افترق ترجي قالمة وإتحاد تبسة على تعادل عادل، في «ديربي» لم يف بوعوده، خاصة من حيث المستوى الفني، لأن مردود التشكيلتين لم يرق إلى مستوى تطلعات الجمهور الغفير الذي أم المدرجات، و «السرب» لم يتمكن من الإستثمار في دعم أنصاره أمام خبرة لاعبي تبسة الذين كانوا أكثر واقعية، و عرفوا كيف يسيرون مجريات اللعب، مع نجاحهم في العودة إلى الديار بنقطة ثمينة برهنوا بها على إستعادتهم العافية تدريجيا منذ تولي بلعرج العارضة الفنية.
و لئن كان التكافؤ قد ميز أغلب فترات الشوط الأول، مع إنحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، فإن الفريق الزائر نجح في هز الشباك في الدقيقة 21 بفضل صانع الألعاب العلمي دوادي، الذي وظف خبرته، و أرغم الحارس القالمي بن زايد على عرقلته في زاوية ميتة، و هي اللقطة التي أعلن على إثرها الحكم لعمامرة ضربة جزاء إحتج عليها لاعبو و مسيرو الترجي كثيرا، و قد تولى تنفيذها دوادي بنجاح، مانحا الأسبقية في التهديف للضيوف.
بعد هذا الهدف إنخفض ريتم اللعب، لأن عناصر الإتحاد تراجعت كلية إلى الدفاع، بينما رمى القالميون بكامل ثقلهم في الهجوم، من دون تشكيل أية خطورة على مرمى الحارس علاء الدين دوادي، في ظل الإفتقار للتركيز، و فقدان الثقة في النفس و الإمكانيات، و لو أن المدرب عاشوري حاول تفعيل القاطرة الأمامية، بإخراجه دمبري، لكن ذلك لم يغير في الوضع شيئا، لأن الزوار أنهوا المرحلة الأولى متفوقين.
خلال الشوط الثاني دخلت تشكيلة «السرب الأسود» بعزيمة كبيرة بحثا عن تدارك الوضع، و قد نجحت في الوصول إلى المبتغى بعد 5 دقائق فقط من إستئناف اللعب، بعدما نفذ بحري مخالفة، تردد الدفاع التبسي في إبعاد الكرة، الأمر الذي إستغله المدافع بوضياف ليسكن الكرة في عمق الشباك بقذفة قوية معدلا النتيجة.
بعد هذا الهدف إرتسمت معالم الصراع التكتيكي بين المدربين عاشوري و بلعرج، لكن مدرب الزوار عمد إلى تحصين منطقة وسط الميدان، و سد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس دوادي، بينما رمى رفقاء قاسمي بكامل ثقلهم في الهجوم بحثا عن هدف التفوق، و هو الإندفاع الذي حاولت عناصر الإتحاد إستغلاله، بالإعتماد على سرعة عنتري لبناء مرتدات هجومية، بينما كثرت إحتجاجات المحليين على طاقم التحكيم بقيادة لعمامرة، لأن نتيجة التعادل وضعت الحكام في قفص الإتهام. ص / فرطـاس