عادت مولودية قسنطينة إلى سكة الانتصار بفوزها على الضيف أمل مروانة، في مقابلة لم ترق إلى المستوى المطلوب، وميزتها مقاطعة الأنصار تعبيرا منهم عن تذمرهم الكبير من الإنهيار المسجل، سيما بعد تلقي هزيمتين متتاليتين، واحدة منها في عقر الديار أمامإتحاد عنابة، إذ إكتفى الأنصار المقاطعون بتعليق لافتة عملاقة مكتوب عليها “ لا نريد أي بديل عن الصعود”.
المقابلة سارت منذ إنطلاقتها على وقع سيطرة المحليين، سيما وأن أمل مروانة تنقل إلى قسنطينة وغايته العودة بنقطة التعادل، وقد جسد مدربه يوسف مشهود ذلك بالخطة التي إنتهجها، والتي عمد من خلالها إلى تعزيز في الدفاع، وترك رأس الحربة ميدون وحيدا في الهجوم، دون تشكيل أية خطورة على الحارس قحة.
سيطرة الموك كانت عقيمة، لأن الحملات التي قادها كل من فرحات، مسعودي و بولعابة إفتقدت للفعالية على مقربة من مرمى الحارس قجول، لتبقى أخطر فرصة في المرحلة الأولى (د:16) إثر مخالفة مباشرة نفذها مسعودي، اصطدمت على إثرها الكرة بالقائم الأيمن، لكن بولعابة لم يحسن إستغلال الكرة المرتدة.
الشوط الثاني كان مشابها لسابقه حيث تواصلت سيطرة المولودية مقابل تراجع عناصر “الصفراء” كلية إلى الدفاع، لكن صمود الزوار لم ييدم طويلا، لأن الدقيقة 65 حملت هدف السبق لصحاب الأرض، بعد مخالفة نفذها مسعودي، ليستغل العيداني الأخذ و الرد داخل منطقة العمليات، و يسكن الكرة في شباك الحارس قجول.
هذا الهدف جعل باقي فترات اللقاء تسير على وقع صراع تكتيكي كبير بين المدرب عزيز عباس و يوسف مشهود، رغم أن عباس لم يتمكن من الجلوس على دكة البدلاء بسبب منعه من الحصول على إجازة، كون “الموك” هي ثالث فريق يشرف على تدريبه منذ بداية هذا الموسم، بعد كل من شباب عين فكرون و إتحاد حجوط، الأمر الذي جعله يستنجد بطبيب الفريق كوسيط بينه و بين مساعده دني على دكة الإحتياطيين، و قد تجلى هذا الصراع خلال قيام مشهود بإقحام بيطام، حيث قابله عباس بضم قيجور لفرض رقابة لصيقة، و لو أن الدقائق الأخيرة من المقابلة لم تشهد فرصا تستحق الذكر، على إعتبار أن أمل مروانة لم يبادر إطلاقا إلى الهجوم، و تنجح بذلك “الموك” في تحقيق فوز قد يشفع للاعبين بالتصالح مع الأنصار الغاضبين و المقاطعين.
حميد بن مرابط