإختصاص، من مدربين ومسيرين، ومواسة كان من التقنيين الذين لم يبخلوا على الفريق طيلة هذه الفترة، وسجل حضوره في الكثير من المناسبات، لذا فقد حاولنا إقناعه بالإشراف على العارضة الفنية، وكللت محاولاتنا بالنجاح، خاصة وأنه كان قد أبدى تحسمه للمساهمة في المشروع، بعدما عاين التعداد عند انطلاق التحضيرات، والمفاوضات معه كانت شاقة، بسبب تردده، ولو أنه لم يعرج إطلاقا على الشق المالي، لأنه وافق دون الخوض في هذا الجانب، وسطر هدفا يتمثل عن الدفاع عن حظوظ الفريق في الصعود إلى الرابطة الثانية، لأن القناعة المشتركة لدينا تكمن في أن تاريخ الترجي لا يسمح له بالتواجد في الأقسام السفلى، والغياب عن دور الأضواء لأزيد من ربع قرن، يستوجب الانتفاضة».
على هذا الأساس، فإن مواسة سيباشر مهامه ظهيرة اليوم خلال حصة الاستئناف، وبالتالي فإنه سيعود إلى ترجي قالمة بعد فراق دام 27 سنة، لأنه كان قد أشرف على قيادة «السرب الأسود» في العديد من المناسبات، إلا أن آخرها كان في سنة 1997، لما غادر مباشرة إلى شبيبة القبائل، وقد شاءت الصدف أن تكون آخر مباراة له مع ترجي قالمة في تلك الفترة بتبسة أمام الاتحاد المحلي في آخر جولة من الموسم، وعودته إلى الترجي، ستتفتح بمباراة الكأس أمام نجم بوشقوف، بينما خرجته الرسمية الأولى في البطولة ستكون من تبسة، عند النزول في ضيافة «الكناري» بعد نحو أسبوعين.
ص / فرطاس